وسط تحذير روسى من «صب الزيت على النار» فى الصراع الأوكرانى، أعلنت الولايات المتحدة أمس إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، تشمل صواريخ إضافية لمنظومات المدفعية الأمريكية عالية الدقة من طراز «هيمارس»، فيما قدرت واشنطن الخسائر الروسية من الحرب التى اندلعت فى نهاية فبراير الماضى بحوالى ٨٠ ألف شخص قُتلوا أو أُصيبوا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن حزمة المساعدات الجديدة تشمل أيضاً المزيد من صواريخ أرض-جو الدفاعية القصيرة والمتوسطة المدى الخاصة بـ»منظومة الصواريخ المتقدمة أرض-جو» (ناسامس)، والمزيد من صواريخ «جافلين» المضادة للدبابات، إضافة إلى ذخيرة أخري.
وبهذه المساعدة الجديدة، تصبح قيمة المساعدات العسكرية الأمريكية الإجمالية لأوكرانيا 9.8مليار دولار منذ وصول جو بايدن إلى السلطة، حسبما أشار البنتاجون.
من جهته، أشاد وزير الخارجية أنتونى بلينكن، فى بيان منفصل، بالإجراءات الجديدة «التى اتُخذت لإحداث فرق» فى الميدان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع أوكرانيا بهدف تعزيز موقفها «على طاولة المفاوضات».
ومن جانبه، حذر أناتولى أنتونوف السفير الروسى لدى الولايات المتحدة من أن واشنطن تواصل «صب الزيت على النار» فى الصراع الأوكرانى، وتقديم مساعدات إضافية لكييف، منوها بأنها تقترب بذلك من خط خطير فى المواجهة مع روسيا.
وأضاف أنتونوف: أن تلك المساعدات «تؤكد أن الولايات المتحدة لا تنوى الاستماع إلى صوت العقل والمنطق ولن تساهم فى التسوية السلمية للأزمة».
وتابع أن «تنجذب وتنخرط أكثر فأكثر فى الصراع، وتقترب من خط خطير فى المواجهة مع روسيا، وأن مثل هذا الخط لن يقدم أى شىء جيد للسلام والأمن، ولن يؤدى إلا إلى إطالة احتضار النظام الأوكراني». وفى الوقت ذاته، أعرب الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى عن امتنانه للشعب الأمريكى وللرئيس جو بايدن، لما أطلق عليه «حزمة مساعدات أمنية أخرى غير مسبوقة»، لدعم بلاده فى الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسى، على حد تعبيره. وفى غضون ذلك، أعلنت شركة «ترانسنفت» الروسية المسئولة عن نقل المحروقات أمس توقف إيصال شحنات النفط الروسية إلى دول أوروبية عبر أوكرانيا بعدما رفضت معاملة مصرفية جراء العقوبات المفروضة على موسكو. وأفادت شركة «ترانسنفت» فى بيان بأن هذه الشحنات بواسطة فرع من خط أنابيب دروجبا الذى يوصل النفط إلى المجر على وجه الخصوص، «توقفت منذ الرابع من أغسطس الجارى»، وهو ما سيؤثر على عمليات التسليم إلى المجر وسلوفاكيا والتشيك.
جاء ذلك فى الوقت الذى دخلت فيه خطة الغاز الطارئة للاتحاد الأوروبى لاحتمال دخول قرار وقف إمدادات الغاز الروسية حيز التنفيذ أمس.
من جهة أخرى، طلب قادة إستونيا وفنلندا من الدول الأوروبية وقف إصدار التأشيرات السياحية للمواطنين الروس، قائلين إن السياح الروس لا ينبغى أن يكونوا قادرين على قضاء إجازات فى أوروبا بينما تشن الحكومة الروسية حربا فى أوكرانيا.
رابط دائم: