رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أزمة الكرة المصرية بين الإخفاق واستعادة الهيبة «٤»..
التعاقد مع البرتغالى فيتوريا لتدريب المنتخب خطوة على الطريق الصحيح

أيمن أبو عايد
> فيتوريا > الأكاديميات باتت مطمعا للجشعين وغير المؤهلين

  • < آلاف المواهب تتبخر سنويا بسبب «أكذوبة» الاختبارات الموسمية
  • < الدولة مطالبة بوضع حد لفوضى «الأكاديميات» ومنع التلاعب فيها

 

 

جاء تعاقد اتحاد الكرة مع البرتغالى روى فيتوريا مديرا فنيا للمنتخب الوطنى الأول خطوة على الطريق الصحيح، فى ظل وجود أربعة مدربين مع أندية الدورى من المدرسة البرتغالية (ريكاردو سواريش فى الأهلي، وجوسفالدو فيريرا الزمالك وجورفان فييرا فى إنبي، ونونو ألميدا فى فاركو).

ويعد وجود خمسة مدربين برتغاليين أمرا يمكن البناء عليه فى وضع خطة مستقبلية لمدة ٤ سنوات قادمة للكرة المصرية، بالتعاقد مع مدير فنى برتغالى لاتحاد الكرة، الذى سيكون مطالبا بوضع الخطط الإستراتيجية والمستقبلة، بالتواصل مع المدربين الخمسة -العدد قابل للزيادة- خاصة أن قوام المنتخب الأساسى من لاعبى الأهلى والزمالك.

وللأسف مرة أخرى نجد أنفسنا نردد لماذا استعجل اتحاد الكرة فى رحيل فينجادا، وهل لو طلب منه العودة من جديد سيتعامل معنا بنفس طريقة كيروش؟، رغم أننا لا نعلم حتى الآن إن كان قدم شيئا لصالح الكرة ووضعت فى الإدراج، أم أنه لم يقدم أى شيء من الأساس؟!.

نعلم أن استعادة الهيبة للكرة المصرية يحتاج إلى سنوات، والكثير من الجهد لتغيير المفاهيم البالية، حتى نصل لمقولة «الكرة أصبحت صناعة»، وليست تعصبا كما هو الحال عندنا. نحتاج إلى التعامل باحترافية والانتقال بحق من الهواية إلى الاحتراف الحقيقي، وليس الاحتراف المطبق فى «عقود اللاعبين» فقط!، مع إرساء مبدأ العدالة والمساواة بين كل الأندية فى الحقوق والواجبات، وليس ما نراه حاليا مع الأهلى والزمالك على رأسهم ريشة، وباقى الأندية حاجه تاني!!.

الاهتمام يجب أن يشمل كل عناصر اللعبة، من خلال تنظيم الدورات التدريبية وإرسالهم للمشاركة فى دورات خارجية، (حكام ومدربين وإداريين).. ولو متاح لأرسلنا أيضا اللاعبين والجماهير !!.

معوقات التقدم للكرة المصرية كثيرة ومتعددة، وربما لا توجد دولة بالعالم تشهد مثيلا لما يحدث عندنا من تضارب وازدواجية المصالح بين من يديرون الكرة المصرية، خاصة الخلط بين الإعلام الرياضى والإدارة، سواء باتحاد الكرة أو الأندية، والأمثلة كثيرة ولا تخفى على أحد!.

لقد عانينا لسنوات سابقة بين الجمع بين العمل الإعلامى والعمل الإدارى باتحاد الكرة والأندية، ونفس الوضع يتواجد بالاتحاد الحالي، حتى بات إعلامنا الرياضى ملونا، ومتهما بالانحياز!، وهو المسئول عن وصولنا إلى هذه الدرجة من الاحتقان والتعصب بين الجماهير، والتى اتخذ منها بعض الهاربين والمطرودين من الدولة فرصة للوقيعة والانقسام بين أبناء الوطن من جماهير الناديين.

وهنا يبرز دور الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة والأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام والصحافة بسرعة التدخل لوضع الضوابط، التى تنظم العمل الإعلامى وتمنع الجمع وتضارب المصالح، ومراقبة الأداء لكل القنوات، خاصة ما يقدم فى قنوات الناديين، لقطع الطريق على المتربصين بأمن واستقرار الوطن.

أما عن الأسباب المتعددة للإخفاق فهى لا تعد ولا تحصي، فيما يشبه أننا نعيش حالة من (الفوضى الخلاقة) بالمجتمع، فما يسمى بأكاديميات كرة القدم، التى تحولت إلى (تجارة) وباب رزق لكل لاعب معتزل عمل لنفسه «أكاديمية» تحقق له دخلا شهريا، مستغلين فى ذلك حلم وتطلع الأسر وأولياء الأمور، الذين يرون فى أبنائهم محمد صلاح أو الننى أو تريزيجيه جديدا، وللأسف يتم ذلك تحت إشراف مدربين غير مؤهلين تدريبيا أو تربويا!.

ويكفى ما نسمعه من فضائح وشكاوى متكررة تحدث يوميا بالأكاديميات بعيدة كل البعد عن الأخلاق والروح الرياضية وتنمية النشء واكتشاف المواهب، بل تقتل فيهم الطموح والموهبة، فى ظل التعامل بحدة وألفاظ نابية بعيدة عن كل الاحترام مع أطفال صغار، مع ابتزاز لأولياء الأمور!.

أما الكارثة الأكبر، فهى ما يسمى بالاختبارات الموسمية أو السنوية للانضمام إلى الأندية الكبري، والخاصة فيما يشبه الخدعة الكبري، التى يتم تسويقها إعلاميا بحلم الانضمام للأندية المعروفة، ولا نستثنى منها أحدا، والتى تقام تحت مظلة وإشراف ورعاية مجالس الإدارات بهذه الأندية، وما تشهده من مهازل وفضائح وابتزاز، غرضها الوحيد جمع الأموال الطائلة، دون أدنى اختبارات أو تقييم حقيقى لاكتشاف المواهب والمميزين!.

تحمل فى داخلها أبشع صور قتل المواهب والحكم عليهم بالفشل، وإصابتهم بالإحباط للمجاملات الصارخة والواسطة، التى تلعب دورا فى اختيار أبناء اللاعبين والمحظوظين من أصحاب الواسطة على حساب المواهب الحقيقية!.

كم تفقد الكرة المصرية سنويا من المواهب والمميزين رياضيا، بسبب مثل هذه الاختبارات غير الإنسانية، لعدم اهتمام المدربين خلالها بمتابعة التدريب، وربما يترك المهمة لعامل جمع الكرات بمتابعة الأولاد لأنه منشغل بشرب الشاي، أو الهزار مع زميل ملاعب حضر معه أحد أبناء الواسطة، والشباب يتصارعون مع أنفسهم تحت لهيب الشمس الحارقة ودرجة الحرارة العالية.

لأجل ذلك لا تستفيد قطاعات الناشئين بالأندية، ويتم الاستعانة بلاعبين من خارج النادى لتدعيم فرق الناشئين والشباب والأول، المهم أن يحقق النادى الدخل المتوقع من بيع استمارات الاختبارات، حتى لو كانت المحصلة للمواهب صفرا!!.

ثم أين وزارة المالية من مراقبة هذه الأموال المهدرة، لتحصل عنها حق الدولة من الضرائب فى كل ما يتم جمعه من مبالغ تصل إلى ملايين الجنيهات فى بعض الأندية، حيث تتجاوز قيمة تذكرة الاختبار للمرة الواحدة للناشئ أكثر من خمسين جنيها؟!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق