رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مثلث التنشئة

تعليقا على الرسالة التى نشرها «بريد الأهرام» تحت عنوان «السلوكيات الطائشة والوعى المطلوب» عن سلوكيات بعض الصبية المراهقين، والتى تزداد شراسة فى المناسبات المختلفة والأعياد مثل تسلق الأسوار والتماثيل وإلقاء الحجارة على المارة وعلى وسائل المواصلات وخاصة القطارات والتى قد تتسبب فى إصابات ضارة سواء فى الجماد أو الإنسان بالإضافة إلى الألفاظ الخارجة التى تخترق آذاننا فى الشوارع وفى الأماكن العامة، وتدهور العلاقة بين الطالب والأستاذ فى المدارس واعتداء الأبناء على الوالدين، وذلك على سبيل الأمثلة لا الحصر.

وقد يستدعى الأمر النظر فى الأسباب التى أدت إلى ذلك وظهورها بهذا الشكل الذى يقلق كل من يحب هذا البلد ويحافظ عليه، وهى كالتالى:

أولا: التقصير فى التربية وفى التنشئة مع الأسرة وخصوصا مع خروج الأم للعمل وانشغال الأب بالأعباء المادية للأسرة والتركيز على أن الكفاية المادية هى فى المقام الأول، وغياب رب الأسرة فى فترات متباعدة خارج البلاد لتغطية مصاريف الأسرة ومتطلباتها المادية.

ثانيا: غياب القدوة الحسنة فى المدارس وغياب المربى الفاضل والأستاذ الوالد خاصة مع انتشار الدروس الخصوصية وتدنى العلاقة بين الطالب والأستاذ، حيث طغت المادة على ذلك الأمر، والنظر إلى الطلاب كأنهم المصدر الرئيسى للدخل لهذا الأستاذ.

ثالثا: كثرة مشاهد العنف فى اعلانات المسلسلات والأفلام مع ملاحظة أن أفراد الأسرة بمن فيهم الأطفال يقضون وقتا ليس قصيرا أمام التلفاز، ونعلم أن الطفل دون أن ندرى يهتم بهذه المشاهدات وتكمن فى عقله الباطن بل وربما يحاول أن يمثلها مع أقرانه إذا أتيحت له الفرصة.. ومن العجيب أنه تم التنويه عن ذلك مرات عديدة ولكن دون رادع.

رابعا: إن الأطفال ابتداء من الفئة العمرية ثلاث سنوات فما أكثر يركزون تماما على الهاتف ومشاهدة الألعاب المختلفة من كرتون وخلافه وقد لوحظ أن كثيراً من الحلقات يحتوى على مشاهد عنف وضرب، ولا شك أن الطفل فى هذه السن لا يستطيع أن يفرق بين الهدف والمتعة وما بين التسلية والتعليم.

فلنبدأ من الآن قبل الغد بالتنشئة السليمة والقدوة الحسنة وأن يكون مثلث التنشئة قادرا على خلق جيل من الشباب ذى أخلاق حميدة ورفيعة، وهذا المثلث هو الأسرة والمدرسة والمجتمع الذى يعيش فيه.

وبناء أسرة طيبة هو نواة لبناء مجتمع راقى الأخلاق لتنهض مصرنا الحبيبة بشبابها الواعى الصالح كما كانت دائما.

د. محمد عبد الحليم رمضان

أستاذ بصيدلة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق