رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

داود عبدالسيد: مازلت أبحث عن «أرض الأحلام»

دينا توفيق
داود عبدالسيد

  • فاتن حمامة غضبت فى أثناء عملنا معًا وكان معها حق
  • جمهور أفلامى لم يعد قادرا على دفع ثمن تذكرة السينما
  • لا أكتب غير سيناريوهات أفلامى!
  • أنا الآن مجرد وردة  فى عروة الجاكيتة
  • كان لابد أن نعترف بعجزنا لنتخطى الهزيمة ونهزم العجز!

 




ثمانية أفلام فحسب لكنها صنفت التاريخ، وحفرت الاسم، اسم داود عبدالسيد صاحب الافكار والقيم.. الاحلام والرؤى، الاستاذ صاحب المدرسة والاسلوب الذى رسخه على مهل.. فيلم واحد يكفى ليجعلك لاتنسى الاسم الكبير.. المخرج المفكر.. صانع الافلام التى تثير العقل.. تنيره، ولاتحرمك الفرجة والدهشة فى الوقت ذاته، صاحب «الصعاليك» و«الكيت كات» و«أرض الاحلام» التى تحولت لاحقا إلى أرض الخوف. عقب فوزه بجائزة النيل التى نالها عن جدارة واستحقاق كان هذا الحوار حول الفن.. والفنان.. السينما والجمهور.. وحكايات أفلامه التى لا تنتهى.

.............................




فى البدء قلت له إن فوزه بجائزة النيل هو اعتراف رسمى بأهمية سينما داود عبدالسيد المتفردة حيث لا يمكن اعتبار الجائزة مجرد تكريم لتاريخه.. بل ان معناها أكبر بكثير فهو يستحق أن تتعلم على يديه أجيال قادمة.. وعندما سألته عن احساسه بالجائزة.

اجابنى: انا لست مهموما بانتاج فيلم: وان كنت سعيدا بالجائزة، فليس مهما أن أصنع فيلما او فيلمين، لان هناك أجيالا من شباب يريدون التعبير عن اهتماماتهم وانحيازاتهم.. هذا ما يجب أن نتحدث عنه وليس داود منفردا وبشخصه!

قاطعته متسائلة أليس لديك اشتياق او حنين؟!

فأجابنى: طبعا لدى؛ عندما يكون هناك إمكانية، لأننى فى النهاية كان من الممكن ان اصنع فيلما بتبرعات المحبين والاصدقاء.. ولكن ذلك لن يحدث شيئا كبيرا، الاهم أجيال السينمائيين الشبان والشابات ممن لديهم هموم تخص حياتنا وما يمر به المجتمع الان؛ لأنهم يرون ما لا أراه.

ثم اعقب: «انا وردة فى عروة الجاكيت».

ضحكت معلقة ومتعجبة:انت وردة فى عروة الجاكيت بهذه البساطة؟

ضحك قائلا: «بس يبقى فيه جاكيت وبدلة وقميص وربطة عنق» ثم واصل: اى جسم اجتماعى كامل من البشر يعبرون عن نفسهم عن طريق السينما الحقيقية وليس السينما الحالية حيث توجد مهازل.

اعطنى أمثلة لشباب تعرف انهم عاجزون عن انجاز مشروعاتهم السينمائية؟

المخرجة هالة خليل على سبيل المثال كتبت سيناريو وقدمته للرقابة لكنها لم ترد عليها حتى الآن المشكلة انه لا يحدث اى حوار مع الرقابة وممكن السيناريو يظل معلقا فلا موافقة او رفض لمدة طويلة والرفض يكون على أشياء لا تسبب مشاكل من الاصل!

ما هو رأيك فى وجود رقابة حتى اللحظة التى نتحدث فيها؟

من المفترض عدم وجود ما يسمى رقابة على السينما فى هذا العالم المفتوح حيث الإنترنت واى حاجة وكل حاجة، حيث عالم يتغاضى عن الموانع المذهبية والدينية.. فلا يصلح انك تحد السينما وتخنقها. وهنا يبتسم مسترسلا: «ما نتفرج اذا على الأفلام التجارية الأمريكية فعلى الأقل فيها نجمك ونجمتك المفضلان! ثم افاض: السينما الحقيقية حاجة تانية لابد من مجال حر للفن.. وليست هى وحدها بل الأدب والمسرح أيضا.. واضرب لك مثالا بالفن التشكيلى فهل يرسم الطلاب جسدا عاريا كما كانت ترسم الأجيال السابقة». اننى اعتبر ذلك احتقارا للجمهور، اذن ما أراه أنه لا يصلح أن أصنع فيلمين فى حين المناخ العام ليس جيدا و نأمل أن يتغير قريبا.


داود عبدالسيد فى أثناء حواره مع المحررة


جعلت البصيرة بديلا للبصر فى الكيت كات؟

غير صحيح بالمرة.. عندما نقول ان الشيخ حسنى يرى بالبصيرة فهذا تحايل بمعنى انها حاسة متوقفة أى أنه لا يرى.. إنما البصيرة فهى رؤية مستقبلية فى الحياة، والبصر مختلف.. الخلط هنا خطأ. لانه لابد وان نعترف بعجزنا.. العجز يخيفنى.. ونحن لا نفعل ما نعجز عنه.

الفن السياسى له مذاق آخر عندك ولكنك لا تتحدث عنه فى افلامك بشكل مباشر.

اجابنى بوضوح: انا لا احب الشعبوية بمعنى تسخين الناس بالصراخ والصخب.. احب ان أقدم موضوعا انسانيا به عمق ما، بمعنى ما هى همومنا كبشر؟

بمعنى ان اى فن يوجد به وجهة نظر سياسية وهموم حياتية، فالحب هم والموت هم والحياة المريحة هم.. حياتنا هى همومنا واحلامنا.

اعرف انك تعترض على منع أغانى المهرجانات؟

اكيد، الفن حرية، فلماذا تمنع، ما تترك الناس تغنى وتقدم كل الأذواق لنرى ايها سيتم التفاعل معه.. فهناك ما هو جماهيرى فى الاغانى وينتهى، واخرى يكون الجمهور يرغب فيها وذلك شىء طبيعى فى المجتمعات.

انت اعتدت ان تكتب سيناريوهات افلامك وتحرص على ذلك وعندما تنازلت عن ذلك فى فيلم أرض الأحلام لم تعجب النتيجة السيدة فاتن حمامة.. ماذا حدث لتغضب سيدة الشاشة وحدث قرار ضمنها لم تتكلما فيه وهو انكما لن تعملا معا ثانية؟

لم تكن الأمور كذلك، السيدة فاتن كانت بالنسبة لى وستظل علامة فى تاريخ السينما المصرية، فحين اعمل معها فذلك شرف كبير لى ولكن بالنسبة لها هى عملت مع اهم المخرجين.. وانا تفهمت اسباب استيائها من البداية، لأنها كانت لديها شروط لن أتمكن من تنفيذها، وهى سيدة تعرف قيمتها ومحافظة جدا وتعتز بتاريخها، وقد غضبت من الظروف الإنتاجية والضغوط من ساعات التصوير وتقليل التكلفة وانا غير مسئول عن ذلك ولو ترك الأمر لى لبنيت لها ديكورا خصيصا وليس إيجار شقة كموقع.. للتصوير. الأمر كان أشياء اغضبتها وكان لها حق بمقامها وتاريخها.


ارض الاحلام - الكيت كات


وأيضا هناك مشهد اتعبها تحت المطر، وهى لم تتعود على العمل بطريقة مختلفة، ورغم أنه لم يحقق إيرادات على حد علمى الا انه كان علامة سينمائية بارزة..

اجابنى: اننى أرى أنه يعد اهم فيلم قدمته فى أواخر أعمالها او مراحلها الأخيرة حيث كنت اقوم باخراجها من شخصية ابلة حكمت. كان أول مشهد وهى تضع المكياج والباروكة وتلبس الشخصية المعاكسة للشخصية التى اعتدنا رؤيتها من خلالها مؤخرا.. وتصبح فاتن حمامة هى الست نرجس. ثم كان الاتفاق على تحقيق توازن بين نوعين من السينما، سينما النجم وسينما المخرج.

أريد أن تلخص لى أزمة السينما كصناعة فى مصر؟ هل هى المنتج؟ وما الذى ازعجك فعليا لسنوات طويلة؟

اولا لا توجد صالات عرض، ففى العالم كله، تقدم الافلام للطبقة الوسطى فى المدن، تلك الافلام تلامس بعض همومهم واهتماماتهم.. فحين تقيمين دور سينما هائلة فى المولات والتذكرة لا تقل عن 100 جنيه إذن جمهور الطبقة الوسطى وشرائحه الدنيا والأعلى والأعلى لن يكونوا رواد تلك السينمات وفى هذه الحالة لايجدون أنفسهم واهتماماتهم بها.. اما افلامى فاقدمها لهؤلاء وهم غير موجودين الآن ولا يرتادون تلك القاعات السينمائية، إذن هى ليست قضية منتج بالمعنى.. والسينما المصرية لها باع كبير فى تلك النوعية من الافلام التى لم تعد موجودة!

قلت له: انت ايضا توجهت بافلامك نحو الأجواء الشعبية..

اجابنى: لكنها تظل على هامش الطبقة الوسطى وعلى هامش السينما التجارية الموجهة للطبقة الوسطى وجمهورى من مثقفين وشباب وهم الغالبية، حيث يجدون السينما التى اقدمها بها افكار مختلفة.. وهؤلاء الرواد ليسوا موجودين للأسف فى ظل المناخ السائد. واسألى نفسك، يبقى ليه منتج ينتج طالما لن يكسب.

هل انت تلتمس لهم العذر؟

اجابنى متجهما: انا اتكلم عن الواقع، لكن انه يكون واقعا لا يعفى الدولة من القيام بواجبها. وتلك بالضبط هى المشكلة، أن الدولة «لازم تعمل حسابها انها تدعم وأؤكد أن الدعم ده ليس مكلفا».. حيث ان تكلفة فيلم واحد مما يقدم أو تكلفة مسلسل واحد من الممكن ان تدعم السينما فى مصر لمدة خمس سنوات.

ما هو رأيك فى الجدل الدائر حول الجائزة وتقسيمها؟ وأيضا غضب البعض لأنهم لم ينالوها؟

اجابنى: انتبهت إلى هذا الموضوع فالجوائز الكبرى مثل نوبل تمنحها لفروع محدودة هى الفيزياء والكيمياء والطب والادب والسلام والاقتصاد ولكنها قد تمنحها لأكثر من فائز واحد لا يتم تقسيمها وليست لإرضاء الفائز انما لترى الفارق الذى حققته الشخصية فى المجال.

نال نجيب محفوظ جائزة نوبل لأنه حقق إنجازها واستطاع «عمل فارق» فى الرواية انما هناك عشرات الروائيين «الكويسين» اذن لابد من توازن «وما تبقاش الحكاية يالا نرضى الناس» والامور ليست كذلك حتى لو كنا بلدا غنيا لأنك بذلك تفقد الجائزة قيمتها ومعناها.

كما قلنا انت تكتب سيناريوهات وتفعل ذلك بشخصية متفردة ودون مقارنة بأحد وهذا هو تميزك كمخرج..

الثمانية افلام الروائية التى قدمتها لا يوجد اى فيلم منها لم يتلق جائزة.

لان مسألتك من البداية كيفا وليس كما.. كيف تختار افلامك وشخصيتها وتفاصيلها؟

اجابنى: فى كل أفلامى عندى هم معين حتى الافلام التى لم تتنفذ كان اول فيلم روائى لى ولم ينفذ هو «كفاح رجال الاعمال» المأخوذ عن رواية «ثلاث بنسات» لبريخت.. وتناولت فيه نشأة الطبقة الرأسمالية وكان ذلك فى فترة الرئيس السادات والانفتاح وكتبته، وكان ذلك هو همى وقتها وجاء فيلم الصعاليك بشكل ما يحمل نفس الهم.

هل من الممكن أن نقوم بتشريح معانى افلامك ومدلولاتها؟

ولنستهلها بالصعاليك..

ويستهل المخرج داود عبدالسيد محللا: موضوعى فى «الصعاليك» كان التغيرات النفسية والثقافية لصعلوكين يتحولان إلى رجلى أعمال وفى «البحث عن سيد مرزوق» كان موضوعى هم الطبقة الوسطى والبطل الموظف الذى قيل له اقعد فى بيتك «ومالكش دعوة بحاجة».. عندما خرج البطل يوسف من بيته رأى المجتمع ومر بتجربة ادت إلى تغييره وهنا احكى عن الطبقة الوسطى التى انتمى إليها.

كما قلنا فكل فيلم به هم يناقشه فماذا عن الكيت كات؟

فى «الكيت كات» كنت مهموما بفكرة كونى من الجيل الذى تخرج فى عام الهزيمة ولا استخدم كلمة النكسة لانى رأيت مجتمعا عاجزا عن عمل التغيير الواجب.. ورغم انتصار 73 الا ان العجز الموجود كان عجزا ثقافيا واجتماعيا وفكريا.. مجتمع عاجز عن عمل النقلة وحتى الآن لم تحدث النقلة الكاملة.. فكانت شخصيات الفيلم كلها عندها عجز ما الشيخ حسنى العاجز امام كفاف نظره والهرم العاجز امام الشرطة لأنه تاجر مخدرات والثائرالعاجز عن أنه يقيم علاقة إنسانية مع زوجته فتتركه و«تطفش». وايضا لابن العاجز عن علاقة مع الست اللى بتحبه وأراد الهجرة وترك البلد.. كل شخصيات تلك الرواية العظيمة «مالك الحزين» للأديب الكبير «ابراهيم اصلان» التى اخترتها لتقدم فكرتى بأن الجميع عاجزون.. كل شخص عنده عجز ما.

وماذا كان السؤال فى فيلم «ارض الأحلام»

اجابنى: كان سؤالى لنفسى: ما هى أرض احلامى انا؟

نصف عائلتى مهاجرون وطلبوا منى اللحاق بهم ولكننى لم أفعلها ابنى يوسف اختلف عنى وهاجر إلى باريس ارض احلامه فى أوروبا.. اما انا فلم أستطع ذلك وتساءلت ماذا سأحقق هناك وماذا ساقدم.. القضايا التى اهتم بها وهمومى كلها هنا والمجتمع الذى أعرفه هنا.. وهذا هو معنى الوطن الذى تنضجى به وتفعلى ما تريدينه به.. الوطنية انى اكون مضغوطا على ورغم ذلك أرى أنه ليس لى مهرب وان ذلك المكان ولدت به وأموت به.. لكن اذا لم أجد ما افعله فالأفضل لى ان اسافر، حتى لا يظن احد انى ضد الهجرة أريد أن أصنع افلاما لان ناس افلامى هنا.

وفى فيلم سارق الفرح المأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب الكبير خيرى شلبى والذى تناول مكانا عشوائيا اصلا وكله عجز؟

اجابنى: كانت إشكاليتى مع الفيلم بعد أن انتهيت من كتابته، انه لم يكن يعجبنى مناخ السيرك الاصلى.. وتساءلت لماذا؟.. فوجدت السيناريو من المدرسة الطبيعية بمعنى أنه يسير على نسق ما يتحكم فى الانسان من غرائز بيولوجية كالطعام والجنس وتحقيقها.. وتلك هى دوافع الشخصيات فيه وانا لا احب الطبيعية لأنها تسجن الانسان ليتحول إلى حيوان بيولوجى! فكرت فى الاعتذار ولكن كنت متعاقدا فعليا وكان الحل أن ابرز الجانب الروحى، فالشخصيات لديها احلام مؤكدة، وهنا قررت أن أحول تلك الأحلام إلى أغان، واقدم بها احلام البطلة احلام وعوض وركبة القرداتى ورمانة ونوال وشطة.

من انت فى سارق الفرح؟

لا أصلح أن أكون عوض البطل ولكننى انا القرداتى او شخصية «ركبة» الذى يعد من الشخصيات المميزة جيدًا، والذى ينهى حياته قافزا من أعلى وكأنه سيطير بعد أن رقصت معشوقته رمانة على ايقاعه!

وأتذكر مع المخرج داود عبدالسيد صوت احلام تغنى كلماته: مش عارفة ليه انا خايفة.. الشمس حلوة بس انا خايفة

القمر هيبقى فى تمامه الليلة.. هسهر مع أمينة وسناء وجميلة

نتحاكى ونشرب شاى.. ونبص فعين الليل

وارجع واحس انى خايفة.. قلت له.. كلماتك وموسيقى راجح داود

ويواصل: هكذا عبرت عن احلام عندما كتبت الكلام وحصلت الوزنة. وفى سارق الفرح قدمت هؤلاء الفقراء المعدمين ليس على انهم حيوانات وإنما بشر لديهم غرائز واحلام.

سالته: من أين أتيت بنوال او عبلة كامل؟

اجابنى: رأيتها انسانة وليست عاهرة.

وفى «ارض الخوف» ماذا أردت أن تقول؟

اجابنى: انه جيلنا والشعارات التى تربى عليها تخرجت سنة الهزيمة كما قلت لك وجيلى تربى على أهداف معينة يجب أن يحققها مثل القومية العربية والتقدم العلمى والاقتصادى.. وحياد فلا أحد يتحكم فجأة الأهداف لم تعد موجودة بل ويظهر عكسها، ويأتى الضابط يحيى المنقبادى الذى اخبروه ان يكتب رسائل ولكن لعشرين عاما يكتب ولا احد يتلقاها ويتحول الى أنه اصبح كما قال معلقا فى الهواء.. وهذا هو المعنى.

وفى مواطن ومخبر وحرامى ماذا أردت أن تقول؟

هو الطبخة الشيطانية ممثلة فى المخبر والمواطن والحرامى، ازاى يتحولوا لكيان واحد ويتعايشوا معنا، حيث مواطن منزوع المواطنة، والمخبر يوفق بين المواطن والحرامى، والحرامى يملى على المواطن ما يكتبه.

وعبرت عن الخلطة بأغنية

نعم وكتبها الشاعر الشاطر اسلام خليل فى اخر مشهد يبتسم المخرج الكبير: غناها شعبان عبدالرحيم «فيها ايه لو نبقى واحد ونغير الاسامى».

لماذا كان شعبان عبدالرحيم؟

اجابنى: انا مدين له أنه اوحى لى بشىء عظيم، وكنت لم أجد من يمثل شخصية الحرامى بعد، وسألت الممثل صلاح عبدالله عنه وارانى صورته، وقررت فورا.. فهو كان صالحا للدور وعرفت كيف اجعله يمثل والمفاجأة اننى وقعت معه العقد قبل العيد ونزل بعده البوم بحب عمرو موسى واصبح نجما بعدها فجعلته «حرامى» ومغنيا فى الأفراح. وفى لحظة ادركت وانا انفذ العمل أنه فيلم بريختى اى مفهوم الفرجة واعترف أن شعبان فتح لى أبوابا واسعة قصدت فى اختيارى ان الجمهور سيعرف بدون مسميات من هو المواطن ومن المخبر ومن الحرامى.. فانت ستقوم بعمل الكاستينج بمفردك وتكتشفه تلقائيا.

وماذا كان سؤال رسائل البحر؟

اجابنى: انها فكرة الشرعية والمجتمع ضد العلاقة اصبح البحر هو ما تبقى لهما.

اخر افلامك «قدرات غير عادية» كان مكتوبا قبل 2011؟

اجابنى: نعم كان الحلم قبلها أن الشعب يكتسب قدرة على الفهم والتغيير وجعلت يحيى المنقبادى يرى القدرات فى البنت الصغيرة فريدة التى ورثت قدراتها عن امها حياة التى اغلقت باب قدراتها لأنها متزوجة من رجل متسلف ضد الرسم وغيره حتى إنه يعتبر ابنته هى ابنة الشيطان عندما اكتشف قدراتها!! الام تريد إخفاء قدرات ابنتها.. ولكن البنت تفضح نفسها فى السيرك فيعتبرها ومن فيه وكأنهم حكماء المجوس عند ميلاد المسيح يكتشفونها وقدراتها لكن النظام يعرف ويسيطر على امها فيتزوجها أحدهم عمرالبنهاوى حيث يبدأون فى استخدام البنت فى كشف الجرائم وبذلك نجد البنت تتدمر نفسيا وتبدأ بالتالى فى صنع حرائق.

واصل إلى الحل حين تتطلق الام لتعود مجموعة المثقفين معا.. مغنى الاوبرا والمداح واستاذ الجامعة.. ومعهم البطلة. وهذه هى الحياة التى أرغب فيها ومن المفترض أن أكون انا البطل الذى يكتشف قدرات البنت ويحب امها وتبحث عنه السلطات.. أثناء اجزاء من الحوار كانت تجلس معنا الزوجة الصحفية الكبيرة والكاتبة كريمة كمال والتى علقت قائلة حين سألته عن الأجيال الجديدة.. فقالت لى: الجيل الجديد يعرفه أكثر من القديم وفى ندوة فى الاوبرا كتشفت ان الحاضرين معظمهم شباب، وستجد انهم عند عرض افلام داود فى السينما كانوا اطفالا وأعتقد أن تلك هى الجائزة الحقيقية.. وهنا يتدخل المخرج المبدع داود عبدالسيد قائلا اخيرا: انا كنت أريد عمل نوع سينما يشاهد فيه الفيلم أكثر من مرة مثل المزيكا حين تعجبك تستعيدينها أكثر من مرة كالأغنية انا قلت عايز اعمل افلام كدة مش بس تشاهد اول مرة وانما كل مرة وتستمتع بها ويمكنك كل مرة تكتشفى الجديد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق