القبعات فى الزى الرسمى هى تجسيد للمكانة ودليل على الانضباط والنظام، والـ «كاب» فى حالة الزى العسكري، هو غطاء الرأس الذى يحمى صاحبه من الشمس الحارقة، خصوصا فى أجواء الصحراء. ولأن الصحراء هى ساحات تدريب الجنود، حيث تدار فيها معظم المعارك التى شهدها التاريخ، فكان من الضرورى أن يستخدم كغطاء عسكرى يواجه بخشونته، خشونة الأجواء التى حوله ويوفر الحماية والمظهر اللائق لضباط وجنود الجيوش حول العالم.
هذا «الكاب» العسكري، استطاع المثال إيهاب الطوخى أستاذ النحت بكلية فنون المنيا أن يتعامل معه كمفردة تشكيلية، حينما أبدع نحتا بخامة البوليستر عبارة عن «بورتريه» للمشير محمد حسين طنطاوي، واللافت فى هذا العمل النحتي، الذى استغرق إعداده نحو أربعة أشهر، أنه يتسم بميزة خاصة، إذ يمكن للجزئية الممثلة للـ«كاب» أن يتم إضافتها او نزعها عن تمثال «المشير» لتحقيق التعايش مع الشخصية فى مختلف حالاتها.
هذا العمل يهديه الفنان إلى شعب مصر العظيم تقديرا لشخصية المشير الذى خدم الدولة المصرية عبر عدة أدوار لعبها، فقد تقلد منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وتولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى 11 فبراير 2011، ومن قبل ذلك كله، خاض المشير معارك العدوان الثلاثى عام 1956، وعاصر حرب الاستنزاف عام 1967، ثم أعوام حرب الاستنزاف، وبعدها نصر أكتوبر عام 1973 وحرب الخليج الثانية، وثورة سبتمبر اليمنية. وبعد هذه الرحلة الحياتية المميزة، نال المشير طنطاوى عن استحقاق «قلادة النيل».
وقد أبدع الفنان إيهاب الطوخى العمل بدافع وطنى وليس بتكليف من هيئة أو مؤسسة ما، حبا وتقديرا لهذا الرجل بما قدمه للوطن، وتخليدا لذكراه.
رابط دائم: