رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى الحوادث المميتة بـ «الصحراوى الشرقى»
الطرق بريئة .. والسائقون متهمون

بنى سويف ــ سيد صالح
جانب من حطام الأتوبيس المنكوب بعد إصطدامه «بالنقل الثقيل»

  • اللواء نجيب أيوب : الانتهاء من تطوير الطريق  ديسمبر المقبل .. ويجب الاستعانة بالرادارات والكاميرات

 

لا أحد ينكر تلك الطفرة الكبيرة التى حدثت للطرق فى مصر ، وكذلك لا يغيب عن بال أحد، ذلك التطور المذهل الذى شهدته المحاور المرورية، والطرق الصحراوية، التى أنفقت عليها الدولة مليارات الجنيهات، لتصبح الطرق المصرية ذات مواصفات عالمية، ذلك لكى تمتد

التنمية إلى مختلف ربوع البلاد ، فضلا عن الحد من الحوادث، وحماية أرواح المواطنين .. ولكن مازالت حوادث الطرق مستمرة، تحصد

أرواح الأبرياء كل يوم ، وهنا لايمكن لأحد أن يتهم الطرق بشكل عام ، بالمسئولية عن وقوع تلك الحوادث ، بعد كل هذا التطوير وتخصيص

حارات لسيارات النقل الثقيل ، فهناك أبعاد أخرى لا يمكن إغفالها عند الحديث عن حوادث الطرق، ومن أبرزها العنصر البشرى الذى تقع بسببه معظم الحوادث المرورية، أو بسبب سوء حالة المركبة.

فى البداية نشير إلى أن اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا ،أكد تفقده للطريق وقال إن الدولة بكامل أجهزتها تعمل على تطوير الطريق وانجازه

، بعد أن تم افتتاح الطريق الصحراوى الغربى فى نطاق المحافظة وتطويره، والذى أصبح طريقا عالميا ولذلك فالطرق بريئة لأن جهود الدولة أصبحت غير عادية فى ظل اهتمام القيادة السياسية بملف الطرق والمحاور المرورية بمختلف أنحاء الجمهورية .

كلام محافظ المنيا دفعنا للعودة إلى الوراء قليلا، إذ لم يكن الطريق الصحراوى الشرقى الذى شهد كارثة تصادم أتوبيس بسيارة النقل الثقيل، عند الكيلو 93 بالقرب من قرية البرشا التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا، والذى نجم عنه مصرع ٢٦ شخصا وإصابة ٣٢ آخرين ممهدا حيث

كانت سيارة النقل الثقيل قد توقفت على جانب الطريق بسبب عطل فى أحد إطاراتها، فيما اصطدم بها سائق الأتوبيس من الخلف وقفز منه، فأصيب بإصابات بسيطة، وتبين أن السائق قد غلبه النعاس، فيما كشفت التحقيقات أنه كان يقود الأتوبيس بسرعة زائدة بالمخالفة لقواعد المرور، وأنه يتعاطى المخدرات, ومن ثم فإن العنصر البشرى هو السبب.

كما يقول مصدر بالطرق والكبارى رفض ذكر أسمه: انه فى وصلة المنيا يوجد نحو ٥٠ كيلو متر ، تم فصل جزء من الطريق لإجراء الصيانة، بينما تم تشغيل الجزء المتبقى من الطريق، غير أن سائقى سيارات النقل يقودون سياراتهم برعونة شديدة فى هذه الوصلة، مشيرا إلى أن حوادث

الطرق لن تنتهى بسبب العنصر البشرى، وتجاوز السرعة المقررة، أو تعاطى المخدرات، أو ترك قائد السيارة مهمة القيادة للصبية أو للتباعين، أو التوقف بالسيارة ليلا على جانب الطريق دون إضاءة أنوار السيارة أو استخدام العواكس، من هنا أصبح تخصيص حارة فى الطريق لسيارات

النقل ضرورة ملحة، وهو ما تم تنفيذه فى العديد من الطريق، ويجرى تنفيذه فى الطريقين الصحراوى الغربى والشرقى المؤدين من القاهرة لمحافظات الصعيد والعكس، ويضيف المصدر تم مخاطبة أدارة المرور لفرض مزيد من الرقابة وبالفعل تقوم بلجان مفاجئة على الطريق لضبط المخالفين وهم كثيرون .

منظومة الطرق كما يقول اللواء سامى توفيق عضو مجلس النواب عن بنى سويف شهدت تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية ، حيث ساهمت عمليات التطوير فى الحد من وقوع حوادث الطرق ، وتحقيق السيولة المرورية، وتقليل الكثافات ، والمساهمة فى دفع عجلة التنمية، وتيسير

حركة التجارة بين مختلف مناطق الصعيد والوجه البحرى ، مؤكدا أنه من الأخطاء الشائعة ، اتهام الطرق بأنها المسئولة عن وقوع الحوادث ، والحقيقة أن العنصر البشرى هو المسئول الرئيسى فى وقوع حوادث الطرق وليست الطرق فى حد ذاتها، وهو ما يتطلب زيادة التوعية

المرورية لقائدى السياراتة، وضرورة التزامهم بتطبيق إرشادات المرور والمشاة من أجل الحفاظ على أرواحهم وأرواح ذويهم وأطفالهم .

قبل إغلاق الطريق الشرقى بشمال الصعيد، كما يقول شاهد عيان اسمه محمد عبدالعال من مواطنى بنى سويف: كنا نجد سيارات النقل القادمة من الصعيد فى اتجاه القاهرة، والملاحظ أن هذه السيارات تسير بسرعات بطيئة ، وحمولات زائدة تتسبب فى تهالك الطرق، وسوء حالتها، كما

أنها تتنقل على الطريق يمينا ويسارا، وحين يحدث ضرر للطريق فى الجهة اليمنى تنتقل إلى الجهة اليسرى، فتتسبب فى سوء حالة الطريق بجانبيه الأيمن والأيسر، فضلا عن أعطالها المستمرة والمتكررة، أو تساقط الحمولة على الطريق فى أثناء السير، أو انقلاب السيارة نتيجة الحمولة الزائدة، مما يتسبب فى وقوع الحوادث.

وتساءل الدكتور صابر عبداللاه أستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة بنى سويف قائلا : لماذا يسمح لسيارات النقل بالمرور بهذا الطريق طالما انه

مغلق للتطوير ؟ ولماذا تترك شاحنة تقف على جانب الطريق ومازال العمل به مستمراً؟ ، بكل أسف نتعرض للخطر يوميا عند المرور بمثل هذه الحالات لكن الأمل معقود على التطوير الشامل الذى تشهده البلاد خاصة فى قطاع الطرق .

وكما هو معروف ، فإن الهيئة العامة للطرق والكبارى، ــ كما يقول اللواء نجيب أيوب استشارى وخبير المرور قد أغلقت الطريق الصحراوى الشرقى، وبدأت فى تجديده وتطويره اعتبارا من 17 ديسمبر الماضى، ومن المقرر أن تنتهى عمليات التجديد والتطوير فى نفس الموعد من

العام الحالى فى نهاية ديسمبر المقبل، حيث إن تلك العملية تستغرق عاما كاملا، حيث تم إعلان غلق الطريق فى الاتجاه القادم من المنيا باتجاه الاوتوستراد، وتحويل الحركة المرورية إلى الاتجاه الآخر بالطريق الصحراوى الغربى، كما تم منع كل أنواع السيارات القادمة من القاهرة باتجاه محافظة المنيا.

ويؤكد نجيب أن العنصر البشرى قد يكون مسئولا بنسبة كبيرة عن حوادث الطرق، ففى حادث المنيا الأخير كشفت التحقيقات مسئولية السائق

الذى غلبه النعاس فضلا عن السرعة الزائدة ، والكثير من الحوادث وقعت، بسبب نعاس السائق فى اثناء القيادة، وبعضهم يتعاطى المخدرات، وهو ما تكشف عنه الحملات المرورية على الطرق السريعة ، ودخول بعض السائقين فى سباق مع بعضهم البعض .

والحل كما يقول اللواء نجيب نظرا لطول المسافات على الطرق الصحراوية ، وصعوبة المراقبة بالكمائن المرورية ، فإنه يمكن اللجوء للوسائل

الحديثة لمراقبة الطرق، كالرادارات، وكاميرات المراقبة، مما يقلل الاعتماد بشكل كبير على العنصر البشرى، ويمكن أن يتم ذلك من خلال كاميرات ثابتة وأخرى هيكلية لتشجيع السائقين على الالتزام بالسرعات المقررة .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق