رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

نيتانياهو ومعركة استعادة العرش

رشا عبد الوهاب
نيتانياهو وبينت

إن الإعلان عن انهيار الائتلاف الحاكم فى إسرائيل والاستعدادات لإجراء خامس انتخابات فى أقل من 4 سنوات قابله حالة من الغضب بين الإسرائيليين، الذين شعروا بالإحباط نتيجة جولات انتخابية لا تنتهى. ما حدث كان متوقعا بنسبة مائة فى المائة، فأغلب التقديرات أشارت إلى أن عمر حكومة نفتالى بينيت رئيس حزب يمينا اليمينى ويائير لابيد رئيس حزب هناك مستقبل «يش عتيد» الوسطى لن تتخطى شهورا قليلة ولن تستطيع أن تصمد. صبت هذه التطورات جميعها لصالح كفة بنيامين نيتانياهو زعيم المعارضة ورئيس حزب الليكود اليمينى الذى سيعود إلى الساحة السياسية بقوة هذه المرة. نيتانياهو, الذى قاد إسرائيل خلال معظم السنوات العشرين الماضية, يراهن على كسر الجمود السياسى من خلال تحفيز قاعدته اليمينية وتصوير خصومه على أنهم تهديد للمجتمع.

وبمجرد الإعلان عن رفع يد بينيت عن الحكومة وتسليم الراية للابيد وحل الكنيست، شن نيتانياهو هجوما غير مسبوق على الائتلاف قائلا إنها حكومة تعتمد على «مؤيدين من الإرهابيين»، وذلك فى إشارة إلى رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس. وعدد نيتانياهو أخطاء ائتلاف بينيت – لابيد قائلا إن هذا الائتلاف «تخلى عن أمن إسرائيل، رفع تكلفة المعيشة إلى مستويات غير مسبوقة، وفرض ضرائب غير ضرورية، وعرض الكيان اليهودى للخطر». ويعود انهيار الائتلاف إلى جهود نيتانياهو لتشجيع أعضاء الائتلاف على القفز من المركب الذى اتسم بالتنوع الأيديولوجى من اليمين والوسط وحزب عربى إسرائيلى إسلامى. ومنذ اليوم الأول فى حياة هذا الائتلاف، خطط نيتانياهو لإسقاط هذه الحكومة، وركز على الصراع الإسرائيلي–الفلسطينى، والقضايا المتعلقة بالعرب فى إسرائيل. ولم يكن زعيم الليكود يرغب فى إجراء انتخابات خامسة لا تصب فى مصلحة أحد، بل فى تشكيل حكومة بديلة، إلا أن منافسيه نسفوا هذا السيناريو عبر الدعوة لحل الكنيست، وهو ما يعنى ضرورة إجراء انتخابات بعد 90 يوما. وبعد قضائه فترة العام بين أروقة الكنيست ومحكمة منطقة القدس حيث يحاكم باتهامات بالفساد، يبدو أن نيتانياهو – 72 عاما- مصمم على استعادة عرشه السياسى بطريقة أعنف من أى وقت مضى. ومثل الائتلاف بقياد بينيت كابوسا للناخبين اليمينيين المؤيدين لنيتانياهو، ويبلغ عددهم 300 ألف ناخب، والذين رفضوا المشاركة فى الانتخابات الرابعة نتيجة «الإرهاق» من الدائرة الممتدة من الجمود السياسى. ورغم فوز «بيبي» بأكبر عدد من الأصوات فى كل انتخابات، إلا أنه كافح لتجميع 61 مقعدا لتشكيل الأغلبية فى الكنيست البالغ عدد مقاعده 120. وأشار أحدث استطلاع للرأى أجراه «راديو إف إم 103» الإسرائيلى إلى أن المعسكر، الذى يقوده الليكود، ويضم الأحزاب الصهيونية والدينية المتطرفة، سوف يفوز بأعلى نسبة من المقاعد خلال انتخابات الخريف المقبل، إلا أنه ينقصه مقعدان لتحقيق الأغلبية، وهى مشكلة أى ائتلاف حكومى يحاول تشكيله.

وفى 2021، فشل نيتانياهو فى تشكيل ائتلاف حاكم، واضطر إلى تمرير تفويض تشكيل الحكومة إلى الإعلامى السابق يائير لابيد، الذى كان رئيس ثانى أكبر حزب من حيث عدد المقاعد، والذى تحالف بعد ذلك مع بينيت فى اتفاق لتقاسم السلطة. وأطاح تحالف بينيت- لابيد بنيتانياهو من السلطة فى يونيو الماضى، بدعم من ائتلاف ضعيف من ثمانية أحزاب، توحده الرغبة فى الإطاحة بأطول من تولى رئاسة الوزراء فى إسرائيل.

وجزء أساسى من فشل نيتانياهو فى تشكيل ائتلاف العام الماضى هو استبعاده الكثير من حلفائه السابقين من اليمين، وهم نفس الأشخاص الذين تعهدوا الآن بمنع عودته إلى السلطة. ومن بين هؤلاء جدعون ساعر، وزير العدل والمنشق عن حزب الليكود، الذى شدد على أنه سيقف أمام عودة نيتانياهو، وأنه لا يوجد من سيستسلم لإغراءات زعيم الليكود.

ومع قرار بينيت عدم الترشح خلال الانتخابات، وإعلانه تسليم قيادة حزب يمينا لوزيرة الداخلية الحالية إيليت شاكيد، فإن الأخيرة تعتبر صانع الملوك بالنسبة لنيتانياهو، فإذا أجريت الانتخابات الآن، فإن شاكيد سوف تفوز بخمسة مقاعد، وهو ما يعنى أنها تؤمن لبيبى 63 مقعدا فى الكنيست.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق