رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صفر كوفيد‫..‬ ودرس شنغهاى

‎ شريف سمير
صينيون ينقلون إمدادات الطعام لسكان شنجهاى وقت العزل الطبى

منذ عامين، انطلقت إستراتيجية الصين لاحتواء انتشار فيروس كورونا، وعلى نقيض معسكر الغرب الذى عانى الشلل جراء الوباء فى عام ٢٠٢٠، استعادت بكين حياة شبه طبيعية منذ ربيع نفس العام الحزين، وصفق العالم لقيادة الرئيس الصينى شى جين بينج الحكيمة وتفوقها على الديمقراطيات الليبرالية. وتنفست سياسة «شى» الصعداء بعد شهور من الحظر والعزلة الجبرية، إلا أن تحورات الفيروس النشيطة ضربت الجهاز العصبى المركزى مجددا، وأزعج «أوميكرون» المجتمع الصينى بمزيد من الإصابات والوفيات لترتعد فلسفة «صفر كوفيد»من هذا الإعصار المباغت.

وتصدرت المشهد مدينة شنغهاى التى استيقظت بسكانها (٢٥ مليون نسمة) على مئات الحالات فى مارس الماضى، لتجد شوارعها ومتاجرها تحت حصار «الإغلاق الشامل» على مدار شهرين. وباجتياح «أوميكرون» ما يقرب من ١٢ مقاطعة، فقد الحديث عن «صفر كوفيد» معناه ومفعوله السحرى فى الخطاب السياسى، وتركزت الإجراءات حول كيفية عزل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس فى مراكز مخصصة أو بالمستشفيات وفرض إغلاق مشدد فى شنغهاى أكبر مدن البلاد، تزامنا مع خروج الأوضاع عن السيطرة عند حدود الصين الجنوبية مع هونج كونج، حيث تكتظ المستشفيات بالمرضى، وبروز ظاهرة الإقبال السكانى الضخم على المحلات والمتاجر تحسبا لإغلاق جديد.


طفل صينى يجرى اختبار فيروس كورونا - أرشيفية

وسارعت العاصمة بكين لإنقاذ الموقف وتعلم «درس شنغهاى»، فأمرت السلطات الحكومية بتشديد إجراءات مكافحة كورونا من خلال فرض الاختبارات للكشف عن الفيروس، والحد من دخول الأماكن العامة واعتبارا من ٥ مايو الماضى، أصبح تقديم شهادة «اختبار سلبى» إلزامية لدخول الكثير من المرافق والمنشآت، واستخدام وسائل النقل العام. وفى ظل الموجة الجديدة، عاد ملايين الصينيين مجبرين إلى منازلهم ومدنهم.

وسبقت «أحداث شنغهاى» حالة من الجدل بين النخبة المثقفة والقيادة العليا حول فوائد وثمار سياسة «صفر كوفيد»، لاسيما وأن الاقتصاد الصينى تأثر بقيود السفر والاستهلاك والعمل، ناهيك عن اضطراب سلاسل التوريد. وأقرت الدولة بـ «أسوأ أداء اقتصادى» لها منذ عامين مع انخفاض الاستهلاك إلى أدنى مستوياته.

ويتشبث الرئيس «شى» بإستراتيجية «صفر كوفيد» والرهان على بنودها وعناصرها فى القضاء نهائيا على موجات كورونا المتلاحقة، واستغلالها «ورقة انتخابية» يغازل بها الناخب الصينى.

وبغض النظر عن الجدل المثار حول سياسة «صفر كوفيد» الصينية، إلا أنها كانت حاسمة فى التصدى للموجات العنيفة من الجائحة التى ضربت البلاد بشراسة، فهل ينجح التنين فى التعافى الكامل من كورونا وتبعاتها الاقتصادية والصحية العنيفة؟

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق