رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اختيار التوقيت وانتقاء الكلمات..
شروط العتاب الناجح بين الزوجين

منال بيومى

أحيانا تشوب الحياة الزوجية مواقف قد تؤدى إلى شعور أحد الطرفين بالإهانة والإيذاء النفسى وبعضها أمور بسيطة يكون العتاب فيها ناجحا ومثمرا وهناك مواقف وأمور معقدة يتطلب الحوار والعتاب فيها مهارات خاصة

تقول هايدى حنا استشارى العلاقات الأسرية والزوجية أن المرأة تحتاج إلى اكتساب مهارة مهمة جدا فى حياتها وهى ما نطلق عليه مجازا «تكبير الدماغ» وتحديد الأوقات التى تتطلب الصمت ومتى توجه اللوم والعتاب للزوج وكما هو معروف للجميع انها لا تترك امرا دون عتاب وبدون تفريق بين ما يصلح للعتاب وما لا يصلح. فعلى سبيل المثال لا ينبغى للزوجة أن تعاتب الزوج عن سلوك غير لائق صدر من والدته أو والده لاحظته هى فقط لأنها بطبيعتها تلاحظ أى تفاصيل على عكس الزوج الذى من المحتمل أنه لم يسترع انتباهه الموقف اصلا.

 

كما أن الرجل بطبيعته اذا تأذى من موقف فانه يعترض ببساطة ويتوقع منها نفس الشئ فاذا لم تتحدث فهذا اعتراف ضمنى بالموافقة فهنا لا ينبغى توجيه أى عتاب له يكون التصرف الملائم هو سرد الموقف وأسباب التأذى منه.

كذلك من الأمور التى لا ينبغى العتاب فيها هو عدم المقدرة المادية لتلبية كل متطلبات الأسرة وعدم قدرة الزوج على الإنفاق بشكل جيد مع عقد المقارنة التقليدية بمستوى معيشة الأقارب أو الجيران كذلك فيما يتعلق بعلاقته بوالدته وتنفيذ أوامرها، باختصار توجيه العتاب يكون ناجحا عندما لا يؤذى رجولة الزوج ويمس كرامته وإلا سيأتى بنتائج عكسية تماما.

أما الأمور التى يصلح فيها العتاب ويكون ناجحا هو ما يتعلق بجرح الشعور بموقف أو كلمة أو المزاح بأمور لا يمكن تقبلها أو توجيه نقد مؤلم فى المظهر أو فى الطعام أو فى تنظيم البيت أو السخرية من الزوجة أمام الآخرين هنا يكون العتاب مشروعا لأنها كلها أمور جارحة لها كزوجة وأمرأة.

كما يحق للمرأة أن توجه العتاب للزوج اذا اتخذ قرارا خاطئا يخص تربية الأولاد وهنا لابد من التحدث معه بهدوء ولكن ليس على مسمع ومرأى من الاولاد فتظهر أمامهم انها الشخص الشرير المعترض دائما. لذلك يمكن القول إن العتاب الناجح هو ما يتعلق بالبيت والأسرة ونجاحها واستمراريتها.

ومن الأهمية بمكان مراعاة الطريقة التى يوجه بها العتاب وشكله للوصول للنتيجة الايجابية المرجوة فينغى أن يسبق العتاب خطوة مهمة هى التفكير بحيادية تفكيرا ذاتيا ايجابيا فى الموقف محل الخلاف وتحليل أسبابه فهل انفعال الزوج مثلا له سبب أم لان الزوجة قامت بسلوك معين أم كانت صامتة تماما. ثم تأتى مرحلة العتاب نفسها والبداية النموذجية تكون بتحديد الموقف مع الاعتراف ان هناك بعض الخطأ من جانبها لكن مشاعرها تأذت و هنا لابد أن أعبر عن جرحى وألمى بدون غضب وبدون جرح للأخر ثم استمع للتبرير دون أن يكون لدى أحكام مسبقة ويكون لدى الاستعداد الكامل للتصديق والاقتناع بالرد والتبريرات واثناء ذلك ينبغى التركيز تماما ومحاولة فهم المقصود والانتظار لنهاية الكلام دون مقاطعة ثم توجيه الاسئلة فى حالة سماع كلام جارح وما المقصود به فيكون تقييم الموقف أو الخطأ من خلال إجابة الاسئلة والاستفسارات لكن بعد اعطاء الزوج الفرصة كاملة للحديث والتبرير ثم أبدا فى التعبير فى عن الآلام والجرح من الموقف

وتضيف أن هناك بعض المصطلحات التى يحبذ استخدامها أثناء العتاب الناجح مثل تعبير «انا انجرحت» فليس فى ذلك إدانة للزوج مع استخدام بعض العبارات التى تجعل لديه حسن استماع مثل «انا احتاج ان احكى معك» ثم سرد الموقف وعلى الزوجة اختيار الوقت المناسب للزوج لتوجيه العتاب فمن غير المقبول ان تقوم بذلك عقب عودته من العمل مباشرة مع أختيار الوقت المناسب لها نفسها فلا ينبغى ان تكون مجهدة جسديا مما يؤثر على نفسيتها بطريقة او بآخرى فى طريقة طرح القضية كذلك لا ينبغى توجيه اللوم فى حالة العصبية فيخونها لسانها وألفاظها وينقلب الموقف ضدها تماما, ولابد من مراعاة الاحترام وعدم إهانة الزوج فى رجولته واذا كان الامر يتعلق باسرته فلابد من انتقاء الالفاظ تماما لان من سمات احترام الزوجة له له احترام الاهل.

ويقول الدكتور علاء رجب استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية أن هناك مثلا شهيرا هو (على قدر المحبة يأتى العتاب) ولكننا فى الواقع نجد ان كل شخص لديه مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية تجعله لا يتقبل ما يوجه له من نقد خاصة هؤلاء الأزواج التى تنعدم لديهم لغة الحوار لذلك لابد ان يتم العتاب بين الازواج بشكل سهل وبسيط دون التطرق الى تجديد الأحداث والمواقف والمشاكل السابقة لان البعض قد يتحدث فى الأساسيات القديمة وتوجيه الاتهامات واستخدام الكلمات التى تقتل المحبة لذلك ينبغى اختيار عبارات بسيطة مع الابتعاد عن الردود الصادمة وعدم التفتيش عن الأوراق القديمة والذكريات السيئة فيتسبب العتاب فى زيادة الفجوة بين الزوجين بدلا من تقليلها.

ولابد ان يكون العتاب فى جلسة هادئة يفند فيها كل طرف ما يضايقه ويتأذى منه بوعى وبلغة حوار راقية ولغة حب قائمة على الاحترام المتبادل مع الابتعاد عن قسوة الرد التى يلجأ لها بعض الأزواج فيجعل المرأة تزداد كرها للحياة الزوجية، ويضيف د.علاء رجب أن هناك امور لا يصلح فيها العتاب مثل عدم الاحترام وعدم التقدير وإهمال الزوجة بشكل متكرر وعدم احترام آرائها والاعتياد على تبادل الألفاظ السيئة بين الأزواج ... كلها امور تجعل العتاب غير مؤثر, وفى المقابل هناك أمور يصلح معها العتاب مثل التقصيرالبسيط فى متطلبات الزوج أو الزوجة اليومية أو نسيانها للانشغال بالعمل مع مراعاة ان يكون العتاب هادئا دون تعالى للأصوات و قبل توجيه العتاب لابد من الحرص على ذكر مآثر الآخر واجمل ما فيه فيكون الحديث بعد ذلك قائما على الحب ولكن حتى تكرار العتاب فى مثل هذه الأمور البسيطة يجعل الحياة الزوجية مملة إلى حد كبير.

ولابد من الحذر حتى لا نصل الى مرحلة التراكمات السلبية بين الازواج حيث ينتهى رصيد بعض الأزواج لدى الطرف الاخر وينتهى الحب ولا يصبح للعتاب أى أهمية بالعكس قد يأتى بنتائج سلبية ويصبح كالقشة التى قصمت ظهر البعير.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق