إنجازات الرئيس فى عيون العالم مصر..
عادت بقوة ونجحت فى العبور للمستقبل

الإرهاب المحلى والدولي، تفشى فيروس كورونا وتأثيراته المختلفة، تداعيات الحرب الأوكرانية على الاقتصادات الكبرى والناشئة، التغير المناخي.. كلها تحديات كبرى تعصف بالعالم وعلى الأخص منذ مطلع الألفية الثالثة، إلا أن مصر استطاعت عبر رؤية شاملة لمكافحة الإرهاب، وعبر برنامج للإصلاح الاقتصادي، وتحركات مهمة على الساحتين الإقليمية والدولية أن تلعب دورا فاعلا ونشطا فى مواجهة هذه التحديات، وهو ما كان محل إشادة دولية من قبل قادة العالم والصحف الغربية على مدى أكثر من 8 سنوات.

فى ديسمبر 2013، فاز الرئيس عبدالفتاح السيسى باستفتاء شخصية العام الذى تجريه مجلة «التايم» الأمريكية بعد أن وقف فى صف الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو عندما خرج الشعب مطالبا بالإطاحة بجماعة الإخوان ورئيسهم من سدة الحكم، وتم الاعلان عن خريطة طريق سياسية جديدة لمصر.

وفى 2014، وضع الرئيس رؤيته لمستقبل مصر التى تضم 3 أهداف أساسية: تحسين نوعية الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجميع المصريين، إقامة دولة حديثة للأجيال القادمة، إعادة مصر إلى مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية. وخلال كلمته أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 2014، حدد الرئيس رؤيته لمستقبل مصر قائلا، إن المصريين صنعوا التاريخ بالثورة ضد الفساد والاستبداد للمطالبة بحقهم فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ثم رفضوا الانصياع لاستبداد فصيل فرض باسم الدين مصالحه الضيقة على مصالح الشعب وسعى هذا الفصيل إلى تقويض العملية الديمقراطية ومؤسسات الدولة. وشدد على أن»هدفنا بناء مصر الجديدة، دولة تحترم الحقوق والحريات، وتحترم واجباتها، وتضمن التعايش بين مواطنيها دون إقصاء أو تمييز. كما يجب على تلك الدولة احترام وتطبيق سيادة القانون، وضمان حرية التعبير والدين، والعمل من أجل النمو والازدهار ومستقبل واعد لجميع المصريين». وسعى الرئيس منذ اليوم الأول لحكمه إلى تعضيد الوحدة الوطنية، فى وقت استهدف فيه الإرهاب هذه الوحدة عبر بث الرعب والخوف،.

دعم الوحدة الوطنية

وأشادت الكثير من المقالات فى الصحافة الغربية بدور الرئيس فى دعم الوحدة الوطنية، فقد ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن السيسى يعتبر أول رئيس مصرى يزور الكاتدرائية خلال احتفال عيد الميلاد، وأبرزت قوله إن «كل من المسلمين والمسيحيين فى مصر يحتفلون بهذه المناسبة»، مؤكدا أنهما «كيان واحد» فى نظر العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن كلا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس المؤقت عدلى منصور قد زارا الكاتدرائية إلا أنه لأول مرة يشارك رئيس مصرى المسيحيين فى احتفالاتهم. كما أبرزت الصحافة العالمية دعوة الرئيس السيسى إلى «ثورة دينية» لمواجهة الإرهاب إلى جانب دعوته لتجديد الخطاب الديني، واعتبرت شبكة «دويتشه فيله» الألمانية أن ما يقصده الرئيس ثورة على الأفكار المتطرفة التى انتشرت خلال السنوات الأخيرة.

إشادة دولية بالإصلاحات الإقتصادية

ومن بين أبرز العناوين التى أثارت اهتمام الإعلام الغربي، قدرة الاقتصاد المصرى على مجابهة الكثير من التحديات، وأن يخرج أكثر قوة من الأزمات العالمية التى ألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي. وفيما يخص برنامج الإصلاح الاقتصادي، أجرى الرئيس مقابلة مع صحيفة «أوكسفورد بيزنيس جروب» البريطانية فى 2019 قال فيها، إن الحكومة المصرية ملتزمة بتسهيل العمل مع المستثمرين طبقا لأفضل المعايير الدولية، وإن برنامج الإصلاح الاقتصادى ساهم فى تحقيق الاستقرار على عدة مستويات، مما يعكس بشكل إيجابى الوضع الاقتصادى الراهن، وأشادت المؤسسات الدولية باعتماد سياسات الإصلاح المالى والنقدي، والتى أثرت بشكل إيجابى على بيئة الأعمال ورفعت العديد من أنواع المؤشرات الاقتصادية. ورفع صندوق النقد الدولى من توقعاته لمستوى نمو الناتج المحلى الإجمالى لمصر فى عام 2022 على الرغم من «التباطؤ الكبير» على مستوى العالم، كما أبقت وكالات التصنيف الائتمانى الدولية مثل «موديز» و«ستاندرد آند بورز» على تثبيت تصنيف الاقتصاد المصري، والإشادة بحجم نمو الاقتصاد بفضل برنامج الإصلاح رغم تداعيات كورونا والحرب الأوكرانية. وأشار صندوق النقد الدولى إلى أن مصر اتخذت نهجا استباقيا للحد من تداعيات الوباء، وإن الإصلاحات تهدف إلى الحفاظ على الإنجازات الاقتصادية التى تحققت خلال السنوات الأربع الماضية وتعزيز التدابير الهيكلية الرئيسية مع حماية الفئات السكانية الضعيفة، وأن مصر كانت واحدة من أسرع الأسواق الناشئة نموا قبل الوباء.

مصر عادت

وفيما يخص دور مصر على المستويين الإقليمى والدولي، ذكر المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، فى تقرير على موقعه الإلكتروني، أن «مصر عادت»، وهى الرسالة التى يرغب مسئولو السياسة الخارجية المصرية فى إرسالها إلى جميع نظرائهم فى جميع أنحاء العالم، لقد دفعت الديناميكيات الإقليمية المتغيرة مصر إلى تبنى سياسة خارجية أكثر نشاطا، وبدأت حكومتها تشعر بمزيد من الثقة فى الداخل، وتتولى أدوارا ومسئوليات جديدة، وتستثمر فى أشكال جديدة من التوافق الإقليمي. وأكد مسئول أمريكى كبير أن «مصر أكبر من أن تفشل»، وهو ما يؤمن به صانعو السياسة المصرية، وهو ما يعنى صمود الدعم الأمريكى ورغبة الأوروبيين فى العمل مع القاهرة. وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة للاتحاد الأوروبي، تعتبر مصر شريكا قديما فى الجوارالجنوبي.

وفى الولايات المتحدة، أصرت الإدارات الثلاث لكل من باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن على دور مصر كشريك إستراتيجى فى المنطقة. وخلال أول زيارة له إلى دوانينج ستريت فى نوفمبر 2015، قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى السابق، إن مصر شريك حيوى لنا فى ضوء العلاقات الاقتصادية والأمنية. وبالنسبة للقضايا الإقليمية، فإن مصر وسيط فاعل فى القضية الفلسطينية، ودائما ما تلعب دورا بارزا فى التهدئة مع اشتعال الأوضاع بالأراضى الفلسطينية، ولعل ما أذهل العالم كان دور القاهرة الحاسم خلال 2021، حيث رحب قادة العالم والمنظمات الدولية بوقف إطلاق النار بوساطة مصرية بين إسرائيل وحركة حماس والذى دخل حيز التنفيذ فى مايو2021، لكنهم شددوا على الحاجة إلى حل سياسى طويل الأجل لوضع حد حقيقى للصراع فى الشرق الأوسط. وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن الاتفاق فرصة حقيقية لتحقيق تقدم، مشيدا بدور مصر بعد 11 يوما من القتال الذى حصد أراوح 250 شخصا.

مصر وسيط قوى فى المنطقة

وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، أن مصر عززت دورها كوسيط قوى فى الشرق الأوسط، وأن نجاح القاهرة فى التفاوض على وقف إطلاق النار فى غزة يدعم علاقتها مع واشنطن. وأكد الرئيس الأمريكى بايدن خلال اتصال مع الرئيس، فى خضم التوتر بغزة حينذاك، أن الإدارة الأمريكية تتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية فى ضوء دور مصر المحورى إقليميا ودوليا وجهودها السياسية الفاعلة فى دعم أمن المنطقة واستقرارها وحل أزماتها. كما لعبت مصر دورا بارزا فى ملفات دول الجوار مثل ليبيا والسودان، كما أعلت من دور الدبلوماسية فى ملف سد النهضة مع إثيوبيا، وهو ما دعا الإعلام العالمى إلى التركيز على تصريحات الرئيس حول وجود إرادة سياسية مصرية للتوصل إلى اتفاق مع أديس أبابا. كما قام الرئيس بزيارة تاريخية إلى العراق للمشاركة فى قمة ثلاثية إلى جانب الأردن لبحث التعاون المشترك والتصدى للتحديات التى تواجه المنطقة. وفى تصريحات لشبكة سى إن إن، قال حسين علاوى مستشار مصطفى الكاظمى رئيس الوزراء العراقى فى يونيو 2021 إن السيسى أول رئيس مصرى يسافر إلى العراق خلال 30 عاما.

وفيما يخص وباء كورونا، وجه الرئيس رسالة إلى العالم فى يوليو 2020 عبر «أوكسفورد بيزنيس جروب» قال فيها إن الأوبئة تتطلب وحدة العالم والتحرك بسرعة للحد من انتشار الأمراض وإيجاد اللقاحات، ويجب أن تكون اللقاحات متوافرة للجميع عندما يتم تطويرها، لأن حماية البشرية ضد هذه التهديدات الصحية مسئولية العالم أجمع، وقدمت مصر المساعدة لعدد من البلدان للمساعدة فى التخفيف من تأثير الوباء.

الرئيس يلقى كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ‎

وتعد مصر من بين أبرز دول العالم التى تقود التحركات الدولية لمواجهة التغيرات المناخية الحادة، وهو ما أهلها لاستضافة قمة المناخ «كوب 27» فى نوفمبر المقبل بمدينة السلام شرم الشيخ، فيما يعتبر نقطة تحول فى القضية التى تدفع إفريقيا ثمنها غاليا، فى الوقت الذى تطالب فيه القاهرة الغرب بدفع فاتورة التكيف مع التغييرات المناخية.