دخان كثيف وأعداد كبيرة ونيران تندفع مشهد يتوقف معه التفكير المنطقى وتنطلق لحظات الرهبة والخوف فترتفع حصيلة الخسائر وافدحها خسائر الأنفس والارواح، ولعل أبرز أسباب تلك الخسائر هو غياب الوعى والتدريب بخطط الإخلاء الآمن التى تعد ثقافة غائبة عن المنشآت العامة، بالرغم من أهميتها التى يوضحها اللواء على الشال مدير إدارة الإطفاء فى المنشأت البترولية وخبير حريق في الهيئة المصرية للتأمين ومدرس فى معهد الحماية المدنية، أن خطة الإخلاء يجب أن توضع وفقا لدراسة مسبقة تشمل الوقوف على عدد الأشخاص المتوقع وجودهم بالمكان وتحديد عدد مسالك الخروج وإذا كانت كافية أم لا، وبالطبع تشمل الخطة تدريب الأشخاص فى المواقع أو المنشأة على عدم التدافع وعلى الخروج الآمن أثناء الحريق.
وأكد الشال ضرورة وضع كل منشأة خطة الإخلاء الخاصة بها ووضع سيناريوهات مختلفة لها يتم التدريب عليها وتنفيذها كل عام بصورة عملية.
يقول اللواء ممدوح عبد القادر مدير الحماية المدنية بالقاهرة الأسبق ــ إن اشتراطات الحماية المدينة يجب أن تتوفر فى جميع المبانى سواء سكنية أو تجارية أو منشأت حكومية أو دور عبادة، وتكون من اشتراطات الحصول على تراخيص البناء، فيجب أن تتوفر أجهزة إنذار مبكر، ووسائل إطفاء اتوماتيكية للعمل بشكل فورى بمجرد حدوث الحريق، كما يجب توافر مسالك للإخلاء ، للحفاظ على سلامة المواطنين ، وتكفل لهم الخروج الأمن. ولابد أن يتم عمل صيانة دورية للأجهزة والأبواب التى تمثل مسالك النجاة. وهناك معلومات يجب أن يعيها الجميع أنه فى حالة حدوث حريق وعدم القدرة على الخروج من المبنى يجب النوم على الأرض وتغطية النفس والجسم بأغطية محكمة تعمل كساتر لعدم استنشاق الدخان وحماية الجسم من النار.
ويضيف اللواء علاء عبد الظاهر - خبير فى الحماية المدنية - يجب أن تكون هذه الحادثة المؤلمة جرس أنذار للجهات الرقابية والجهات المانحة لتراخيص البناء من أجل ضرورة إلزام المبانى بتوفير اشتراطات الحماية المدنية للحصول على الترخيص دون تهاون .
رابط دائم: