رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أخميم التاريخية تنتظر الكشف عن كنوزها الأثرية
المحافظ : إخلاء منطقة المقابر الأثرية للكشف عن تمثال رمسيس ..وتسليم 10 آلاف مدفن للأهالى

سوهاج ــ بلال عبد العظيم
متحف سوهاج القومى

  • رئيس المدينة: تطوير المقابر واستراحات المشيعين وبيوت الحفارين وإنشاء مسجد جديد

 

تعد مدينة أخميم التاريخية من أهم وأقدم المناطق الأثرية فى مصر، حيث يتجاوز عمرها أكثر من ٤ آلاف سنة، وكانت عاصمة التحنيط فى العصور الفرعونية، ويشير علماء الآثار الى أنها تعوم على آثار لمختلف العصور، أشهرها معبد رمسيس الثانى الذى تم اكتشافه قبل٤١عاما، الأمر الذى أحدث نقلة نوعية فى حركة السياحة، ولذلك تحظى المحافظة بنسبة إقبال ليست قليلة حيث يصل عدد السائحين الى ٣٠٠ الف سائح سنويا، لكنها تحتاج مزيدا من الاهتمام والعمل على استخراج كنوزها الاثرية، الامر الذى دفع المسئولين الى مزيد من الاهتمام بها، ونقل المقابر القديمة تمهيدا لتطويرها والكشف عن آثارها المدفونة .. والى التفاصيل:

بداية تقول إيمان مبارك خبيرة وباحثة فى الآثار: كل الدراسات القديمة والحديثة تؤكد أن اخميم من اهم المناطق الاثرية فى مصر، وأن منطقة الكوم التى تصنف من المناطق العشوائية الخطرة بالمدينة تعد من اهم المناطق الاثرية، حيث تقع على ربوة عالية فى المدينة ترتفع عن سطح الشارع بنحو 12 مترا ويوجد بها 1150 عقارا قديما جدا ومتهالكا، ومتوسط مساحة العقار 60 مترا مربعا، وعدد سكانها أكثر من 4600 نسمة، وتعوم فوق كنوز أثرية، وأن الأمر يحتاج إقامة مساكن بديلة للأسر الفقيرة التى تعيش بمنطقة التل الاثرى الذى يقع على بعد أمتار قليلة من تمثال ميريت آمون والجبانة القديمة ـ والمعروف باسم «الكوم» حتى الآن ـ لتحويل المدينة الى مزار سياحى عالمى سوف يعود بالنفع والخير الكثير على الدولة بصفة عامة وسوهاج خاصة.


جانب من تطوير المقابر واستراحات المشيعين

وأضافت الباحثة ايمان مبارك أن آخر ما تم الكشف عنه فى منطقة اخميم هو ما كشف عنه المسح الرادارى لهيئة المواد النووية أن موقف سيارات سوهاج الجديد يقع فى منطقة الكوم المليئة بالكنوز الأثرية، وبجوار المعبد، أثناء حفر الأساسات لموقف السيارات بالمنطقة تبين وجود قاعدة تمثال أثرى من الجرانيت الأسود بارتفاع 66 سم وعرض 24 سم عليه آثار قدم يسرى غير كاملة، وجزء من قدم يمنى على نصف قاعدة بسمك 15 سم، عليها بعض الرسومات والنقوش الفرعونية باللغة المصرية القديمة، وتم إخطار تفتيش آثار أخميم الذى أكد ان التمثال للملك أمنحوتب الثالث احد ملوك عصر الدولة الحديثة الاسرة الثامنة عشرة، وقرر المحافظ السابق ايمن عبد المنعم إيقاف الأعمال وقتها، ورغم ذلك لا يزال معبد رمسيس الذى تبلغ مساحته نحو 10 افدنة وآسراره خافية تحت الارض وغيره من الكنوز الاثرية المهمة باخميم كما هى، ولم يتم استئناف استخراجها حتى الآن مما يجعلها عرضة للنهب والسرقة إن لم يكن قد حدث بالفعل!.

وأضافت الباحثة ان جهود الكشف عن الآثار بأخميم التاريحية كثيرة وقديمة، ولم تتوقف، ومنها دراسة قديمة بعنوان :«متى تتجه أنظار العالم الى اخميم ؟» ، وقد وجه اللواء سعيد البلتاجى المحافظ الاسبق من خلالها نداء عالمى عن طريق منظمة اليونسكو لإنقاذ آثار اخميم، وانتهت الى وضع حلول للمشكلة منها نقل مدينة اخميم بالكامل الى مدينة اخميم الجديدة مع مراعاة توزيع ملكية الاراضى حسب ملكيتها فى المدينة الأصل، وتحويل المدينة الحالية بالكامل الى مدينة أثرية، حيث إن أسفلها مدينة أخرى، وان بعض الأسر تقوم بالحفر داخل منازلها بعيدا عن الأنظار، ويعثرون على الآثار ويوضح ذلك الثراء المفاجئ للبعض، ناهيك عن حالات الحفر والتنقيب التى يتم ضبطها بشكل متكرر، وغيرها من حالات الحفر والتنقيب خلسة بحثا عن الآثار.

وأشارت ايمان الي هناك مشكلة اخرى هي المواقع الاثرية المغلقة التى يزيد عددها على ٥٠موقعا، ولا يوجد سوى اربعة مواقع فقط يتم فتحها امام السياح، وهى مناطق آثار ابيدوس واخميم والحواويش واتريبس بالشيخ حمد، رغم ان المحافظة تضم عشرات الموقع الاثرية.. مما يجعلها عرضة للسرقة والنهب، بدليل عمليات الضبط التى تقوم بها الاجهزة الامنية باستمرار.

وهناك واقعة شهيرة وهى الاكثر وضوحا لحكاية معبد رمسيس الثانى بمدينة اخميم، والذى يضاهى معبد الكرنك بالاقصر فى حجمه وقيمته..

وكما يحكى محمد عبد العال «موظف» و أحد ابناء اخميم قائلا: هناك أسباب خفية حول توقف الكشف عن معبد رمسيس ففى عام 2010 اتخذ محافظ سوهاج ووزير التنمية المحلية الاسبق اللواء محسن النعمانى قرارا جريئا بوقف الدفن فى مقابرالمسلمين بمدينة اخميم التاريخية، ونقلها للمقابر الجديدة التى تم انشاؤها على مساحة 70 فدانا بمنطقة حى الكوثر بالجبل الشرقى بتكلفة 70 مليون جنيه، وعددها 10062 مقبرة منها7002 مقبرة جماعية (حوش) و3060 مقبرة فردية، ومسجد، ومكان لإقامة الحفارين، وذلك تمهيدا لبدء عملية الكشف عن الآثار بالمنطقة، واهمها معبد رمسيس الثانى الذى تم اكتشافه عام 1981، والذى يضاهى معبد الكرنك بالاقصر فى حجمه وقيمته، وبالفعل تم تسليم المقابر الجديدة لأصحابها ووضعوا عليها اللوحات الرخامية باسماء عائلاتهم، وقامت المحافظة بشراء سيارات لنقل الموتى الى المقابر الجديدة بالمجان.. إلا انه لم يمر أكثر من 8 أشهر حتى عاود الاهالى دفن موتاهم مرة أخرى فى الجبانة القديمة بعد احداث ثورة 25 يناير وتوقف المشروع حتى الآن!..

وأضاف عبدالعال ان حالات التنقيب خلسة عن الآثار لم تتوقف، بدليل عمليات الضبط التى تتم بشكل متكرر من الاجهزة المعنية، وهو عالم له اسراره مثل مملكة النحل. وتساءل: لماذا لم يتم البدء فى استئناف الكشف عن كنوز سوهاج المدفونة فى باطن الارض، خاصة معبد رمسيس الثانى باخميم؟.

أما حسين حبارير رئيس مركز ومدينة أخميم فيقول إن المحافظة انتهت من المرحلة الأولى من مشروع تطوير مقابر اخميم بحى الكوثر بتكلفة 9.5 مليون جنيه، وتم توزيع 176 « مقبرة» من جبانات أخميم الجديدة بحى الكوثرعوضا عن الجبانات القديمة التى تم منع الدفن بها، وذلك من خلال لجنة بحضور المستشار محمود زين المستشار القانونى للمحافظة ورئيس مدينة أخميم، وممثلى إدارات « الشئون القانونية، والمتابعة الميدانية، والتفتيش المالى والإدارى، والأملاك» كما تم تخصيص 4 مقابر للصدقة، مشيرا الى ان أعمال تطوير ورفع كفاءة المقابر واستراحات المشيعين، وبيوت الحفارين وإنشاء مسجد جديد على مساحة 450 مترا مربعا، وإنشاء غرفتى أمن وسور كبير للتأمين، وتنسيق الموقع العام، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية من المشروع تشمل إنشاء 300 مقبرة جديدة بمساحة 35 مترا مربعا لكل مقبرة كتوسعات مستقبلية.

وفى تعقيبه قال اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج : مقابر أخميم الجديدة بحى الكوثر أقيمت بدلا من الجبانات القديمة، بمدينة أخميم بعد قرار منع الدفن بها، وتقع على مساحة 70 فدانًا، وتحتوى على 10 آلاف مقبرة فردية وجماعية، ومساحة 3 أفدنة فضاء داخل السور للتوسعات المستقبلية، و75 مقبرة إضافية للحالات التى ليس لها مقابر، بالإضافة إلى 9 استراحات للمشيعين والحفارين، وقال إنه تم تسليم المقابر لاصحابها، وانه يجرى حاليا التنسيق مع أعضاء مجلس النواب والقيادات الشعبية وكبار العائلات تمهيدا لاستكمال الكشف عن الحدث الاثرى الكبير.

وحول قصة المعبد يقول الدكتورعبد الناصر يس استاذ الآثار ونائب رئيس جامعة سوهاج: عام ١٩٨١ وفى اثناء الحفر لبناء معهد ازهرى اكتشف المقاول جزءا من تمثال أثرى تبين للمختصين ان الكشف للاميرة «ميريت آمون» ابنة الملك رمسيس الثاني، ويبلغ طوله ١١ مترا ووزنه ٣٠ طنا، وتم استخراجه، واصبح مزارا سياحيا مهما ،وفى نفس العام وعلى بعد أمتار من تمثال ميريت آمون تم الكشف عن رأس ضخمة جدا للملك رمسيس الثانى الذى حكم مصر حوالى ٦٧عاما من ١٢٧٩ قبل الميلاد إلى ١٢١٣، واضاف يس ان سوهاج من المحافظات الاثرية المهمة وشعارها الرسمى هو رأس الملك مينا موحد القطرين وابن قرية طينا بمركز البلينا بسوهاج، وبها العديد من المناطق الاثرية اهمها منطقة أبيدوس بمركز البلينا، وبها معبد الملك «ستى الأول» و ابنه «رمسيس الثاني»، والمنطقة الثانية هى منطقة معبد رمسيس الثانى باخميم عاصمة المقاطعة التاسعة من أقاليم مصر العليا، والذى لم يتم الكشف عنه بالكامل حتى الآن، كما تضم سوهاج الآثار الإسلامية، وعدداً من المساجد التاريخية مثل الجامع العتيق الفرشوطى، ومسجد الأمير حسن يوجد بمدينة أخميم الذى بناه سنة 1117هـ، وجامع «سيدى محمد» الملقب بجلال الذى أنشيء فى 1775، واضاف يس ان المدينة الاثرية الاهم فى سوهاج هى اخميم التاريخية التى تعد من اهم المناطق الاثرية فى مصر، حيث يتجاوز عمرها أكثر من 4 آلاف سنة، وكانت عاصمة صناعة التحنيط فى العصور الفرعونية، وهى تعوم على كنوز لمختلف العصور، مشيرا الى ان الكشف عن معبد رمسيس واستخراجه سوف يحدث نقلة نوعية، ويضع المحافظة على قائمة المحافظات السياحية.

وأخيرا نتمنى أن تكون هناك رؤية واضحة للكشف عن آثار وكنوز سوهاج المدفونة، خاصة معبد رمسيس الثانى باخميم لوضع المحافظة على الخريطة السياحية والتنموية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق