«أخرج معى»

مازلتَ تقرضُ فى القصيدةِ..

عنكبوتٌ أنتَ..

تغزلُ عشَّ أحلامٍ..

على أنقاضِ أطلال الرؤى.

وَحدى رفيقكَ..

لستَ منتشياً بفوضاكَ..

الوجيعةِ أيُّها القديسُ..

تحتَ الماطراتِ الذُّلِ..

يا مُتَهَرِّبَاً فى بيتِ أُبَّهةِ الرصيدِ المُنتهى.

وقلائدُ الفَانِينَ يغزوها التُّرابُ..

على جدارِ الذِّكرياتِ..

الآنَ شيبُكَ عيبةٌ.

وخُطاكَ مُجهضةُ الطُّموحِ..

ولا رصيدَ لديكَ..

يغفرُ زِلَّةَ الأيامِ..

يصنعُ فى هشيشِ القلبِ..

أحلاماً جميلةْ.

قَدِمَ الشتاءُ..

وتفرحُ الدُّنيا بأمطارِ السَّماءِ..

وأنت وحدُكَ خائفاً يهتزُّ عرشُكَ كلما الرَّعدُ ارتَعَدْ.

وتنفَّستْ ريحُ الشِّتاءِ..

تسللتْ عَبْرَ النَّوافذِ تُوقِظُكْ.

وأراك توشكُ أنْ تموتَ مِنْ الهَلَعْ.

فيكَ الخيالُ بكلِّ شىءٍ مُفزعٍ قد أفزعكْ.

قُلْ: أوهنُ الأبياتِ بيت العنكبوتِ فلا تغادرْ مضجعكْ

فى كلِّ يومٍ للعواصفِ قصَّةٌ..

فى كلِّ يومٍ أنتَ تخترعُ الصمودَ المُفتَعلْ.

ويخورُ بيتُكَ كلّ يومٍ..

فالخيالُ زلازلٌ..

والموتُ أوشكَ أنْ يفوزَ بمصرعِكْ.

فى كلِّ يومٍ مُوجعٌ قد أَوجَعَكْ

دعْ عنكَ أطلالَ الرصيدِ المنتهى.

دعْ كلَّ أطلالِ الجمالِ أنا هُنا

وحدى أحبُّكَ والمدى لى شاهد

وحدى أحبكَ والمشاعلُ فى يدى والليلُ يكشفُ عنكَ لا يتسترُ.

أنا لستُ يوسفَ فى زمانِ العاشقينَ

ولستَ أيُّوبَ البلاءِ ولنْ نفوزَ بمعجزةْ.

زمنُ النبوةِ قد تتابعَ وانتهى.

وانا وأنتَ معَ العناكبِ فى الخراب بلا غطاءٍ ضائعان.

ودمى يلوذ بمنقذى من عثرتى والريحُ تضربُ كلَّ شىء.

ماذا يفيدُ الشِّعرُ فى زمنِ.. الرصاصةِ والرصيدِ المنتهى؟

ماذا تفيدُ طقوسُ درويشٍ

تدثَّرَ بالمواجعِ وانزوى فى لُجَّةٍ من حزنهِ؟

وحدى رفيقك فى مَرَايا الوقتِ نبحثُ عن خروج.

بابُ المنافذِ موصدٌ.

وسفينةُ الأحلامِ يضربها الزمنْ.

وقوافلُ الصحراءِ ليستْ قادمةْ

فاخرجْ معى من عالم الأحلامِ كى نحيا على حلمٍ جديد.

أحلامُكَ الأولى انتهتْ اخرج معى.