رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تايوان وأوكرانيا ليستا وجهين لعملة واحدة

‎ نهى محمد مجاهد
الحرب الأوكرانية

«هل فتحت الحرب الأوكرانية شهية الصين لضم تايوان؟» سؤال طرحته وسائل الإعلام الغربية بعد أن أثارت العمليات العسكرية الروسية بأوكرانيا مخاوف من تكرار هذا السيناريو فى تايوان التى تتمتع بالحكم الذاتى، والتى تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها يجب إعادة توحيدها مع البر الرئيسي فى مرحلة ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

وساهم دعم بكين لموسكو، بالاضافة إلى عدم توافق واشنطن وبكين حول عدة ملفات، بدءا من سيادة تايوان، وحتى نشاط بكين العسكرى فى بحر الصين الجنوبى فى تأجيج مخاوف السعى لضم تايوان. وجاءت أحدث التحذيرات التى رددتها بكين فى أكبر تجمع أمنى فى آسيا المعروف بحوار»شنجريلا» والذى توعدت فيه بالقتال بأى ثمن وحتى النهاية ضد أى محاولة لإعلان فصل تايوان.

ورغم تأكيد الصين على أنه من الصعب المقارنة بين وضع تايوان وأوكرانيا، ورغم وصفها لأى مواجهات بأنها حرب أهلية مرفوضة، إلا أنها توعدت على لسان وى فنج وزير الدفاع الصينى بسحق أى محاولة للسعى إلى استقلال تايوان، كما حثت الولايات المتحدة بالكف عن تشويه سمعتها وتهديدها، متهمة إياها بمحاولة اختطاف الدعم فى دول المنطقة لتقليبهم ضدها.

وبينما استبعد خبراء ومحللون تكرار السيناريو الأوكرانى فى تايوان بسبب العقوبات السياسية والاقتصادية الكارثية التى واجهتها روسيا، تتصاعد مخاوف الغرب من أن تشكل بكين وموسكو معاً محوراً واحدا، مثيرين شكوكا بأنهما بدأتا تعملان بتوافق مع بعضهما البعض، الأمر الذى سيزيد من احتمال التدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.  

ففى الوقت الذى استنتجت فيه تحليلات بأن تايوان وأوكرانيا تواجهان مآزق استراتيجية متشابهة، استبعدت أخرى بالمنطق هذه النظرية. ومثلما وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين استعادة «الوحدة التاريخية» بين روسيا وأوكرانيا كنوع من «المهمة الروحية»، يعتقد الرئيس الصينى شى جين بينج أن إعادة توحيد بر الصين الرئيسى يمكن أن يساعد على ترسيخ مكانته فى التاريخ، مسلطاً الضوء على روابط الدم ومجادلاً بأن الصين وتايوان تنتسبان إلى عائلة واحدة.  

فى حين، رصد تقرير لمعهد الولايات المتحدة للسلام على موقعه الإلكترونى مقارنة طويلة بين أوكرانيا وتايوان، قائلا إن الرئيس الصينى ألقى خطابات تصور الصين على أنها قوى أكثر مسئولية وأقل تدخلًا. كما بذل جهودا دولية رفيعة المستوى لإثبات أن الصين قوة عظمى بناءة، مطلقا جهودًا طموحة مثل مبادرة الحزام والطريق والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية.

وأوضح المعهد الأمريكى أنه على الرغم من أن الصين كانت نشطة وحازمة خارج حدودها فى السنوات الأخيرة بالهند وفيتنام والفلبين ، فإنها تجنبت الخوض فى معارك واسعة النطاق، وكانت أكبر عمليات نشر الصين للقوات فى الخارج فى حقبة ما بعد الحرب الباردة فى مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق