رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شتلات قصب السكر
طفرة زراعية جديدة تضع مصر على قائمة المصدرين

تحقيق ــ محمدأبوالعينين

  • د. أيمن العش : نهدف لتطوير محصول القصب .. ونستخدم أحدث الأساليب فى زراعته
  • د. صبرى علام : تخصيص أراض جديدة خالية من الأمراض لإنتاج التقاوى
  • د . عادل عبدالعال : زراعة الشتلات تزيد إنتاجية الفدان 20 طنا .. وخلال 5 سنوات سنبدأ التصدير

 

تستهدف المبادرات الرئاسية والمشروعات القومية نهضة حقيقية وتنمية شاملة وبداية لجمهورية جديدة وقد حظيت الزراعة بنصيب وافر من تلك المبادرات آخرها كان التحول لتقنية الزراعة بالشتلات لتطوير محصول قصب السكر واستخدام أحدث طرق الزراعة والرى، وإنشاء 7 محطات لإنتاج شتلات القصب «المصانع الحيوية « لسد الإحتياجات السنوية لزراعة قصب السكر ..

وتهدف زراعة القصب بالشتلات لتوفير المياه، وترشيد الأسمدة المستخدمة، ورفع إنتاجية الفدان بما يحقق عائدا اقتصاديا كبيرا للمزارع،وأيضاً زيادة كبيرة فى إنتاج السكر والوصول به لـ 1.4 مليون طن سكر سنوياً خلال 3 ــ 5 سنوات، ولتحقيق الهدف من مبادرة رئيس الجمهورية

بأن تتحول مصر من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة للسكر الذى يعد من المحاصيل الزراعية الصناعية وتقام عليه العديد من الصناعات فى مقدمتها صناعة السكر، ويستوعب نحو 5 ملايين فرصة عمل بطريقة مباشرة وغير مباشرة، خاصة فى محافظات الصعيد، وهو ما يعطى محصول قصب السكر أهمية اقتصادية كبرى.

وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى تعمل بخطى سريعة لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية لزراعة القصب بنظام الشتلات باستخدام أساليب الرى الحديثة وإنشاء المشاتل لتوفير الشتلات للمزارعين . يقول السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأرضى، إن هذا النظام يسهم فى تحقيق أعلى إنتاجية للفدان وتخفيض تكلفة الإنتاج مما يحقق مردودا ايجابيا على المزارعين ويرفع مستوى معيشتهم، ويساهم فى تطوير منظومة زراعة قصب السكر اعتماداً على تطبيقات البحوث العلمية .


حقول إرشادية

ووجه وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، بإنشاء حقول إرشادية للمزارعين فى مناطق زراعة القصب تكون نماذج على أرض الواقع لزراعة المحصول بالشتلات ونظام الرى الحديث واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتكون عامل جذب للقطاع الخاص وخلق وعى لدى المزارعين من أجل سرعة نشر التقنية الحديثة فى الزراعة خلال وقت قصير .

أحدث الأساليب العالمية

يقول الدكتور أيمن العش، مدير عام معهد بحوث المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، إن مشروع تغيير نمط زراعة قصب السكر على مستوى الجمهورية، والتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة بالشتلات الناتجة من البراعم المستنبتة واستخدام التقاوى المعتمدة، يأتى تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية بالبدء فى تطوير محصول قصب السكر وطرق زراعته واستخدام أحدث الأساليب العالمية فى زراعة هذا المحصول، وإنشاء 7 محطات إنتاج شتلات القصب " مصانع حيوية " تكفى الاحتياجات السنوية لزراعة قصب السكر.

١٤ مليون طن

وأضاف أن المساحة الكلية المزروعة بقصب السكر 340 ألف فدان، منها 250 ألف فدان يتم الآن توريد إنتاجها (نحو 8 ملايين طن قصب) لمصانع السكر الثمانية المنتشرة فى صعيد مصر من محافظة المنيا شمالاً وحتى محافظة أسوان جنوباً، والفرق المتمثل فى90 فدانا يدخل إنتاجهم فى صناعة العسل الأسود والعصارات ..

فى حين أن منظومة زراعة قصب السكر بالشتلات ترفع إنتاج الـ 250 ألف فدان التى يتم توريدها لمصانع السكر لنحو 14 مليون طن قصب، وهو ما يعنى تشغيل مصانع السكر التى لا تعمل حتى الآن بكامل طاقتها، وبالتالى زيادة كبيرة فى الناتج القومى لإنتاج السكر ..

وهو ما يؤدى على المدى البعيد للنهوض بصناعة السكر، حيث يعمل بزراعة وصناعة قصب السكر حوالى 5 ملايين بشكل مباشر أو غير مباشر على مستوى مصر كلها، وليس فقط فى محافظات الصعيد، وهو الأمر الذى يعطى محصول قصب السكر أهمية اقتصادية كبرى.


٤٠٠ مليون شتلة

مؤكداً, أن القصب يظل فى الأرض لمدة 5 سنوات ويتم تجديد زراعة القصب سنويا بخُمس المساحة الكلية حوالى 50 ألف فدان، تحتاج طبقاً للطريقة التقليدية لزراعة القصب ما يقرب من 300 - 400 ألف طن قصب سنوياً تقدر تكلفتها بحوالى 288 مليون جنيه ..أما فى طريقة زراعة القصب بالشتلات فإن كل فدان يحتاج لـ 7000 شتلة، ما يعنى الحاجة لإنتاج حوالى 400 مليون شتله سنوياً، يتم إنتاجها فى محطات لإنتاج شتلات القصب (مصانع حيوية).

محطة كوم أمبو

وأشار العش إلى أن وزارة الزراعة بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية ومعهد بحوث المحاصيل السكرية، قامت بعمل بروتوكول تعاون مع هيئة تنمية الصعيد التى تقوم بمقتضاه بتمويل إنشاء محطات شتل لقصب السكر مزودة بالصوبات وهناجر العمل والبنية الأساسية للمشروع،

وذلك فى محطة بحوث «كوم أمبو» بتكلفة ١٢٠ مليون جنيه، بطاقة إنتاجية 15 مليون شتلة فى السنة، حيث تم البدء فى إنشائها، على مساحة 22 فدانا، وجار الآن الانتهاء من بناء الصوب واستيراد المعدات والأجهزة، ومحطة «وادى الصعايدة» بإدفو على مساحة 50 فدانا بطاقة

إنتاجية 80 مليون شتلة فى السنة، جار العمل على مشاركة القطاع الخاص تخصيص المساحة لمعهد بحوث المحاصيل السكرية للبدء فى الإنشاء، حيث يقوم معهد بحوث المحاصيل السكرية بتشغيلها وإنتاج الشتلات والذى يقوم بتجهيز هذه المحطات بالآلات والمعدات الخاصة بالتشغيل وذلك كخطوة أولى نحو التحول للزراعة بتكنولوجيا الشتلات .

مضيفاً، آنه سيتوالى إنشاء المحطات الخمسة الأخرى بالمنيا وسوهاج والأقصر ومحطتين بقنا، حيث يتم الآن بحث مشاركة القطاع الخاص للدخول بإنشاء محطات لإنتاج الشتلات طبقا للمواصفات المطلوبة وتحت رقابة وإشراف معهد بحوث المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة .


تقاو خالية من الأمراض

ويشير الدكتور صبرى علام، وكيل معهد بحوث المحاصيل السكرية لشئون الإنتاج، إلى أنه جار الآن تخصيص أراض لحقول معتمدة لإنتاج تقاوى (قصب غرس) خالية من الآفات والأمراض، يتم تنقيتها وفرزها قبل الزراعة تحت إشراف كوادر مُدربة بمعهد بحوث المحاصيل

السكرية، بعد أن كان مصدر التقاوى هو حقول المزارعين مع عدم وجود نظام لاعتماد التقاوى المستخدمة فى الزراعة وضمان جودتها وخلوها من الآفات والأمراض، وهو ما تسبب فى انخفاض نسب إنبات البراعم الأمر الذى أدى لانخفاض الكثافة النباتية وانتشار الآفات والأمراض

وبالتالى إنخفاض الإنتاجية، فضلاً عن أنه فى الزراعة التقليدية يحتاج الفدان لـ 6 أطنان تقاو، أما فى زراعة القصب بالشتلات فيكفى لزراعة الفدان 1.5 طن تقاو، ما يعنى توفير حوالى 4.5 طن تقاو عند زراعة الفدان بالشتلات .

إرشاد المزارعين

وأوضح علام، أن الحقول المزروعة بتكنولوجيا الشتل الموجودة فى مناطق الإنتاج الرئيسية، تعد حقولا إرشادية يتم من خلالها جذب المزارعين وتعريفهم بالمزايا والفوائد الناتجة عن تطبيق هذه التكنولوجيا سواء فى ارتفاع إنتاجية الفدان، وكذلك زيادة دخل المزارع وارتفاع

مستوى معيشته، وسوف يقوم بعملية الإرشاد باحثو معهد بحوث المحاصيل السكرية، بالإضافة لتنظيم ندوات ولقاءات ومدارس حقلية للمزارعين لتعريفهم بهذه التقنية وشرح جدواها الاقتصادية .

الميكنة الزراعية

وأشار إلى أن خطوط الزراعة التقليدية للقصب فى الحقول على مسافة 80 - 90 سم بين خطوط الزراعة، يتعذر معها استخدام الميكنة فى عمليات الخدمة مما يؤدى لحدوث الرقاد لنباتات القصب وانتشار الحشائش والإصابة بالأمراض والآفات مما تؤدى لانخفاض الإنتاجية النوعية

للمحصول، بالإضافة إلى أنه فى عملية الحصاد (كسر) القصب وتنظيفه يدوياً لصعوبة استخدام تكنولوجيا الميكنة فى الحصاد لضيق المسافات بين الخطوط يؤدى الى ارتفاع نسبة الفاقد من المحصول ..

أما فى زراعة القصب بالشتلات فإن المسافة ما بين الشتلة والأخرى 40 سم، والمسافة بين خطوط الزراعة 15 سم، لأن الكثافة النباتية على مسافات واسعة تؤدى إلى توزيع منتظم فى عملية البناء الضوئى (الاستفادة من أشعة الشمس) وهو ما يؤدى لزيادة معدل التفريع، وبالتالى زيادة

عدد عيدان القصب الناتجة من الشتلة الواحدة . وأضاف، أن وجود المسافات الواسعة ما بين الشتلات وخطوط الزراعة يؤدى لسهولة اتباع نظام رى حديث ( رى بالتنقيط)، وكذلك إتباع تكنولوجيا الميكنة الزراعية الحديثة، والتى توفر نفقات كبيرة فى مكافحة الحشائش وتختصر عدد مرات العزيق اليدوية إلى مرة واحدة فقط، حيث تسمح باستخدام العزيق الآلى بتكلفة أقل من العزيق اليدوى .

زيادة إنتاجية الفدان

من جانبه أكد الدكتور عادل عبدالعال، رئيس قسم الفسيولوجى بمعهد بحوث المحاصيل الزراعية،على أن زراعة قصب السكر بالشتلات ترفع إنتاجية الفدان من 35 لـ 55 طنا للفدان، أى بزيادة 20 طنا للفدان، هذا بالإضافة إلى تقليل النفقات وتكلفة زراعة الفدان، وهو ما يعنى تحسين دخل المزارع. مؤكداً أن إنتاجنا الحالى من السكر 800 - 900 ألف طن سكر سنوياً، والمستهدف الوصول بإنتاج السكر إلى 1.4 مليون طن سكر سنويا هو فقط المستهدف من 3 - 5 سنوات، أما المستهدف طبقا لمبادرة السيد رئيس الجمهورية أن تتحول مصر من دولة مستوردة إلى دولة مصدرة للسكر .

أحدث الأجهزة والآلات

وأضاف الدكتور عادل عبدالعال، اننا نستورد أحدث الأجهزة والآلات لإنتاج الشتلات فى محطات الشتلات (المصانع الحيوية) وتستغرق فترة إنتاج الشتلة 60 يوما، ويتم فيها إنبات البراعم داخل حضانات مخصصة، ثم إنتاج الشتلة خالية من الأمراض والآفات تحت صوب بظروف يتم التحكم فيها من حيث درجة الحرارة والرطوبة، بعد ذلك يتم نقلها للحقل المستديم .

وسائل رى متطورة

وأشار إلى أن زراعة قصب السكر بطريقة الرى التقليدية (الغمر) تستهلك حوالى 10 آلاف م3/ سنة للفدان، وبذلك تكون الاحتياجات المائية الكلية لمساحة قصب السكر فى مصر تقدر بحوالى 3٫2 مليار م3 سنويا، ويرجع الاستهلاك المرتفع لمياه الرى فى زراعة قصب السكر إلى سببين أولهما نظام الرى بالغمر المُستخدم والذى يصعب معه التحكم فى كميات المياه المتدفقة للحقول، والثانى هو الاعتقاد الشائع لدى المزارعين بأن محصول القصب يحتاج إلى الرى الغزير لزيادة الإنتاج.

مشيراً إلى أن زراعة قصب السكر بالشتلات ستسمح باستخدام وسائل رى متطورة كالرى بالتنقيط أو الرى المطرى مما تؤدى لسهولة التحكم فى كميات المياه المستخدمة فى عملية الرى، وتوزيع المياه بين النباتات، مما يسهل أيضا توزيع الأسمدة على النباتات، وبالتالى تقليل تكلفة الرى وترشيد كميات الأسمدة المستخدمة . مؤكداً أن استخدام طرق الرى الحديثة تؤدى إلى توفير مياه الرى السنوية اللازمة للفدان بمقدار 35 - 40% من مياه الرى المستخدمة فى الطرق التقليدية، وهو ما يوفر حوالى 1٫3 مليار متر مكعب من المياه اللازمة لرى المساحة المزروعة بقصب السكر .

تدريب المزارعين بالخارج

يقول الحاج محسن الجبالى من كبار مزارعى قصب السكر بمحافظة المنيا،زرعت قصب السكر بالطريقة الحديثة " بالشتلات " منذ عام 2008، حيث كان مجلس المحاصيل السكرية فى عهده السابق يُدعم معهد بحوث المحاصيل السكرية بإرسال باحثين ومتدربين للدول المتقدمة

فى زراعة قصب السكر بالشتلات كالبرازيل والهند، ومن هنا جاءت فكرة زراعة قصب السكر بالشتلات،وتم نقل طريقة الزراعة بالشتلات من الهند.

مضيفاً أنه تم زراعة شتلات القصب فى أرضى بالمنيا والاستعانة بها كحقول إرشادية، وتحت إشراف شركة السكر, وأثبتت الفكرة نجاحها، ومنذ ذلك الحين أزرع قصب السكر بالشتلات .

التغلب على مشاكل الإنتاج

وأوضح أن زراعة قصب السكر تعرضت للعديد من المشكلات منها الرى، انخفاض المحصول بعد تدهور الإنتاج، وانتشار الأمراض والآفات، وكان لابد للتغلب على تلك المشكلات من التطوير والتحول لزراعة القصب بالشتلات لزيادة الإنتاج رأسيا ليصبح متوسط إنتاجية الفدان 50 طن قصب، مما يقلل التكلفة ويحقق ربحية للمزارعين، هذا بالإضافة إلى توفير كميات كبيرة من المياه عن طريق الرى بالتنقيط، وتبكير المحصول مدة 50 -60 يوما بالمقارنة بزراعته بالطريقة التقليدية . موضحاً، أن شركات السكر تنتج حالياً شتلات منتخبة مزروعة عن طريق الأنسجة لتوفرالصنف التجارى القديم بصفاته الوراثية، وذلك من خلال محطات بحثية بشركات السكر، ويتم توزيع الشتلات على المزارعين بمحيط شركة السكر مقابل أجر رمزى لثمن الشتلة، بالإضافة إلى أن شركات السكر تطور حاليا الصوب الزراعية بمحطاتها البحثية، وقررت معظمها زيادة ميزانية البحوث الزراعية .

التنقية من الأمراض

ويضيف الحاج محسن الجبالى أنه بعد مبادرة رئيس الجمهورية، بتطوير وتحديث طرق الزراعة والرى لأحد المحاصيل الإستراتيجية الهامة وهى محصول قصب السكر، هناك إقبال كبير من المزارعين على زراعة قصب السكر بالشتلات الخالية من الأمراض، وذات جودة عالية.

مضيفاً أن الزراعة بالشتلات تحافظ على صنف «س 9» وتنقيته من الأمراض ليعود الصنف التجارى لأصله بكل صفاته الوراثية، بعدما تدهور فى الفترة السابقة وأصابته بالعديد من الأمراض. وقال إن الصنف «س 9» يُقبل عليه المزارعون لارتفاع نسبة انتاجيته للمحصول

بالاضافة لارتفاع نسبة استخلاص السكر من محصوله، بخلاف الأصناف الأخرى كجيزة 3، وجيزة 4، المزارع لا يُقبل عليها رغم أن نسبة استخلاص السكر منها عالية، إلا أن إنتاجيتها ضعيفة .


شراء التقاوى

وكشف الحاج محسن عن تجربته الجديدة بأرضه .. وقال كنا نزرع قصب السكر بطريقة الـ 8 خطوط فى القصبتين، الآن نزرع قصب السكر على مصاطب بما يقرب من 5 خطوط فى القصبتين، مما يساعد على زيادة التمثيل الضوئى وزيادة الانتاج، ووصول مياه الرى بقوة وبسرعة، مع سهولة التحكم فى منسوب المياه حسب احتياج النبات .

وطالب بمراعاة الفلاح عند تحديد سعر المحاصيل، وعدم التحكم فى مستلزمات الإنتاج .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق