رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حزن فى أسوان بعد نزع جدارية فنية واستبدالها بلوحات إعلانية

كتبت ــ حنان النادى
مها جميل

لم تبدد فرحة العيد حزن أسوان وأهلها على جدارية «مها جميل» اللافتة، تلك التى شغلت ثلاثين مترا وحملت نحو ٣٠٠وجه مختلف، منها لشخصيات مشهورة وأخرى لأهالى المحافظة، كذلك لزوارها من السائحين القادمين من دول عديدة، هؤلاء وغيرهم ممن استيقظوا فجأة قبل أيام قليلة على قرار محو الجدارية، واستبدالها بلوحات إعلانية.

بدأت قصة «الجدارية» عام 2018، عندما أطلقت محافظة أسوان مشروع «ابدأ بحيك»، وهو عبارة عن مبادرة لتشجيع الأهالى للاهتمام بالأحياء والشوارع. وقد تحمست للمبادرة فنانة شابة من أبناء المحافظة تدعى مها جميل، والتى تخرجت فى كلية الفنون الجميلة بالزمالك، شعبة تصوير زيتى عام 2016.

وتقول الفنانة مها عن تجربتها، إنه: «بعد الإعلان عن المبادرة، خطرت لى فكرة الجدارية. وكانت رسالتى الرئيسية هى أن كل إنسان فى المجتمع له قيمة وأثر، وليس من المهم أن يكون معروفا أو مشهورا لكى تحمل الجدران صورته، بل يكفى أنه جزء من المجتمع. بعدها تقدمت بالفكرة على الورق للجهات الحكومية، وحصلت على التصاريح اللازمة».

وتكمل مها: «أنشأت بعد ذلك صفحة رسمية للمبادرة، من أجل تشجيع كل أهالى أسوان للتوجه نحو الجدار المعنى ورسمهم، لتأكيد فكرة أهمية كل إنسان. وبالفعل استجاب عدد كبير من الأهالى والشخصيات العامة للحضور، منهم الدكتور مجدى يعقوب، والراحل أحمد إدريس صاحب فكرة الاستعانة باللغة النوبية فى تبادل الرسائل بين الجنود المصريين أثناء حرب أكتوبر. كذلك اللاعب شيكابالا الذى حضر خصيصا من أجل تسجيل حضوره على الجدارية، كما حضر أيضا وفود ممثلة لعدة سفارات أجنبية».

جانب من الجدارية الغائبة

بدأت مها فى رسم عدد من وجوه الشخصيات على سور «نادى المهندسين» بشارع «كورنيش النيل»، وكان لكل وجه حكاية على الجدارية، فهى ليست مجرد وجوه مرسومة، ولكن لكل منها معنى ورمز. وقد بلغ إجمالى عدد الوجوه التى رسمتها مها على الجدارية نحو 300 وجه، بينهم الأديب الكبير عباس محمود العقاد، والعالمة سعاد ماهر، والموسيقار أحمد منيب، وغيرهم كثيرون. فقد كانت الفكرة تنصب على جمع كل من وطأت أقدامهم أسوان، بعيدا عن اعتبارات الانتماء أو الشهرة.

ظلت جدارية «مها» نحو أربعة أعوام كاملة مقصدا لأهالى المدينة وسائحيها، لإلقاء نظرة على وجوههم المرسومة، أو التقاط صورة تذكارية مع باقى الوجوه، حيث اعتبرها الأهالى بمثابة جزء من هويتهم، ذلك حتى صدور قرار إزالتها.

وتعقب مها على القرار، قائلة: «للأسف فوجئت بإزالة الجدارية دون إبلاغى أو حتى إبداء سبب واضح، الأمر الذى أثار استياء وغضب الكثير من أهالى أسوان»، وتؤكد: «حاولت مخاطبة الجهات المسئولة لمعرفة أسباب الإزالة، لكنه وحتى الآن لم يتم الرد».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق