رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بايدن.. دعم مطلق للاحتلال يعقد القضية

‎أمنية نصر
بايدن ولابيد

ما بين جنازات ودموع ضحايا العدوان على غزة الذى شنته حكومة تصريف الإعمال فى إسرائيل، للفوز فى الأغلب ببضع نقاط تمكنها من إحراز تقدم فى الانتخابات المقبلة، اختارت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن اتخاذ موقفها المعتاد بالتأكيد على الالتزام بدعم «حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، فى مواجهة صواريخ المقاومة المنطلقة من قطاع غزة. بيان البيت الأبيض الأول جاء بعد ما يقرب من يومين من العملية العسكرية الإسرائيلية فى غزة، وأعطى الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة المزيد من الهجمات ضد قيادات منظمة الجهاد، وبالتالى وقوع المزيد من الضحايا.

الموقف الأمريكى جاء تكراراً للعديد من مواقف الإدارات الأمريكية السابقة، بغض النظر عن دوافع التصعيد وتوقيته، بل إنه تجاوز هذه المرة هذا النمط، وتغافل عن أن العملية الإسرائيلية لم يسبقها كما هو معتاد أن تطلق المقاومة صواريخ باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، وإنما هى عملية استباقية قد تكون حكومة يائير لابيد خططت لها منذ شهور طويلة، بحسب تقرير للمخابرات البريطانية كشفته صحيفة «التليجراف»، بدأت فى مطلع الشهر الجارى بعد اعتقال بسام السعدى القيادى بحركة الجهاد الإسلامى، تلاها اغتيال القيادى تيسير الجعبرى، الذى أدى تنفيذ عملية اغتياله لاستشهاد طفلة بريئة تبلغ من العمر 5 أعوام، كانت تلعب أمام منزلها. والحقيقة، أن الحماية الأمريكية غير المشروطة لإسرائيل تسهم فى تشجيعها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطينى، وإغلاق الأفق السياسى لحل الصراع، بل إنها تغذى الشعور السائد بأن واشنطن تتعامل مع القضية الفلسطينية كشأن إسرائيلى داخلى، وبالتالى زيادة تعقيد القضية الفلسطينية.بالطبع، ندرك جيداً أن إسرائيل هى حليف واشنطن الإستراتيجى الأول فى المنطقة، وتحظى بدعمها المطلق. وهو ما جنته تل أبيب خاصة بعد زيارة بايدن للمنطقة، والتى بدأها من تل أبيب وأظهرت اتفاقاً بين الجانبين، حتى فى أكثر القضايا التى كان يتوقع أن تشهد خلافات، مثل الملف النووى الإيرانى. كما شهدت تغييب متعمد للقضية الفلسطينية، واختصارها بمساعدات لا تذكر للقطاع الصحى.تكرار المواقف وتزييف الحقائق والانحياز الأعمى الذى تقوم به واشنطن لصالح إسرائيل يؤدى لزيادة الخلل والظلم الكبير الذى تمارسه دولة الاحتلال. ويعانى تبعاته أبناء الشعب الفلسطينى، وبالتالى يحدث خلل فى توازن هش ينتج عنه خسائر بشرية ومادية فادحة، يتم تجاوزها بالذريعة المكررة ذاتها بأن إسرائيل تمارس «حق الدفاع عن النفس».


تيسير الجعبرى

ومن المؤكد أن هذه المزاعم عن قيام الاحتلال بالدفاع عن نفسه أكذوبة تقلب الحقائق، وتقدم إسرائيل فى موقف الضعيف المغلوب على أمره، بدون إدانة تذكر من جانب شرطى العالم. فى النهاية، فإن الموقف الأمريكى المتكرر، وعدم إظهار رغبة حاسمة وواضحة لوقف السياسات الإسرائيلية العدوانية، وتقديم الدعم والولاء المطلق لإسرائيل، وإبداء التفهم لأسباب عملياتها العسكرية المتكررة، أسهم فى تصعيد التوتر. فبعد أيام طويلة من التصعيد فى غزة، جاءت عملية اغتيال القيادى فى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح إبراهيم النابلسى، بالإضافة لإثنين من زملائه فى نابلس بالضفة الغربية، وبالتالى زاد تعقيد المشهد الحالى ومنح إسرائيل الذرائع والحجج لقمع الفلسطينيين، لتتحول حياة الفلسطينيين لمجرد ورقة انتخابية لا أكثر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق