رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة.. تكتبه: جيهان الغرباوى
أحتاج امرأة غيرك ...

جيهان الغرباوى

· سيدة بريد الجمعة ..

· لأنك امرأة اكتب اليك وأتوقع أن تفهمى تفاصيل مشكلتى أو تستنتجى بحسك وغريزتك

ما خلف السطور ومالم استطع بأسلوبى وصفه او خجلت عن كتابته

لقد ترددت كثيرا قبل الكتابة، وكنت فى كل مرة أوصى نفسى بالصبر لعل الله يصلح الحال ..

أنا من قراء بريد الجمعة منذ فترة طويلة للاستفادة من تجارب الآخرين لكنى الآن أجد نفسى محتاجا بالفعل لتدخلكم ومساعدتى فى تنفيذ ما عزمت عليه.

مازلت بقوتى فى بداية الخمسين من العمر، وبدأت حياتى بالتخرج فى كلية عملية ثم بالتدريس وأكرمنى المولى عز وجل بالسفر إلى الخارج، واستطعت بمدخراتى أن أكون فى وضع مادى أفضل بكثير من زملاء لى. أنا مولع بالعلم وتحصيله، وحصلت على عدد من دبلومات الدراسات العليا والماجستير فى تخصصى وهو الكيمياء. مشكلتى أنى تزوجت من امرأة بلا كيمياء .. بمعنى ان التفاعل بيننا صعب جدا واحيانا نتائجه سامة وكريهة .. زوجتى بدت لى جيدة فى البداية، لكنها بعد الزواج وطول العشرة انشغلت بالأولاد ودروسهم الخصوصية والحياة ومتطلباتها المادية وأهملت نفسها وأهملتنى لدرجة كبيرة، حتى صرت أشعر وكأنى أعذب بلا رفيق يشاركنى إحساسى أو يشبع رغباتى المشروعة كرجل وزوج .

 

صرت مراهقا كبيرا، يشتاق للمسات الأنثوية فى حياته، ويجد سعادة مع أى تجمع نسائى تتيح الظروف وجوده فى مجالى. أنا أخجل من نفسى ومن نظراتى لأى امرأة يمينا ويسارا، شمالا وجنوبا، خاصة وأنا فى هذه السن، لكن الحرمان النفسى والعاطفى والجسدى الذى أعانيه يعتصرنى، ويضطرنى لسلوك لست أرضى عنه، حتى إن لم يتعد حدود الإمعان فى النظر، والإحساس الداخلى.

وقد قررت أن أصلح هذا الوضع وأعف نفسى وأجد زوجة متدينة جميلة عطوفة مرحة تقدر الرجل وتعرف احتياجاته الحقيقية . لا أشترط أن تكون مصرية،الأهم ان تفهمنى وتحتوينى، ومن ناحيتى سأكون لها خير زوج.

فهل تساعدوننى ؟ (سأترك مع رسالتى بياناتى كاملة وصورة شخصية وتليفونى لضمان جديتى فى طلبى) والتوفيق من عند الله.

أ.ع .الاسكندرية

الرد :

-عزيزى أ.ع صديق بريد الجمعة القديم استوقفتنى رسالتك وقررت نشرها، أولا لأنى فهمت صدق نيتك فى التعبير وفى التعامل مع معاناتك، وثانيا لأنها رسالة وشكوى شائعة، ومع الأسف صارت كثيرة التكراربشكل لافت ومؤسف.

مشكلتك ينكرها البعض ويبحث آخرون لها عن حلول و بدائل، حتى لو كانت حلولا مؤقتة أو مسكنات رخيصة، وقليل من يفكر مثلك فى تغيير جذرى أو دعنا نقول من يتجرأ مثلك على عمل تغيير ثورى جرىء، ويخاطر بالمؤسسة القديمة والوضع الذى استقر، على أى نحو استقر.

وكأنك بلغة المثقفين (راديكالى) وبلغة العامة (عملى وبتجيب من الآخر)!

لا أستطيع أن ألومك على تفكيرك أن تبتغى الارتباط المعلن المسئول والطريق المستقيم وتطلب ان تكمل حياتك مع امرأة اخرى كى تعالج حرمانك العاطفى والجسدى مع زوجتك الحالية التى لم تعد تشعر بها كامرأة وأنثى تكفيك وتسعدك على حد ما ذكرت.

لكنك لم تكتب لى عن أى محاولة منك لعلاج المشكلة (وهى بالفعل مشكلة حساسة ومهمة) بالنقاش مثلا مع زوجتك، وتنبيهها أو حتى تحذيرها، كى لا يزداد الوضع تعقيدا وصعوبة وتتسع الفجوة بينكما.

هل انت رجل تستمع وتهتم وتتفهم إن هى حكت لك عن اسباب احباطها او زهدها فى العلاقة الحميمة معك ؟

الكثير منا يعانى ويشكو ويصرخ ولكن من يستمع ؟ من يفهم او يضع نفسه مكان الطرف الآخر ويتخلى عن الانانية ويعطى قبل ان يطلب ويتوقع العطاء ؟!

الزعيم الهندى غاندى له كلمة بسيطة لكنها عميقة ومهمة للغاية، لدرجة انها قد تكون مفتاح الابواب المقفولة بين الرجل وحبيبته او زوجته

يقول غاندى ( لا تحبط الاخرين .. كى لا يحبطوك)!

بسيطة لكنها فعالة جدا فى تفسير الكثير من علاقات البشر فى العمل او فى الحياة العامة او فى البيوت وخلف ابواب الغرف المغلقة..

فكر وتذكر آخر مرة اشتكى منك الطرف الذى يصدر اليك الآن مشاعر الاحباط !

ربما انت الذى بادرت بالسلوك او التصرفات او الكلمات المحبطة .. اقول ربما ...

وتقول حكمة أخرى :

ان المرأة فى بداية علاقتها بالرجل تعامله بحماس و بشكل رائع كما تتمنى ان يعاملها ..

وبعد ذلك ان خيب أملها قليلا ، تعامله مثلما يعاملها وتكتفى بذلك على طريقة المعاملة بالمثل فى العرف الدبلوماسى.

وبعد ذلك ان استمر يخيب أملها او لا يعطيها ما تتوقعه وتحتاجه ، وقتها سيجد المرأة لا تعامله أصلا !!!

كل امرأة فى العالم تبحث عن الامان عند الرجل

لكن كل امرأة تفهم الامان بشكل مختلف يناسبها !

هناك من تبحث عن الامان المادى وهناك من تبحث عن الامان العاطفى وبعضهن امانهن البيت والزواج المعلن والاولاد وبعضهن الامان هو رجل ليس اكثر من منصب كبير و«يافطة» من النفوذ والتباهى والتفاخر تشهرها فى وجه الناس والايام فتشعر بالانتصار.

هناك بالطبع اختلافات وفروق فردية لكنى احدثك عن الصفات والحالات الغالبة العامة، وفى ذلك قالوا : يدفع الرجل الزواج ثمنا للجنس، بينما تدفع المرأة الحب ثمنا للزواج !

- ونعود مرة اخرى لحالة زوجتك بالذات.. هل تدرك زوجتك الآن الخطر الذى تتعرض له ويتعرض له بيتها ومستقبلها معك؟ -هل حاولت تشجيعها معنويا وماديا ، كى تنتبه لنفسها ومظهرها وتهتم بك أكثر؟ -وما بين التشجيع والتحذير هل دخلتما معا محاولة مشتركة لإيجاد لغة أكثر لطفا ورومانسية بينكما؟

هل جربتما الخروج او السفر معا قريبا او عمل أى نشاط مشترك كأنكما تعيدان العلاقة من البداية؟

من السهل أن تتزوج للمرة الثانية، وتبدأ حياتك التى تشتاق إليها، وتخوض تجربة أكثر دفئا. وأقل رتابة . لكن واجبك كرجل وكزوج وحتى كإنسان رومانسى، ألا تبخل على نفسك أو على زوجتك الحالية بفرصة ثانية قبل ان ينفرط العقد، وتخرج وتغلق الباب وراءك ويكون قرارك بتأسيس بيت جديد مع امرأة أخرى قرارا أخيرا و موضع التنفيذ.

امنح زوجتك مهلة، وفرصة أخيرة ، ووقتا، لتتغير إن كان لديها الاستعداد أو القدرة أو الرغبة فى الفعل الإيجابى كى تستعيدك. إن الدين الحق، أى دين ، يدعونا أن نجود فى حياتنا ونجود من أنفسنا ونحافظ ونقوى علاقتنا بالآخر فما بالك بعلاقة الزوجة بزوجها . الله جميل يحب الجمال، وإن كانت هى سيدة ترى نفسها أمينة وتحفظ الحقوق لأصحابها، فأول حقوق الزوج على زوجته (إذا نظر إليها سرته).

أما إن كانت تعطى كل الاهتمام للأولاد، فنبهها أن الرجل طفل كبير، وأغلب الأحيان يكون هو الأولى بالرعاية والحنان، فهو رأسمال الأسرة، وسندها ومصدر حمايتها، والخطر الآن ليس على الصغار بل على الأب أساس البيت، وعمود الخيمة .

ثلاثة أو أربعة أشهر ليست كثيرة. أمهل نفسك وزوجتك وقتا للمحاولة، واصبر وراقب، فإن تغيرت زوجتك وتحسنت شكلا ومضمونا وأسلوبا، كسبتها، وشكرتنا من قلبك. وإن لم تجد مع الوقت أى إضافة وإن لم يكن بعد الكلام والعمل الطيب أى أثر أو فائدة، فأكمل ونفذ ما عزمت عليه، وسيكون وقتها ضميرك مرتاحا ونفسك راضية وليس عندك تردد او عذر امام نفسك او امام اى احد بما فى ذلك اولادك.

بل سوف نساعدك كما طلبت، وهذا وعد منى بذلك.

وفى كل الأحوال نتمنى لك التوفيق و راحة القلب والسعادة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق