رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

منتدى أسوان فى نسخته الثالثة..
أجندة مصرية إفريقية بشراكة عالمية

«منتدى شاب، بأجندة وطنية مصرية وإفريقية، وبشراكة عالمية».. هذا هو الوصف الأنسب والأمثل لمنتدى أسوان، الذى يستعد لانطلاق نسخته الثالثة غدا ـ الثلاثاء ـ وسط مشاركة محلية وإفريقية وعالمية مميزة، وبنظام «هجين» يجمع على مدى يومين بين الاجتماعات الواقعية على أرض القاهرة، والاجتماعات «الافتراضية» التى تجرى عبر الفضاء الإلكترونى.

هذا الوصف ورد على لسان السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، وكذلك السفير أحمد نهاد عبد اللطيف مدير مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والذى يتولى مهام السكرتارية التنفيذية لمنتدى أسوان، وذلك عندما تحدثا للصحفيين عن أبرز ملامح منتدى هذا العام، والذى يعقد فى ظل ظروف دولية خاصة وصعبة غير مسبوقة.

وكانت مصر قد بادرت بإطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين خلال عام رئاستها الاتحاد الإفريقى فى ٢٠١٩، وفى إطار ريادتها لملف إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات بالقارة، وتم تنظيم نسختين حتى الآن من المنتدى، الذى أصبح منصة رفيعة المستوى لرواد الدول والحكومات وقادة المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، لتبادل الرؤى والأفكار حول التحديات التى تواجه القارة الإفريقية.

أما النسخة الثالثة، فتقام تحت عنوان دسم للغاية هو: «إفريقيا فى عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخي: مسارات لقارة سلمية، قادرة على الصمود ومستدامة».

ويأتى انعقاد النسخة الجديدة فى إطار حرص مصر على الدفع بأجندة العمل الإفريقى خلال المرحلة الدقيقة التى تشهدها العلاقات الدولية، حيث ستتطرق المناقشات إلى عدد من الأولويات المهمة للقارة الإفريقية، مثل دعم التعاون من أجل مكافحة الإرهاب، وتجاوز تداعيات جائحة كورونا، وتحقيق الأمن الغذائى، والدفع بجهود إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات.

ويتفق السفيران حمدى لوزا وأحمد عبد اللطيف فى أن نسخة المنتدى هذا العام تكتسب مكانة خاصة لكونها محطة مهمة على صعيد الإعداد للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27، الذى تستضيفه مصر فى نوفمبر القادم، حيث ستسلط الضوء على تداعيات تغير المناخ على جهود تحقيق السلم والتنمية فى إفريقيا، وذلك استنادا إلى دور مصر الرائد فى تعزيز التعاون الدولى والإفريقى فى مجال السلم والأمن من ناحية، وفى مجال تغير المناخ من ناحية أخرى. وكانت عملية الإعداد للنسخة الثالثة قد بدأت بالفعل من خلال عدد من ورش العمل التى نتج عنها عدة توصيات محددة تم تقديمها إلى المنتدى.

وعلى الرغم من كون المنتدى يقام بمبادرة مصرية وبأجندة وطنية وإفريقية خالصة، فإنه يشهد أيضا شراكة ومشاركة دولية واسعة من شركاء دوليين، مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولى، والمنظمة الدولية للهجرة، والسويد، واليابان، وموقع «تويتر» للتواصل الاجتماعى، وغير ذلك.

وستشهد الجلسة الافتتاحية للمنتدى غدا ـ الثلاثاء ـ كلمات موجهة بهذه المناسبة من كبار قادة العالم، وسيكون من بينهم أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والرئاسة السنغالية للاتحاد الإفريقى، وموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، علما بأن 17 رئيس دولة على الأقل كانوا قد وجهوا رسائل وكلمات إلى النسخة الثانية التى شهدت حضور 900 مشارك من 50 دولة على الأقل.

ويقول السفير أحمد عبداللطيف إن نتائج المنتدى عادة ما تكون فى صورة رسائل تتم متابعتها على مدى العام، والتأكد من تنفيذها، وتقييم التنفيذ لاستخلاص الدروس.

ويحذر من أن المنتدى يناقش قضايا ملحة ومتشابكة، مثل قضية الأمن الغذائى، فى ظل ما هو معروف من أن 1.5 مليار دولار هى فاتورة مواجهة أزمة الغذاء الراهنة فى القارة، ومثل قضية التغير المناخى فى ضوء أن 85 مليون مواطن إفريقى سينزحون من القارة بحلول عام 2050 بسبب التغيرات المناخية، وتأثيراتها على السلم والتنمية، موضحا أن إفريقيا هى أكثر قارة فى العالم متأثرة بتغير المناخ، على صعيد الغذاء والماء والاقتصاد، رغم أنها لا تتسبب إلا فى 4% فقط من الانبعاثات الضارة بالبيئة.

ويوضح السفير حمدى لوزا أن منتدى أسوان يمثل محطة مهمة قبل قمة المناخ، ولكنه ليس مؤتمرا تمهيديا للقمة، فالمنتدى له ذاتية خاصة، ويتعامل مع التحديات القارية كلها، ولا يناقش قضية بعينها، ولن يقترح حلولا فنية مثلا لقضية المناخ، لأنها قضية معقدة للغاية، والأمر نفسه ينطبق على قضية السد الإثيوبى، حيث إن المنتدى لا يتناول قضايا خاصة بين الدول، أو قضايا خلافية أو مطروحة للبحث فى المنظمات القارية والدولية، ولكن تتم مناقشة القضية فى إطار مناقشات المنتدى حول الأمن المائى.

ويكشف أيضا عن أنه ستكون هناك مناقشات واسعة بين الشباب من مصر والقارة الإفريقية والعالم حول مختلف القضايا، وستكون هناك أيضا قضايا متميزة مثل قضية أمن البحر الأحمر، التى ستخصص لها جلسة بمفردها، وستكون هناك مشاركة من المملكة العربية السعودية فى هذه الجلسة، تأكيدا على أهمية هذا الموضوع وجدية المنتدى.

كما ستكون هناك دراسة جديدة هذا العام لحالة مواجهة الإرهاب فى إفريقيا، فى ضوء دراسة الموقف فى دولة مثل نيجيريا.

كما ستكون هناك مناقشات حول قضية بناء المؤسسات، باعتبارها من أهم القضايا لدى دول القارة، خاصة أن مصر لديها تجربة مهمة ورائدة على مستوى إفريقيا بأكملها، وتعالج كثيرا من التحديات التى تواجهها دول القارة.

ويوضح أن المنتدى ليس محفلا رسميا، ولكن لديه القدرة على التفاعل مع الشركاء والمنظمات بشكل جيد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق