رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

التجريب المسرحى بـ «عيون زرقاء»
بيتر بروك.. إبداع فى «المساحة الفارغة»

كتب ــ شريف سمير

داخل سيارة ليموزين فاخرة استقرت فى ساحة مركز الهناجر للفنون منذ أكثر من ٢٠ عاما، هبط منها المخرج العالمى « بيتر بروك » بردائه الأزرق البسيط ليلتقى بأجيال مسرحية مختلفة الأعمار والخبرات فى أمسية ثقافية ساحرة, ، يروى بلغته الفرنسية الناعمة مشوار «الخزان المتدفق» الذى ملأ مع فرقته المتغيرة المساحة المسرحية الفارغة بعشرات العروض والأفكار الإنسانية عبر فلسفة الارتجال وبناء النص من خيال الممثلين .

ومزج المسرحى المخضرم «بروك» الذى وافته المنية قبل يومين عن 97 عاما ، بين الأصل البريطانى والحضارة الفرنسية، فانصهرت موهبته الفنية مع ثقافات متعددة ساهمت فى إثراء تجاربه مع أى فريق عمل يتجول به أنحاء العالم وينفق بسخاء على مشروعاته الطموحة. وأسس مسرح «ليه بوف دو نور» الذى جدد من خلاله فن الإخراج المسرحى وحرره من الديكورات التقليدية، وعكف على تطعيمه بأشكال وقوالب شرقية وأمريكية وإفريقية .

ملصق مسرحية «مارا ـ صاد»

وارتكز أسلوب ومنهج «بروك» إلى النموذج الشامل بالرهان على جميع الفنون والمعارف والتقنيات من صوت وإضاءة وموسيقى ورسم وتشكيل ورقص وشعر وصورة مرئية ، وألوان وأزياء وماكياج. واستلهم من معلمه الأول البولندى كونستانتين ستانيسلافسكى، طريق الإبداع بـ «ثورة جريئة» فى التمثيل عبر كتابه القدوة «الفضاء الفارغ»، الذى نشر للمرة الأولى عام 1968، وصار على مدار العصور أبرز المراجع المسرحية لتعلم فنون الابتكار وحرفية الأداء .

ومن أشهر مقولات «بروك» الرائدة : «يمكننى أن آخذ أى مساحة فارغة، وأطلق عليها اسم خشبة .. ويمشى شخص ما فى تلك المساحة الفارغة بينما يشاهده شخصا آخر، وهذا يكفى لبدء الفعل المسرحى».

وتعد «ماهابهاراتا» من أشهر مسرحيات بروك، وهى ملحمة مدتها 9 ساعات من الأساطير الهندوسية (1985)، واقتبستها السينما فى فيلم عام 1989.

بيتر بروك.. يراقب الآداء الحر لممثليه فى إحدى البروفات

وعندما استقر المخرج الأسطورة فى فرنسا، وهو في العقد الثالث من عمره، أسس «المركز الدولى للبحوث المسرحية»، فى مسرح على الطراز الإيطالى، ليحقق نجاحات كبيرة فى مسارح برودواى، ويبهر العالم بمسرحيته «مارا - صاد» التى حصلت على جائزة «تونى» عام 1966.

وبعد 40 عملا مسرحياً ناجحا قاد فيها «بروك» أعظم الممثلين، من لورانس أوليفييه إلى أورسون ويلز، فتح الباب للمواهب الجديدة من ممثلين شباب من مختلف الجنسيات ، ليصنع بهم حقبة تجريبية محورها الارتجال والنقاش المفتوح فى شهور من البروفات حول قضايا سياسية وإنسانية وفلسفية. وذلك قبل إنتاج العرض وخروجه بصورة تجمع بين جمال الشكل ودسامة الفكرة.

سافر المخرج الاستثنائى إلى إفريقيا وإيران والولايات المتحدة، ونفذ أعمالاً تجريبية فيها حول «إلغاء تقييد» الممثل والعلاقة مع المتفرج. وكرّس فى كل أعماله اللاحقة أسلوباً نقياً ومتحرراً، وهو ما يظهر من خلال سيرته الذاتية التى جاءت بعنوان «خيوط الزمن»، وقسّمها بيتر بروك إلى ثلاثة أجزاء اختلطت فيها تفاصيل حياته الشخصية بالمهنية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق