رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عمره 300 عام وتزينت جدرانه بـ «نهج البردة»
«مسجد المجاهدين».. شاهد على التاريخ بأسيوط

أسيوط ــ حمادة السعيد ــ وائل سمير
مسجد المجاهدين من اقدم الآثار الإسلامية فى أسيوط


جدارية «نهج البردة» تزين جدران المسجد

فى واحدة من أكثر مناطق أسيوط قدما وعراقة، التى مازالت تحتفظ بعبق التاريخ، نظرا لانتشار المساجد القديمة بها والوكالات الأثرية، يقع «مسجد المجاهدين» على مقربة من منطقة «العتبة الزرقاء».

 ولا يعرف أحدهم على وجه التحديد سبب تسمية المسجد بهذا المسمى، إلا أن هناك حكايات تتردد بشأن العثور فى هذا الموقع على «أكفان» أشخاص يرجح أنهم ماتوا شهداء فى أثناء الفتح الإسلامى لمصر بعد سقوط البهنسا، المعروفة بمنطقة «البقيع الثانى» لتعدد الصحابة والتابعين المدفونين بأرضها، وهروب الرومان فى اتجاه أسيوط.. فما كان من كتائب المجاهدين وقتها إلا اللحاق بهم.

كما لعب الموقع ذاته دورا بارزا فى حروب المماليك والعثمانيين، ذلك أنه وحسب ترجيحات بعض الأثريين، يوجد تحت موقع المسجد سرداب يربط بين منطقة غرب البلد وبين «قناطر المجذوب».

ورغم مرور الزمن، فإن المسجد مازال يقف شامخا محتفظا بأحد أكثر مآذن أسيوط ارتفاعا، لكنه ونظرا لقدمه وتهدم أجزاء منه، والتى كانت لاتزال على هيئتها الأولى مبنية من الطوب اللبن، قامت محافظة أسيوط بإجراء عمليات ترميم بالغة الدقة تشبه «الجراحة الدقيقة» للمسجد، وذلك حتى يواصل شموخه ويحتفظ بصورته القديمة.

وكان اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، قد أوضح أن ترميم «مسجد المجاهدين» جاء ضمن خطة أكبر للنهوض بالمواقع الدينية والأثرية فى أسيوط. وأشار فى هذا السياق إلى أن «المجاهدين» يعد من أقدم المساجد الأثرية بالمحافظة، ويرجع تاريخ إنشائه إلى العصر العثمانى، وتحديدا عام 1120هجريا، وفقا لما هو مشار إليه بالنص التأسيسي، الذى يعلو المدخل الرئيسى بالواجهة الشرقية للمسجد.

وللمسجد مدخلان، أحدهما الرئيسى بالواجهة الشرقية، ومدخل آخر بالناحية الجنوبية. وهو من المساجد المعلقة المقامة على ربوة عالية. وقد شملت أعمال الترميم المئذنة، فضلا عن تجديد (الأرضيات والحوائط والأعمدة والمنبر والكهرباء ودورات المياه)، مع الاحتفاظ بالمحراب والقبلة لأثريتهما، كما تم تجديد البوابة الخارجية للمسجد لتوحى بالطراز الإسلامي.

ويوضح الأثرى أحمد عبدالرحيم أحد سكان حى غرب، أن المسجد بناه محمد بك الأمير، أحد أمراء الألوية العثمانية عام 1120 هجريا، وذلك بعد زحفه على الصعيد لمطاردة المماليك. وقد اختار لتشييده منطقة مرتفعة، تعد من أشهر مناطق أسيوط لثرائها بالآثار الإسلامية.

ويتكون «المجاهدين» من مدخل ضخم يعلوه عقد ثلاثى الفصوص، واجهته من الطوب الأسود وبه بئر ماء، ويحيط بحوائط المسجد زخارف خشبية منقوش عليها «نهج البردة»، وتعد مئذنته من الأكثر ارتفاعا فى صعيد مصر.

وقد كان له من اسمه نصيب، فقد شهد الصراع بين المماليك والعثمانيين، كما اكتشف به سرداب ينتهى بمخازن للأسلحة  والذخيرة يمتد منه وحتى «قناطر المجذوب»، حيث كانت بها خنادق أعيد استخدامها وقت «حرب الاستنزاف» للاختباء.

ويوضح الدكتور أحمد عوض، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية لمنطقة وسط الصعيد، أن المسجد يجسد فنون العمارة العثمانية، وتحديدا فيما يخص التخطيط الداخلى له، وذلك عبر ساحة يتوسطها ثلاثة صفوف من الأعمدة الخشبية، لكل صف أربعة أعمدة وجدار القبلة ينحرف قليلا جهة الغرب.

ويتوسط المسجد المحراب، وهو عبارة عن «حنية» أو تجويف نصف دائري، يتوجها طاقية معقودة بعقد نصف دائرية، وقد زخرفت أعلى المحراب بزخارف هندسية، قوامها أشكال نجمية نفذت بالطوب المنجور. ويوجد على يمين المحراب المنبر، وهو من الخشب المزخرف بزخارف هندسية بطريقة السدايب. أما دكة المؤذن، فهى من الخشب.. وتقع بوسط الجدار الشمالي. وهى مستطيلة الشكل ترتكز على أربعة أعمدة، ويصعد إليها بسلم خشب. وسقف المسجد من الخشب، يتوسطه «شخشيخة»، بجوانبها الأربعة نوافذ للإضاءة والتهوية.

كما ألحق بالجامع مئذنة تقع بالزاوية الشمالية الشرقية. وأهم ما يميز مئذنة «المجاهدين» أنها بنيت بالكامل بالطوب المنجور، وتتكون من قاعدة مربعة وأربعة طوابق مثمنة الشكل، زخرفت جوانبها بدخلات مستطيلة تنتهى بعقود مدببة، ثم تنتهى المئذنة بدروة صغيرة، ثم قمة مخروطية الشكل.

كذلك فقد ألحق بالجامع قبة ضريحية تقع خلف الجدار الغربى على يسار الميضة، وهى عبارة عن مساحة مربعة الشكل، يغطيها قبة قطاعها نصف دائرى، وبأرضية القبة الضريحية تركيبة خشبية بسيطة، وبالجدار الجنوبى حنية محراب صغير.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق