رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دورها مشهود فى الهجرة النبوية..
المرأة.. عطاء متجدد فى نهضة الأمة

سهير طاهر

د. أحمد يوسف: أظهرت صلابة فى مواجهة الشدائد

 

للمرأة مكانة عالية فى الإسلام، وقد ضربت أروع الأمثلة فى تحمل مسئولياتها تجاه دينها وأهلها، ولعل أدوارها فى هجرة النبى، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، تظهر مدى عطائها للأمة، وقدر شجاعتها فى مواجهة الشدائد، لا سيما إتمام خطة التمويه والتعمية على المشركين، حتى تتم الهجرة بنجاح، فكانت بحق من جند الله فى هذا الحادث المبارك، حتى قيل بحق إن عطاءها متجدد فى نهضة الأمة، ورقيها.

الدكتور أحمد ربيع يوسف، العميد الأسبق لكلية الدعوة بالقاهرة، يقول: إن مواقف المرأة فى أحداث الهجرة النبوية، خير شاهد ودليل على من يتهمون الإسلام بعدم الاعتداد بها، والاعتماد عليها، إذ إن أكثر السهام التى توجه إلى القضايا الإسلامية هى التى توجه إلى ما يخص المرأة، على الرغم من تقدير الإسلام لها، موضحا أن المرأة منذ عصر الرسالة شاركت فى كل أحداثها، مثل بيعتى العقبة الأولى والثانية، ثم الهجرة سواء إلى الحبشة، أو إلى المدينة، وهذا كان بمثابة حجر الأساس لتأسيس الدولة الإسلامية، وغيرها من الأحداث.

تنوع الأدوار

وحول بعض أدوار المرأة وجهودها فى نشر الدعوة الإسلامية، يقول: أعطى الإسلام المرأة تكريماً وتشريفا ومكانة لم تعط لها، لا قديما ولا حديثا، فى مجالات عدة، ففى الهجرة المباركة شاركت بكل شجاعة وبسالة كالرجال وأكثر، ولا يخفى على الجميع موقف السيدة أسماء بنت أبى بكر، رضى الله عنها، وموقفها العظيم، حين شقت نطاقها نصفين، نصف تستر رأسها به، والآخر تحفظ فيه الزاد، لتنقله للرسول صلى الله عليه وسلم وأبيها فى غار ثور.

وأيضا موقفها، رضى الله عنها، حين أتاها أبو جهل (عمرو بن هشام) ليسأل عن أبيها، فواجهته بشجاعة وثبات، وقالت له: لا أدرى أين هو؟، فلطمها لطمة طرح منها قرطها، فتحملت الموقف، مما يدل على شجاعة المرأة المؤمنة وقوتها فى مواجهة الصعاب، ولاننسى دور (أم أيمن)، حاضنة الرسول، إذ قطعت -رضى الله عنها- رحلة الهجرة، التى تبلغ خمسمائة كيلو متر على قدميها، صائمة متحملة مشقة الهجرة، حتى كادت تموت عطشا، فسقاها الله شربة ما ظمئت بعدها، فى يوم شديد الحر، ولم يمنع أى شيء المرأة فى الهجرة المباركة، عن خدمة دينها والدعوة إليه، وكل صحابية قدمت ما فى وسعها، فهناك أدوار لا تُنسى لكل من: أم سلمة وأسماء بنت عميس وأم منيع الأنصارية ونسيبة بنت كعب، إذ مهدن للدعوة فى المدينة قبل وصول النبى، وهيأن المجتمع اليثربى لاستقباله، كما شاركت المرأة فى الحروب، وكانت تدافع بنفسها، ومن الأمثلة قصة أم سليم فى غزوة حنين، لما رآها الرسول، عليه الصلاة والسلام، وهى تربط خنجرا على بطنها، فسألها: ما هذا يا أم سليم؟ فقالت: «خنجر أبقر به بطن من يقترب منى»، اعتزازا بنفسها.

نماذج مضيئة

وتؤكد الدكتورة زبيدة محمد عطا، العميدة السابقة لكلية الآداب بجامعة حلوان وأستاذة التاريخ الإسلامى، أن المرأة المسلمة قدمت الكثير فى خدمة الدعوة، وأن الهجرة النبوية شاهدة على ذلك، وأنها لا تزال تقدم الكثير فى عصرنا الحاضر، كنماذج مضيئة تمثل قدوات فى رعاية بيتها وأسرتها، وسط أمواج عاتية من التكالب على المادة، مشيرة إلى أن المرأة كانت من أوائل الذين أسلموا، وهاجروا.

ففى السنة الخامسة من بعثة الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان أول فوج هاجر من الصحابة إلى الحبشة، مكونا من اثنى عشر رجلا وأربع نسوة، وكان من بينهم عثمان بن عفان وزوجته السيدة رقية بنت الرسول، صلى الله عليه وسلم، وقد أمرهم الرسول بالبقاء فى المكان الذى هاجروا إليه، ونشر الدعوة.

أيضا السيدة أم سلمة، رضى الله عنها، التى هاجرت برفقة زوجها أبى سلمة، ولما كانت فى طريق الهجرة مع زوجها وابنها، اعترض طريقهم بنو المغيرة، حيث حبسوها ومنعوها من الهجرة مع زوجها، فكانت تخرج وتجلس فى الأبطح دون استسلام، حتى مر بها رجل من أبناء عمومتها، فرد عليها ابنها، وتركها تلحق بزوجها.

والسيدة سهلة بنت سهيل القرشية وزوجها أبو حذيفة بن عتبة، إذ كانت من السابقين إلى الإسلام بمكة، وهاجرت الهجرتين، وأيضا ليلى بنت أبى الحاكم القرشية، التى ظلت برفقة زوجها الصحابى الجليل عامر بن ربيعة، موضحة أن هذه مجرد نماذج وأمثلة للمرأة، لكن هناك الكثيرات ممن لا يتسع المجال لذكرهن، من اللاتى أدين أدوارا بطولية فى نصرة الدين، ونشر الدعوة.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق