رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كاتبة سعودية تستحضر التاريخ عبر صانع عطور

غادة عبد الله

فى روايتها الجديدة «نجم الدين صانع العطور «، الصادرة عن دار بوك لاند للنشر، تغوص الكاتبة السعودية ريم عبدالباقى فى هوامش التاريخ لتكشف أحداثا وصراعات متشابكة شكلت مصير المنطقة تدورأحداثها فى المدينة المنورة ومنطقة الحجاز وإسطنبول والهند وهى المرحلة التاريخية الهامة التى شهدت الثورة العربية الكبرى وسقوط الحكم العثمانى عام 1909.

يبرز تاريخ المدينة المنورة وتقاليدها بالرواية، ثم تنتقل إلى إسطنبول فالهند ودمشق، وذلك من خلال بطلها نجم الدين الذى كان يحيا بالمدينة المنورة وانطلق فى رحلة طويلة يجوب بها البلدان المختلفة بحثا عن الذات والحكمة، وسر صناعة العطور، فى الوقت الذى دارت فيه الحرب العالمية الأولى حيث قامت دول واندثرت أخرى وتغير وجه الأرض ليعود فى النهاية لمسقط رأسه فى المدينة المنورة بعد مروره بالكثير من التجارب الشخصية والأحداث المهمة التى غيرت من شخصيته المتهورة وأكسبته الحكمة والهدوء.

أحداث تاريخية كثيرة تناولتها الرواية بدءا من افتتاح محطة قطار الحجاز وحركات التمرد من الأعراب والبدو وأنصار الشريف حسين حيث أصبحت المدينة المنورة كقنبلة تنتظر احتراق الفتيل لتنفجر بفعل الجنود الذين أتوا من الشام واليمن وإسطنبول وحث الحاكم العثمانى فخرى باشا أهل المدينة المنورة للترحيل الجماعى حتى أصبح الرحيل اجباريا وتشتت وتفرقت العائلات. وانطلق نجم الدين لإسطنبول أثناء حصار القوات العثمانية للمدينة المنورة حيث يلتقى بخاله الذى يجد فيه شخصية الوالد الذى حرم منه وهو صغير ويتقن صناعة العطور ويبرع فيها، ويسرد نجم الدين قصته إلى أمه التى رحلت عن الدنيا بعد ولادته مباشرة وهو على فراش المرض تلك القصة التى استغرقت تسعين عاما فالعالم كله بالنسبة له كان محوره هى أمه! وعلى الرغم من رحيل والدته بعد ولادته مباشرة الا أنها تتحول إلى الحقيقة الباقية فى حياته فيظل يسرد لها ويكشف سوءاته لها.

ومن خلال سرد رحلات نجم الدين التى تميزت بالشاعرية وحضور الذات فإنه يشير من خلال أحداث الرواية إلى الحروب والصراعات الدامية، حيث تتطرق الرواية إلى ما هو مسكوت عنه ومهمش فى التاريخ الرسمى الذى تتغلب فيه وجهة نظر المنتصر. يقول نجم الدين: «ذلك ما قيل وما حكى ولن نعرف أبدًا الحقيقة الكاملة أو مدى حقيقة بشاعتها، يا أمى، إنه عندما يحكى التاريخ فهو لا يحكى كل شيء، فالتاريخ ما هو إلا تأويل مختلف لمواقف ووقائع ومعارك حدثت فيراها كل جانب بما يوافق تفكيره وتفسيره وهواه».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق