فور الكشف عن أولى الصور الملتقطة بواسطة «جيمس ويب»، سارع الخبراء فى إجراء المقارنة بين مدى دقة صوره، وتلك الأقل دقة ووضوحا التى سبق أن التقطها التليسكوب «هابل»، الذى تم إطلاقه إلى الفضاء فى التسعينيات.
ولكن موقع «هيستورى» الأمريكى يذكر فى تقرير شيق، كيف أن الطريق الذى مهد لإطلاق «جيمس ويب» و من قبله «هابل" كان مليئا بالمحطات الفارقة ومحاولات الإنسان اللانهائية للصعود إلى الفضاء والتعرف على هذا العالم الخفى.
ففى هذا التقرير، يستعرض «هيستورى» التدريبات التى كان يخضع لها رائد الفضاء قبل الخروج فى رحلة عمره. وكيف كانت تلك التدريبات تتضمن التعامل مع أنظمة محاكاة معقدة أعدتها وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بهدف تدريب رواد الفضاء على كل شىء تقريبا، وتحديدا التعامل مع نظام «الجاذبية» فوق سطح القمر، والتى كانت تقدر بسدس معدلها على الأرض.
ومن ضمن هذه المراحل التدريبية، ما كان من تصميم «مركبة البحث للهبوط القمرى»، ثم «مركبة التدريب للهبوط القمرى»، وذلك لإعداد رواد المركبة «أبوللو 11» من أجل رحلتها الأشهر فى يوليو 1969 نحو القمر. وكانت هذه التدريبات تجرى فى المركز الفضائى فى هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية.
هذه المركبات المعدة للمحاكاة كانت تخوض برواد الفضاء تجربة وثيقة لتجربة "الجاذبية" فوق سطح القمر.
ولم تنته التدريبات هنا، فقد استعانت "ناسا" بإعداد لوحات ومجسمات تشبه قطاعات من المنظر الطبيعى للقمر، وذلك لتدريب رواد الفضاء على كيفية التعامل مع ما يفترض أنه سطح القمر ومكوناته، وتدريبهم على أخذ العينات من سطح القمر.وكانت هذه التدريبات تتم فيما يرتدى الرائدان نيل أرمسترونج، وبز ألدرن، ملابسهما الفضائية كاملة.
ومن أكثر التدريبات تعقيدا، ما كان من تعاون وكالة «ناسا» و«هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية» فى إعداد مجسم كامل لجانب من سطح القمر، وجرت التدريبات على هذا المجسم فى منطقة "سيندرليك" فى ولاية «أريزونا»، والتى تشكلت إثر تفجر بركانى عام 1064، بما يجعلها قريبة من حيث التشكيل الجيولوجى، من بعض الطبقات الجيولوجية بالقمر. كانت هذه بعض الخطوات والتدريبات التى قطعها الإنسان قاصد بلوغ الفضاء وكشف أسراره.. ومازال السعى مستمرا.
رابط دائم: