رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الحوار وثقافة الاختلاف

بريد;

ما أحوجنا إلى الحوار بلغة سامية.. حوار يفتحنا على أنفسنا، ويفتح أنفسنا على المعنى العميق للوجود .. حوار تتصارع فيه الأفكار بلا تجاوز، وتختلف الآراء بلا اتهامات .

تأمل ما قاله الفيلسوف الشعبى مجسدا هذه القيمة: «خذ وادِّى تكسب وِدِّى».. إن هذا المثل يبين أهمية وقيمة الحوار ونتائجه الطيبة من كسب ود المحاور .

إن الحوار ضرورة من ضرورات الحياة للبشر.. يجب أن نتعلم كيف نطرح مشاكلنا، كيف نتحاور مع بعضنا البعض دون أن نتقاتل، كيف نكشف كل أخطائنا دون تجريح أو إثارة، كيف نحترم آراء ومعتقدات بعضنا البعض .

لقد وضع الفيلسوف الشعبى معايير وشروطا للحوار الديمقراطى الحر ..تأمل الأمثال الشعبية التالية:

ـ (الكَلام أخذ وَعطَا) وفى رواية أخرى: أى يناقش بهدوء يصل إلى الإقناع أو الاقتناع.

ـ "طولة البَال تهد جبال" يبرز هذا المثل إحدى صفات المحاور فى أن يكون صبورا على من يحاوره، فيستمع من غير مقاطعة، فمن يجيد الاستماع يجيد الحوار.

ـ «خير الكلام مَا قلَّ وَدل».. يتناول هذا المثل صفة من أهم صفات الحوار وهى أن يكون الكلام موجزا دقيقا، وأن يصيب صميم الموضوع، عملا بالقول المأثور«أجزت فأسهبت».

ـ «الملافظ سعد».. إن الكلمة الطيبة من العوامل الرئيسية فى نجاح الحوار.. وفى هذا يقول الله تعالى : (ألم تَر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة..) سورة إبراهيم، ويكفينا فى مجال الكلمة الطيبة وبيان فضلها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الكلمة الطيبة صدقة».

«- فى الصَرَاحة رَاحة ..» يؤكد هذا المثل أن المطلوب هو الحوار بموضوعية وصراحة إعمالا لقاعدة: الجهر بالحقائق بعيدا عن النفاق ورفضا للتسطيح أو الخداع ..وتجسيدا للأقوال المأثورة التالية:

ـ «لا خير فيكم إن لَم تَقولوها.. ولا خَير فينَا إن لَم نَسمَعْها».. هذه المقولة من أبلغ ما قيل تقديرا للرأى الآخر، جاءت على لسان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) لأحد ناصحيه ومعارضيه .

ـ «إنَّ رَأيى صَوَاب يَحتَمل الخطأ ..ورأى غيرى خَطَأ يحتمل الصَوَاب» .. مقولة مأثورة للإمام الشافعى تضع لنا قاعدة رفيعة للحوار الموضوعى القائم على التجرد والعقل والبعد عن الغرض والهوى .

ـ «ما ناظرت أحدا إلا ودَعوت الله أن يَجرى الَحق على لسَانه».. مقولة مأثورة للإمام الشافعى تؤكد مدى الحيدة والإخلاص فى البحث عن الحق والحقيقة .

ـ «الاختلاف فى الرَأى لا يفسد للود قضية».. (مثل عربى متداول) وهكذا يبدو واضحا أن الحوار الجاد الموضوعى لابد أن تحكمه النيات الحسنة والغايات المخلصة .

د. محمد سعيد زيدان

أستاذ المناهج وطرق تدريس الفلسفة بتربية حلوان

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق