أنعش مشروع «الهوية البصرية» الذى انطلق فى محافظة الإسكندرية منتصف عام 2021؛ صناعة شماسى البحر بعدما شهدت تراجعًا فى السنوات الأخيرة قاومت خلالها المنتجات الصينية المستوردة، وبلغت ذروة التراجع فى العامين السابقين نتيجة تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد، وما تبعه من إجراءات احترازية حذرت التجمعات وأغلقت الشواطئ.
يقول محمود شاكر الشهير بـ«حودة كرامة»، صاحب ورشة لتصنيع الشماسى، إن شارع المنير بسوق الجمعة وسط الإسكندرية تحول إلى مركز لتصنيع الشماسى وجميع مستلزمات البحر على مدار ما يزيد على خمسين عامًا، ولكن فى السنوات الأخيرة الصناعة تقاوم الاندثار عقب ظهور الشماسى والكراسى المستوردة من الصين رغم قلة جودتها مقارنة بالمنتجات المصرية ولكنها زهيدة الأسعار.
ويوضح «شاكر» ان فصل الصيف هو موسم البيع بالنسبة للورش، إذ يقوم مستأجرو الشواطئ قبل استقبال الصيف بتجديد مستلزمات الشواطئ من شماس ومقاعد، ولكن هذا العام وقرار محافظ الإسكندرية توحيد ألوان الشماسى وتحديد لون مختلف لكل شاطئ، دفع المستأجرين إلى تغيير جميع الشماسى التى تصل إلى ألفى شمسية فى كل شاطئ، مما أسهم فى تنشيط حركة البيع.
ويضيف «شاكر»: القرار فتح المجال أيضَا أمام العاملين فى مجال الطباعة، حيث يتضمن الشكل الجديد للشماسى طباعة شعار الإسكندرية، مشيرًا إلى أن الشمسية المستخدمة عادةً على شواطئ المدينة قطرها متر، وبعضها يصل إلى أربعة أمتار، ويصل سعر الواحدة منها إلى أربعمائة جنيه، وهو سعر مناسب نظرًا لاستيراد بعض المكونات المستخدمة فى صناعتها. ويقول أحمد جابر، صاحب ورشة، إنه يعمل فى هذه المهنة منذ ما يقرب من أربعين عامًا، وإن عدد المتقنين لها قلائل، فهى فن يحتاج إلى صانع ماهر يبدع فى اختيار الألوان وتنسيقها مع بعضها البعض، ومع مرور السنوات تتراجع أعداد المتقنين لهذه المهنة كون الأجيال الشابة لا تمتلك صبرًا لاتقانها ويفضلون العمل فى مهن أخرى تحقق ربحًا سريعًا. ويؤكد «جابر» أن شكل الشماسى الجديدة التى حددتها المحافظة أفضل وتعطى شكلا جماليا للشواطئ، خاصة أن الألوان التى وقع عليها الاختيار زاهية وملفتة، كما حُدد اللون الابيض لشماسى الشواطئ المجانى، وهو اللون الذى يفضله أغلب قرى الساحل الشمالى، لأنه لون يساعد فى عكس أشعة الشمس وبالتالى تقليل درجة الحرارة فى الظل. وتقول صفاء عبدالعزيز، عاملة فى إحدى الورش، إنها تقوم بحياكة كسوة الشمسية، وهى من القليلات اللاتى يعملن فى هذا المجال الذى يسيطر عليه الرجال، موضحة أنها كانت خياطة وقبل خمس سنوات قررت العمل فى ورش صناعة الشماسى، ومنذ ذلك الوقت أصبحت تحب العمل لأن ألوان الشماسى مبهجة، كما أن الرجال العاملين فى هذا المجال متعاونون.
ويقول عبدالحليم سلامة، يعمل فى المهنة منذ خمسين عامًا، إن الشماسى كانت تصنع من الحديد فى السابق أما الآن فتصنع من الخشب، والخيزران الذى يتم استيراده، وتمر عملية التصنيع بعدة مراحل أولها تقطيع الخيزران والأخشاب على أعواد وفقًا لأطوال معينة، وبعد تقطيع الخيزران والخشب يتم تركيب الصاج على الأعمدة بحيث توضع قطع الصاج على قمم أعمدة الخيزران. ويضيف: «عقب ذلك يتم تركيب الأسلاك فى وسط الأعمدة، وعادة ما تغطى هذه الرءوس بقطعة من القماش لحماية الكسوة من الصدأ، ثم يتم جمعها فى باقة واحدة فى ترس دائرى لصناعة جسم الشمسية، كما يتم تجهيز الكسوة الخارجية للشمسية لتكوين الشكل الدائرى المعروف للشمسية، وأخيرًا تثبت على جسم الشمسية الخشبي». ويوضح «سلامة» ان سوق الجمعة يعد مركز صناعة مستلزمات البحر التى يتم توزيعها فى معظم محافظات مصر، نظرًا لجودة منتجاته وسعرها المناسب، ومنذ ثمانى سنوات نشطت حركة البيع فى قرى الساحل الشمالى.
رابط دائم: