رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد نجاح ساحق لعقد كامل
شعبية «مارفل» تتراجع بسبب تدنى الجودة

منى شديد
> كريس هيمسوورث وناتالى بورتمان فى لقطة من فيلم «ثور: الحب والرعد»

تواجه أستوديوهات «مارفل» تراجعا ملحوظا فى شعبية أفلامها بسبب تدنى الجودة، رغم أنها سيطرت فى العقد الأخير على شباك التذاكر العالمى، بل تربعت على عرش القمة فى عامى 2018 و2019 بالفيلمين الأخيرين من سلسلة «أفينجرز» أو «المنتقمون» التى حصدت قاعدة جماهيرية كبيرة، بتجاوز إيراداتهما حاجز المليارى دولار، إذ حقق «أفينجرز: إنفينتى وور» فى 2018 أكثر من مليارين و48 مليون دولار، بينما حصد «أفينجرز: إند جيم» إيرادات خيالية فى أنحاء العالم عام 2019، تجاوزت المليارين و797 مليون دولار ليتصدر المركز الثانى كأعلى إيرادات فى تاريخ السينما بعد فيلم «أفاتار» للمخرج جيمس كاميرون الحائز على مليارين و847 مليون دولار فى 2009.

تصاعدت شعبية شخصيات عالم «مارفل» السينمائى بدرجة كبيرة، وعلى الرغم من استفادة ثلاثة أفلام أخرى من نجاح «الأفينجرز»، وانضمامها لما يُعرف بـ»نادى المليار دولار إيرادات»: ــ «كابتن مارفل»، و»سبايدرمان: فار فروم هوم» فى 2019، و»سبايدرمان: نو واى هوم» فى 2021، إلا أن المنحنى الصاعد لمارفل بدأ فى الانحدار فى الآونة الأخيرة، إذ تواجه الشركة وأفلامها انتقادات واسعة أثرت بشكل كبير على حجم الإيرادات، لأسباب عدة على رأسها ضغوط مجتمع الـLGBTQ التى أجبرت مارفل وشريكتها ديزنى على تقديم شخصيات «شاذة جنسيا» فى أفلامهما الأخيرة، والدفاع عنها، لهذا تراجعت إيراداتها بنسبة كبيرة مقارنة بالأفلام السابقة، نتيجة هذا القرار الذى تسبب فى رفض عدد من الدول عرض أفلامها بها.

فقد صنفت روسيا «الأبديون» بأنه فيلم للبالغين فقط +18، ومنعت مصر وعدد من الدول العربية عرض فيلمى «الأبديون» و»دكتور سترينج فى العوالم المتعددة للجنون» بعد رفض مارفل حذف مشاهد الشذوذ الجنسى.

وبالتالى لم يتمكن الأول من حصد أكثر من 402 مليون دولار، أما «دكتور سترينج» فأسهمت شعبيته فى تجاوز الأزمة بصورة محدودة، إذ اقترب إيراده بعد أكثر من شهرى عرض من 954 مليون دولار.

كما منعت الصين عرض الفيلمين لجملة أسباب، فيما يُعتبر فيلم «أفينجرز: إند جيم» آخر فيلم من أفلام «مارفل» عرض فى الصين، فكل الأفلام التى تم إنتاجها بعده مُنع عرضها هناك، وتسبب هذا فى خسارة جزء كبير من الإيرادات إذ إن الصين تُعتبر ثانى أكبر سوق سينمائية فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

وتأمل «مارفل» فى أن يعوض فيلمها الجديد «ثور: الحب والرعد» ــ الذى بدأ عرضه فى الأسبوع الماضى ــ الخسائر، وأن يعيدها إلى القمة برغم أن عائداته لن تكون لها بمفردها إذ تم إنتاجه بالمشاركة مع فوكس وديزنى.

حقق الفيلم فى الافتتاح بالولايات المتحدة الأمريكية 144 مليون دولار، فيما لم تتجاوز إيراداته العالمية فى الأسبوع الأول 316 مليون دولار، وحتى الآن لم يتحدد موعد لعرضه فى الصين مع توقعات بمنعه هو الآخر هناك، وفى عدد من الدول العربية والإسلامية بسبب ظهور شخصيات شاذة مرة أخرى، وإصرار الشركة على عرض نسخة الفيلم كما هى بدون حذف.

وعلى مستوى الإنتاج والصناعة تتعرض الشركة للهجمات حاليا من فنانى VFX أو المؤثرات البصرية التى تعتمد عليها أفلام «مارفل» بشكل كبير، إذ انتشرت مؤخرا على مواقع السينما والتواصل الاجتماعى تصريحات سلبية لعدد من الفنانين الذين شاركوا بالعمل فى أفلام الشركة من قبل أو حتى ممن يعملون فى مشاريعها الحالية، إذ اتهموها بأنها أسوأ عميل يمكن لفنان VFX التعامل معه بسبب مواعيد التسليم المستحيلة، والتعديلات المتواصلة فى مواعيد غير مناسبة، والضغوط التى تفرضها عليهم، وبالتالى تكون النتيجة النهائية للعمل رداءة الجودة.

وقد رفض كثير منهم العمل فى أية مشاريع مقبلة لمارفل ــ عملاق الترفيه ــ لأن المال والنجومية لا يعوضان ظروف العمل السيئة التى تدمر صحتهم، وتؤثر أحيانا على حياتهم الشخصية، كما يرى البعض أن ما يتقاضاه من أجر لا يعادل كم العمل المطلوب والضغط المصاحب له، ويعكس هذا بيئة العمل الداخلية المصاحبة لإنتاج هذا الكم من الأفلام التى تنتجها «مارفل» كل عام، ويزداد حاليا؛ إلى جانب المسلسلات الجارى إنتاجها لشخصيات عالم «مارفل»، فى سبيل صناعة محتوى للعرض على منصة «ديزنى بلس» التى تم إطلاقها عالميا. وفى مواجهة الأزمة لم تصدر «مارفل» أى بيانات أو تصريحات حتى الآن للرد على هذا الهجوم، لكن بعض أعمالها تعرض لانتقادات فى الأعوام الأخيرة بسبب مستوى المؤثرات البصرية والخاصة.

فعلى الرغم من أن «بلاك بانثر» أصبح أول فيلم من أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين يترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم فى عام 2018 إلا أنه واجه بعض الانتقادات بسبب مستوى المؤثرات فى مشاهد المعركة الأخيرة.

وفى فيلم «هالك الخارق» ظهر الشرير بشكل غير مقنع كأنه شخصية فى لعبة «فيديو جيم»، كما صدم «التريلر» الإعلانى الأول لفيلم «شى هالك» محبى مارفل، ولم ينبهر به الكثيرون، بسبب الشكل الباهت الذى ظهرت به الشخصية لأول مرة على الشاشة، فيما لم ينج «ثور: الحب والرعد» ــ آخر أفلام مارفل ــ من انتقاد جودة المؤثرات.

تغيرت طبيعة السوق السينمائي منذ أن بدأت مارفل فى عام 2005فى تأسيس شركتها وستوديوهاتها الخاصة لاستغلال شخصياتها فى أفلام سينمائية من إنتاجها ثم انضمامها لشركة ديزني فى عام 2009، وازداد الاهتمام بأ فلام الأبطال الخارقين واكتسبت قاعدة جماهيرية ضخمة فى انحاء العالم، ولكن الحفاظ على النجاح له متطلبات خاصة أهمها الحفاظ على الجودة ودراسة طبيعة الجمهور المستهدف وهو ما تحتاج إليه مارفل فى المرحلة المقبلة حتى لا تفقد سحرها وشعبيتها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق