سلسلة من الزيارات الرسمية التاريخية قام بها رؤساء الولايات المتحدة للشرق الأوسط، واختلفت أهدافها نظرا لحدوث متغيرات عدة فرضتها الصراعات والملفات الساخنة، فى محاولة لاستعراض هيمنة وقوة الدور الأمريكى، حتى تحتفظ واشنطن بهيبتها ومكانتها عالميا.
على مدار التاريخ، زار ثمانية رؤساء أمريكيين الشرق الأوسط، هم فرانكلين روزفلت ودوايت أيزنهاور وريتشارد نيكسون وجيمى كارتر وجورج بوش الأب و بيل كلينتون و جورج بوش الابن وباراك أوباما و دونالد ترامب.
وكانت أولى الزيارات الرسمية من قبل الرئيس الأمريكى الـ32 فرانكلين روزفلت لمصر وإيران عام 1943 فى إطار توطيد العلاقات الدبلوماسية خلال الحرب العالمية الثانية. وفيما يتعلق بزيارات الرئيس دوايت أيزنهاور،أكد الكاتب الأمريكى بيترهان فى كتابه « تأمين الشرق الأوسط : مبدأ أيزنهاور لعام 1957» والذى نشر مقتطفات منه موقع»جيه ستور دوت كوم» أن زيارته لتركيا وإيران عام 1959 ، جاءت فى إطار ممارسة الولايات المتحدة نفوذها وتدخلها فى الشئون الدولية بحجة وقف انتشار الشيوعية ونشر الأمن والاستقرار فى المنطقة. وكان ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكى يزور المملكة العربية السعودية عام 1974 فى عهد الملك فيصل. وهو العام نفسه الذى زار فيه مصر وسوريا والأردن وإسرائيل و إيران لنشر عقيدته التى تحمل اسمه فى الخليج»عقيدة نيكسون» التى تركت آثارا كبيرة نتيجة إطلاق سباق التسلح والحروب فى المنطقة.

زيارة ترامب للسعودية
وذكر تحليل لمجلة «ريسبونسيبول ستيت كرافت»أن هدف زيارة نيكسون لإيران وقتها كان بغرض حماية المصالح الأمريكية فى الخليج فى وقت كانت قدرات الولايات المتحدة على إرسال قوات عسكرية للخارج مقيدة بسبب انشغالها بحرب فيتنام . وكان ذلك فى مقابل موافقة نيكسون للمرة الأولى على بيع مقاتلات «إف-14» و»إف-15» وقنابل بالليزر ـ الاسلحة الأكثر تطورا فى الترسانة الأمريكية وقتها- حيث كان ينظر الرئيس الأمريكى إلى إيران على أنها الشريك المثالى فى الخليج لمواجهة النفوذ السوفيتى المتزايد فى الدول المجاورة.
وتعليقا على زيارات الرئيس جيمى كارتر، فقد وصف معهد «بروكينجز» للأبحاث إدارة الرئيس الأسبق بأنها كانت واحدة من أكثر الإدارات أهمية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية فى الشرق الأوسط حيث لعب دور الوساطة لإقرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وكان جورج بوش الأب أكثر رؤساء أمريكا زيارة للسعودية نظرا لظروف غزو الكويت وحرب الخليج الثانية. بالإضافة لزيارته لمصر وتركيا تمهيدا لعقد مؤتمر مدريد للسلام ، مما عزز دور الولايات المتحدة كضامن لأمن الخليج وراعى جهود تحقيق السلام بين إسرائيل و العرب.
وفى سبيل الترويج لاتخاذ «خطوات جديدة» نحو السلام فى الشرق الأوسط، كانت مصر المحطة الأولى فى جولة بيل كلينتون بالمنطقة عام 1994.
وفى أوائل عهد الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما ، كان تجديد صورة أمريكا الممزقة أمام العالم الإسلامى، أحد الأهداف الرئيسية من زيارته للشرق الأوسط، فى حين كانت زياراته خلال فترة ولايته الثانية بغرض استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية. وبعد صعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى مقعد الرئاسة ، شهدت العلاقات بين دول الشرق الأوسط وعلى الأخص السعودية وأمريكا تقاربًا كبيرا، حتى إن المملكة كانت محطته الأولى فى جولته بعد إعلانه رئيسًا، ومن ثم عُقدت «القمة الأمريكية-العربية والإسلامية» فى الرياض لبحث مكافحة الإرهاب، وعقد اتفاقيات تجارية تجاوزت قيمتها 300 مليار دولار.
رابط دائم: