رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المقترح الصينى من أجل حماية الأمن والسلام العالميين

لم ينقشع ضباب الوباء من سماء البشرية منذ 3 سنوات، بينما مثلت أزمة أوكرانيا مصدر تصعيد جديد فى الساحة الدولية. وظهرت العديد من التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية الواحدة تلو الأخرى، وتعززت عقلية الحرب الباردة. وبات السلام والتنمية يواجهان تحديات قاسية، فيما يشهد عدد هائل من البلدان النامية مخاطر أمنية أساسية مثل ارتفاع أسعار النفط ومخاطر التضخم وأزمات الغذاء. وتواجه الحقوق الأساسية للشعوب والتنمية الاقتصادية معوقات هيكلية.

وبصفتها دولة كبرى مسؤولة، تضطلع الصين بدور نشط فى السلام والأمن العالميين. وفى 21 أبريل من العام الحالى، ألقى الرئيس الصينى شى جين بينغ كلمة فى حفل افتتاح المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الآسيوى 2022، اقترح فيها لأول مرة مبادرة الأمن العالمى. حيث تجيب هذه المبادرة الرئيسية بوضوح على سؤال العصر حول «أى مفهوم أمنى يحتاج العالم، وكيف تحقق مختلف الدول الأمن المشترك»، مما مثل مقترحا صينيا من أجل مجابهة التحديات الأمنية الدولية.

البشرية هى جسد أمنى لا يتجزأ، وعلى جميع الدول أن تسير على نفس الطريق المؤدى للأمن المشترك والمفيد لجميع الأطراف. إذ لا يمكن لبلد أن يحقق أمنه دون التفكير فى أمن الآخرين، ولا يمكن أن يقوم أمنه على تقويض أمن الدول الأخرى. ولذلك فإن مبادرة الأمن العالمى، تمثل طرحا مليئا بالدلالات، بفضل تأكيدها على احترام وضمان أمن جميع الدول، وتنسيق الحفاظ على الأمن فى المجالات التقليدية وغير التقليدية، وتعزيز أمن الدول والمنطقة من خلال الحوار والتعاون، والتركيز على المساواة فى التنمية والأمن من أجل تحقيق الأمن الدائم.

وتلتزم الصين بمراعاة أسس التنمية السلمية والتعاون المربح للجانبين. حيث تعد الصين ثانى أكبر مساهم فى حفظ السلام فى الأمم المتحدة وأكبر مساهم بقوات حفظ السلام بين الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن. وفيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، تتمسك الصين بموقف موضوعى وعادل، حيث تعمل جاهدة على دفع السلام من خلال المحادثات والإجراءات العملية. كما بذلت الصين ما فى وسعها من أجل سد «فجوة التحصين» وضمان توافر اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها فى البلدان النامية. وحتى الآن قدمت لقاحات لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية، وأكثر من 2.1 مليار جرعة لقاح، وستستمر فى تقديم 600 مليون جرعة لإفريقيا.

للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، على الدول المعنية أن تتخلّى عن عقلية الحرب الباردة، التى باتت اليوم خارج الزمن. حيث تعود العديد من القضايا الأمنية فى عالم اليوم إلى سياسات الهيمنة التى تتبعها بعض الدول. بينما تؤكد مبادرة الأمن العالمى على احترام سيادة وسلامة أراضى جميع الدول، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، واحترام مسار التنمية والنظام الاجتماعى الذى تختاره مختلف الشعوب لأنفسها. والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتخلى عن ممارسات الحرب الباردة، ومعارضة الأحادية، وعدم الانخراط فى سياسة التكتّلات والمواجهة بين المعسكرات. وإيلاء المخاوف الأمنية لمختلف البلدان الاهتمام الكافى، والتمسك بمبدأ عدم تجزئة الأمن، وبناء توازن أمنى فعال ومستدام. ومعارضة تأسيس الأمن المحلى على حساب هدم الاستقرار الأمنى فى الدول الأخرى. حيث تؤكد مبادرة الأمن العالمى، على أن الأمن عالمى ومنصف وشامل، ويجب أن يُبنى على أساس الاحترام المتبادل بين البلدان والامتثال المتبادل للنظام الدولى القائم على الأمم المتحدة والقانون الدولى.

ومن أجل هذا كلّه، ستعمل الصين مع جميع القوى التقدمية فى العالم لتعزيز تنفيذ مبادرة الأمن العالمى، وستساهم بحكمتها وقوتها فى تعزيز الحلول السياسية لمختلف القضايا الدولية والإقليمية الساخنة والحفاظ على السلام والاستقرار فى العالم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق