رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دلالات مشاركة مصر فى قمة «بريكس»

محمد عثمان
قمة بريكس

تسعى الصين جاهدة إلى تثبيت مكانتها العالمية فى ظل صراع محتدم وسعى غربى لإقصائها. وفِى إطار سعيها لتوطيد علاقاتها مع الدول العربية وإفريقيا، فإنها تعتبر مصر حجر الزاوية، ولا تنسى لمصر أنها كانت من أوائل الدول العربية والإفريقية التى اعترفت بها.

وفِى هذا السياق، عقد لياو لى تشيانج سفير الصين بالقاهرة مؤتمرا صحفيا أمس بمقر السفارة، للحديث عن القمة الأخيرة لقمة «بريكس»، والتى شاركت فيها مصر بكلمة وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى عبر الفيديو كونفرانس.

وتناول السفير، أهمية هذه القمة، فى ضوء التطورات الدولية الراهنة، ودلالة مشاركة مصر فى القمة، خاصة أن تجمع «بريكس» الذى يضم فى عضويته كلا من الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، يعد من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم.

وقال السفير الصينى فى المؤتمر الصحفى إن حضور الرئيس السيسى القمة عبر «الفيديو كونفرانس» يضخ زخمًا جديدًا لتعزيز الانتعاش الاقتصادى العالمى ودفع التنمية والتعاون بين دول العالم، ويؤكد الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر إلى مستوى أعلى، وتقديم مساهمات إيجابية للحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية وتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة .

‎وأضاف أنه رغم التحديات، فقد حققت علاقات التعاون الاقتصادى بين البلدين نجاحاً كبيراً، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين ٢٠ مليار دولار، ووفرت مشروعات التعاون نحو ٤٠ ألف فرصة عمل.

وتعد مصر من الدول المهمة بالنسبة لتجمع «بريكس»، تقديرا لنفوذها الإقليمى، ومكانتها الدولية، بدليل أن مصر شاركت كضيف فى قمة بريكس التى استضافتها الصين عام 2017. وتعد دعوة الصين للرئيس السيسى للمشاركة فى جلسة الحوار رفيعة المستوى لقمة هذا العام تأكيداً على ما تملكه مصر من مقومات سياسية واقتصادية وتجارية رائدة على المستوى الإقليمى، بما يؤهلها لتعزيز علاقاتها مع هذا المحفل التنموى المهم, كما تعكس الدولة العلاقات الوطيدة بين القاهرة وبكين، بشكل خاص.

ومما زاد من أهمية المشاركة المصرية فى هذه القمة، أنها جاءت بعد أيام من الزيارة المهمة التى قام بها وانج دى مدير إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية للقاهرة، ضمن جولة فى المنطقة خلال الفترة من 4 إلى 17 يونيو الحالى، زار خلالها كلا من الإمارات والسعودية والكويت والجزائر وتركيا ومصر، وكان الهدف الرئيسى من هذه الزيارات، التواصل والتباحث مع مسئولى هذه الدول حول تطوير العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية المهمة فى سبيل الحفاظ على المصالح المشتركة، على ضوء التغيرات العميقة التى تشهدها الأوضاع الدولية والشرق أوسطية. 

وخلال لقائه عددا من الصحفيين بالقاهرة، جاءت تصريحات المسئول الصينى البارز لتوضح أسباب الزيارة، والجولة بأكملها، فى ظل الظروف الدولية الراهنة، فقال إن الصين عضو دائم فى مجلس الأمن الدولى وأكبر دولة نامية فى العالم، ومصر دولة عربية وإفريقية كبيرة واقتصاد ناشئ مهم، وفى ظل الظروف الراهنة، يبرز الطابع الإستراتيجى والشامل للعلاقات الصينية المصرية، التى أصبحت نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين وبين الدول العربية والإفريقية والدول النامية تحت قيادة الرئيسين عبد الفتاح السيسى وشى جين بينج.

وأضاف أن الصين أكبر شريك تجارى لمصر لمدة 8 سنوات متتالية، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 20 مليار دولار أمريكى فى عام 2021، بزيادة 37% عما كان عليه فى عام 2020.

وأشاد بالتقدم الذى تحرزه المشروعات المشتركة فى مصر مثل منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار المكهرب لمدينة العاشر من رمضان، مشيرا إلى أن منطقة قناة السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى وفرت أكثر من 40 ألف فرصة عمل للمصريين، كما تم إنجاز أول خط إنتاج مشترك للقاح ضد فيروس كورونا المستجد فى إفريقيا بالتعاون بين الصين ومصر.

وأوضح أن رئيسى البلدين أعربا أكثر من مرة عن الرغبة الشديدة فى تعميق التعاون المتبادل المنفعة، وأشار إلى أن الجانب الصينى على استعداد للعمل مع الجانب المصرى على تنفيذ التوافقات التى توصل إليها رئيسا البلدين بصورة جيدة وترسيخ الثقة المتبادلة على الصعيد السياسى وتعزيز المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية مصر 2030»، وتوسيع التعاون العملى وتكثيف التواصل والتعاون والتنسيق فى الشئون الدولية والإقليمية، والعمل معا على الدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية.

وقال  إن الصين كصديق مخلص لدول الشرق الأوسط، تتمسك دائما بـ«الدعمين»، أى دعم مساعى دول الشرق الأوسط لحل القضايا الأمنية فى المنطقة عبر التضامن والتعاون، ودعم جهود شعوب الشرق الأوسط لاستكشاف الطرق التنموية الخاصة بها بإرادتها المستقلة.

وخلال تصريحاته فى القاهرة أيضا، استشهد المسئول الصينى بالمثل الصينى الشائع الذى يقول: «لا يلمع الذهب إلا بعد غسل الرمال بأمواج عاتية»، فى إشارة إلى  التغيرات غير المسبوقة فى العالم منذ مائة سنة وجائحة القرن، كورونا، والتي  ازدادت خلالها العلاقات الصينية العربية نقاوة وصمودا ولمعانا كذهب خالص، مما شكل قدوة يحتذى بها للتضامن والتعاون بين الدول النامية، فأشار إلى وصول حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية إلى ما يقرب من 330 مليار دولار أمريكي فى عام 2021، بزيادة قدرها 37% عما كان عليه فى عام 2020، كما تبقى الصين أكبر شريك تجارى للدول العربية، فقد استوردت 264 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل نصف واردات الصين من النفط الخام، وحقق التعاون الصينى العربى فى بناء «الحزام والطريق» نتائج مثمرة.

وتطرق المسئول الصينى إلى قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان الجدلية، فقال إنها قيم مشتركة للبشرية جمعاء، وليست من براءات الاختراع الخاصة بفرادى الدول، وليست حقا حصريا للولايات المتحدة والدول الغربية، كما أكد أن حق البقاء وحق التنمية هما فى مقدمة حقوق الإنسان بالنسبة إلى الدول النامية، وأنه فى حالة غياب التنمية، لا مجال للحديث عن حقوق الإنسان، وستكون الديمقراطية بغض النظر عن نموذجها لا معنى لها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق