رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد مخاوف الزيتون والمطرية وشبرا الخيمة
الانبعاثات.. حدود آمنة ومعالجة فورية

تحقيق ــ راندا يحيى يوسف
شكاوى المواطنين من تلوث الهواء فى المناطق القريبة من المصانع سيناريو مستمر

وزيرة البيئة: رصدنا الوضع فى 8 مصانع بمسطرد.. والقياسات أكدت أن الانبعاثات لا تتعدى المسموح به

زيادة الاحساس بروائح غريبة نتيجة سكون الرياح فى يوليو وأغسطس

م. أسامة كمال: تأكدنا من التزام المصانع بتطبيق إجراءات حماية البيئة.. والغاز الطبيعى الأقل تلويثا

الانبعاثات الصناعية كابوس مزعج خاصة للمواطنين قاطنى المناطق السكنية القريبة من المصانع،وتلوث الهواء يعرض صحتهم لأمراض خطيرة، خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض الصدرية، وتتصاعد شكاوى المواطنين كل فترة طبقا لزيادة الرائحة والأدخنة،مما يثير حالة من الذعر والقلق،وهو ما يستدعى تدخل الجهات المعنية،لفحص الوضع واتخاذ الخطوات الجادة لاستيضاح حقيقة الأمر بشكل فوري، واتباع الإجراءات اللازمة من أجل توفير معامل السلامة والتأكد من تحقيق الأمان للمواطنين.

ومن النماذج التى تعبر عن هذا الوضع بصورة جلية، ما عانته منطقة «الزيتون» بالقاهرة على مدى الأشهر الماضية، حيث استيقظ الأهالى على رائحة انبعاثات غازات كثيفة، ألقت بظلالها على الهواء، مما تسبب فى حدوث حالات اختناق لكثير من أهالى المنطقة، مما دفع النائب البرلمانى عمرو رشدى عن دائرة الزيتون لتقديم بيان عاجل لمجلس النواب، مطالباً فيه بتشكيل لجنة من وزارتى البيئة والبترول لبحث المشكلة ووضع الحلول الفورية للمناطق المتضررة من وجود رائحة انبعاثات ذات رائحة نفاذة وبشكل مستمر تركزت فى بعض الأماكن بمناطق (مسطرد وعين شمس والنزهة الجديدة ومصر الجديدة والزيتون ومدينة نصر والمرج وحدائق القبة والمطرية وشبرا الخيمة) .

كما تقدم عدد من المواطنين المتضررين من الانبعاثات الصناعية بشكاوى إلى الجهات المعنية منها ما استعرضته دينا عاشور (موظفة) تسكن بمنطقة جسر السويس وتقول: «تعرضت لحالة اختناق وضيق شديد فى التنفس نتج عن استنشاق روائح الانبعاثات البترولية من معمل تكرير مسطرد الذى يبعد عن سكنى بمسافة صغيرة، واستدعت حالتى دخول الطوارئ لعمل جلسة تنفس بالبخار وأخذت حقنا للحساسية حتى أستطيع التنفس بشكل طبيعي، وقرر التشخيص الطبى إصابتى بحساسية مزمنة على الرغم من أننى لم أعان من أى أعراض من قبل».

وفى منطقة أخرى تشكو سعاد ميخائيل (مدرسة رياض أطفال) من رائحة غاز أو مبيد حشري قوى يزكم الأنوف - وفقا لتعبيرها - وظنت أنه صادر من مجمع البتروكيماويات الملاصق لسكنها، ولأن لديها أبناء فى عمر الزهور وتخشى عليهم التعرض للإصابة بضيق التنفس، قررت الانتقال لمنزل آخر بعيد عن تلك الروائح والانبعاثات لحين تدخل الدولة لإصلاح الوضع .

ويعتبر مينا عارف (محام) أن السكن بجوار مصنع يصدر عنه انبعاثات كيماوية فضلا عن الأصوات والضوضاء الناتجة عنه ؛ بمثابة قتل بالبطيء بكل ما تحمله الكلمة من معني، ولأنه مريض بالربو المزمن أصيب بحالة اختناق أكثر من مرة عند استنشاقه للغازات الصناعية، ولقد عانى فى إحدى المرات من حرقان شديد بمنطقة العين والصدربعدها فقد وعيه تماماً .

أضرار صحية

د.محمود البتانوني، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة القاهرة

أضرار الانبعاثات الصناعية يصفها د.محمود البتانوني، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة القاهرة - بأنها خطيرة بالمعنى اللفظى للكلمة، إذا زادت عن الحد المسموح به، فمنها على سبيل المثال، غاز أول أكسيد الكربون الذى يعتبره من أخطر الغازات سموما وضررا نظرا لارتباطه بأيون الحديد ( المكون الأساسى فى هيموجلوبين الدم) ، مما ينتج عنه مركب يقلل من نقل الأكسجين إلى المخ، وهو ما يؤدى للشعور بصداع أو دوار أو اغماء، ويؤدى استنشاق كمية كبيرة منه إلى الشعور بالآلام الحادة فى المعدة والارتخاء فى العضلات مع فقدان الوعي، وبالمثل غاز ثانى أكسيد الكربون الذى تتسبب الزيادة منه فى الجو الى زيادة الاحتباس الحرارى خاصة فى وجود كثافة سكانية عالية وعدم وجود زراعات كافية ، كذلك من الغازات التى يسبب استنشاقها أزمات صحية بالجهاز التنفسى أكاسيد الكبريت الناتجة عن أحتراق البترول أوالتى تسبب عند تأكسدها التهابات خطيرة فى الجهاز التنفسى من حيث كفاءة الرئة والإصابة بالربو والتهاب العين.

أما أكسيد النيتروجين فيعتبر من المواد السامة عند ذوبانه فى بخار الماء مكونا حمض النيتريك وحمض البيتروز والذى يسبب تهيجا شديدا بالجهاز العصبي ، ولا يمكن إغفال مركبات الرصاص التى تضاف لتحسين أداء الوقود ولا تخرج من الجسم إلا بمعدل بطيء وتسبب الأنيميا، وفقدان الشهية، وسرعة التعب، والإصابة بالدوار، ونقص فى هيموجلوبين الدم، وآلام المفاصل، وفقدان البصر، وتصلب الشرايين، وأيضا مادة «التروبيرين» التى تسبب الاصابة بمرض السرطان .

معالجة فورية

الدكتورة ياسمين فؤاد - وزيرة البيئة

وللتعرف على كيفية التعامل مع مثل تلك الحالات من الشكاوى من الانبعاثات الصناعية توجهنا إلى الجهة المعنية بالحفاظ على البيئة من التلوث وعرضنا المشكلة على الدكتورة ياسمين فؤاد - وزيرة البيئة - التى يعانى منها المواطنون فأوضحت أنه بمجرد ورود شكوي، تقوم الوزارة بالتحرك الفورى للوقوف على أسباب حقيقة مصدر تلك الانبعاثات، والتعامل معها بشكل فوري، ومثال لذلك ما تم التعامل معه بالنسبة للمشكلة المشار إليها سابقا،فقد تم إجراء الرصد بمجمع مسطرد الذى يحتوى على 8 مصانع لإنتاج نحو 40% من المواد البترولية، حيث أسفرت نتائج القياسات البيئية الواردة بالتقارير المرفقة أن جميع الانبعاثات الغازية وتقارير القياسات المستمرة على مدى الساعة، والتى تم إجراؤها باستخدام سيارة الرصد البيئى أوضحت أن انبعاثات الهيدروكربونات (غاز – بنزين – سولار) الواردة بالشكاوى وكذلك الانبعاثات الغازية الأخرى لا تتعدى الحدود المسموح بها طبقاً لقانون حماية البيئة رقم 4 لسنة 1994 ولائحته التنفيذية وتعديلاتهما وذلك فى معظم المصانع، بينما تم غلق وحدتين بالفعل ثبت من أجهزة الرصد البيئى رفعهما لمعدل الانبعاثات عن الحد المسموح به، وجار حاليا عمل صيانة وتحديث للبقية .

وأشارت الدكتورة ياسمين إلى أن الوزارة قامت بربط 16مدخنة على شبكة الانبعاثات الصناعية وهو ما أثبت أن المعايير بدأت تتحسن، وأن جزءا من المشكلة فى زيادة إحساس المواطنين بروائح اللنبعاثات، ولابد من وضع عامل سكون الرياح خاصة فى شهرى يوليو وأغسطس فى الاعتبار نظرا لطبيعة المنطقة الديموغرافية بالقاهرة، وهو ما يزيد من رائحة الانبعاثات أثناء الليل وقبيل الفجر.

التزام المصانع

المهندس أسامة كمال - وزير البترول الأسبق

علي الجانب الآخر يشير المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق - إلي أن هناك إجراءات دورية تقوم بها الإدارات المعنية بقطاع البترول، للتأكد من معايير السلامة، منها الحرص على إجراء القياسات البيئية لجميع مصادر الانبعاثات بشكل دورى ربع سنوى امتثالاً للالتزام باللوائح المحلية والدولية وتطبيق أفضل التقنيات المتاحة المستخدمة فى نشاط تكرير البترول .

وقد أظهرت نتائج رصد الربع الأخير من 2021 والربع الأول 2022 من باستخدام معمل الرصد البيئى المتنقل، أن القياسات البيئية لانبعاثات المداخن والهواء المحيط وبيئة العمل، أكدت التزام المصانع بتطبيق أفضل الممارسات والإجراءات لحماية البيئة مع الأخذ فى الاعتبار أن الوقود الرئيسى المستخدم هو الغاز الطبيعى الذى يعتبر الأقل تلويثاً من أنواع الوقود التقليدية الأخرى.

وهنا تجدر الإشارة إلى التوصيات الواردة بتقرير القياسات البيئية - والكلام مازال على لسان المهندس أسامة - بضرورة استمرار برنامج المراقبة البيئية والقياسات الدورية خلال مرحلة تشغيل المصانع، من أجل التحقق من الامتثال لجميع المعايير البيئية المحلية والدولية، والتحكم المستمر فى المؤشرات البيئية التى تؤثر على تركيز الملوثات الصادرة عن العملية الصناعية وضمان بقائها ، مشيراً إلى آلية التعامل المتبعة من وزارة البترول فيما يخص الانبعاثات البترولية ومعالجة الشكاوي التى تبدأ ببرنامج الرصد البيئى الذى يتكون من عدة نظم، أولها نظام رصد ذاتى مستمر على جميع مداخن الشركات يكون متصلا بشكل دائم on-line بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية بجهاز شئون البيئة، حيث تشتمل أجهزة الرصد على قياس نسبة الأتربة وغاز ثانى أكسيد الكبريت وغازات أكسيد النيتروجين وأجهزة رصد الظروف المرجعية، بالإضافة إلى رصد غاز أول أكسيد الكربون لمداخن الغلايات، لاسيما آن النظام بالكامل متصلا بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية بجهاز شئون البيئة، ويتم التنسيق بشكل دائم ومستمر معهم، والإبلاغ عن أى صيانات مخططة أو طارئة أو انقطاع كهرباء من الشبكة القومية، وقياسات جودة الهواء المحيط خارج حدود الشركة، وكذلك قياسات الضوضاء خارج حدودها، وقياسات بيئة العمل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق