رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

واشنطن - تل أبيب.. صداقة أم منفعة؟

رحاب جودة خليفة
بايدن ونفتالى بينيت فى البيت الأبيض

عندما تولى جو بايدن الرئاسة عام 2021، تنفس كبار المسئولين الإسرائيليين الصعداء باعتباره ونائبته كامالا هاريس مؤيدين لإسرائيل فى الحزب الديمقراطى، بل إن لهما سجلا طويلا فى دعمها. ولذلك خرجت تقييمات إسرائيلية، للزيارة المفترضة التى سيقوم بها بايدن إلى إسرائيل خلال أسابيع على أنها دعم لحكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت قبل استقالتها. ولكن هذه التقييمات ترى في بايدن أيضا أنه رئيس «باهت»، أكثر من كونه زعيما سيتخذ إجراءات حاسمة فى عدد من القضايا المعلقة لصالح تل أبيب. 

عززت الأشهر الأولى لإدارة بايدن وجهة النظر المرحبة به، فهو الرئيس الذى يخبر الجماهير بفخر أنه يعرف كل رئيس وزراء إسرائيلى من جولدا مائير وما بعدها. ودعم إسرائيل علنا خلال اشتباكات مايو 2021 مع حماس، مؤكدا أن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن النفس ورفض أى انتقاد علنى لها فى قطاع غزة. بعد انتهاء القتال، وعد على الفور بتجديد نظام القبة الحديدية للدفاع الجوى الإسرائيلى. وبعد ثلاثة أشهر، رحب بحرارة  ببينيت فى البيت الأبيض باعتباره الرجل الذى أنهى عهد بنيامين نيتانياهو الذى دام 12 عاما. 

ولكن مع عودة حالة عدم الاستقرار السياسى لإسرائيل والتهديد بعودة نيتانياهو فى المستقبل المنظور، أشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن «التقييمات الإسرائيلية القادمة عن واشنطن تبدو محبطة، لأن بايدن فشل فى المهمة الأولى والأخيرة، وهى توحيد أمريكا المنقسمة بسبب سياسات ترامب، وأصبح ضعف قيادته مثار حديث الإسرائيليين». وبالفعل، وخلال عام ونصف العام لبايدن فى منصبه، فلم ينفذ سياسة مغايرة لسياسة دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط، ولم يقم بالتالى بأى تحركات واضحة ضد إيران، أو أنجز اتفاقا ما للقضية الفلسطينية أو حتى اتخذ موقفا حاسما تجاه بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة. 

 وعلى الرغم من الالتزام بإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس، التى أغلقتها إدارة ترامب عام ٢٠١٩، فقد تباطأ بايدن فى التعامل مع هذه القضية خوفا من أن يؤدى ذلك إلى زعزعة تحالف بينيت، ولذلك فهى لا تزال مغلقة. وخلال الاجتماع السنوى للجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر من العام الماضى، عبّر بايدن عن دعمه لجهود حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين، أى أنه يدعم تفاوض الطرفين لتسوية خلافاتهما وفقا لقرارات الأمم المتحدة وانسحاب اسرائيل من مناطق الضفة الغربية التى تحتلها. وتمسكت الإدارة الأمريكية بنقاط الحوار المعتادة وابتعدت عن أى حديث عن تجميد المستوطنات. لكن فى يناير من العام الحالى، قال المسئولون الإسرائيليون إن البيت الأبيض أوضح لإسرائيل أن الخطوات الاستفزازية على الأرض، لا سيما العنف المتكرر ضد الفلسطينيين يمكن أن يجر بايدن إلى ساحة يفضل تجنبها. 

فى المقابل، استبقت إسرائيل زيارة بايدن بإقرار رزمة من المشاريع الاستيطانية فى القدس وعمق الضفة الغربية، وأعلن رئيس حكومة تيسير الأعمال الإسرائيلية يائير لابيد، أن حكومته ليست بحاجة لإذن من أحد، أى البيت الأبيض، لممارسة أنشطتها الاستيطانية، فى تجاهل متعمد لموقف واشنطن الرافض للاستيطان.

ومع ذلك، فلا يزال المسئولون الإسرائيليون ممتنين لأنهم يعملون مع بايدن ولا يزال البيت الأبيض يفضل بينيت على سلفه. فبعد وقت قصير من توليه منصبه، قال بينيت لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنه يؤمن بالتنسيق الهادئ بتكتم خلف أبواب مغلقة مع الولايات المتحدة، حتى فى حالة وجود خلافات متعهدا بعدم السير على خطى نيتانياهو. إذن، تختلف التفسيرات لكن بالتأكيد سيتضح أى من الطرفين سيحقق الاستفادة الأهم له بعد زيارة بايدن المرتقبة.  

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق