فى دراسة استقصائية أجريت فى مايو الماضى، حلل المركز الوطنى للتصوير السينمائى والصورة المتحركة فى فرنسا؛ أسباب الصعوبات التى تواجه عودة الجماهير الفرنسية إلى دور العرض، متسائلا: هل هى ثمن التذكرة، أم منافسة البث المباشر من المنصات، أم عدم الاهتمام أصلا بمشاهدة الأفلام؟
نتائج تحقيق المركز كشفت ــ طبقا لتقرير نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية 23 مايو المنصرم ــ أن هناك خمسة مبررات رئيسة تفسر هجر الجمهور الفرنسى لغرف العرض السينمائى، أولاً: «فقدان عادة الذهاب إلى السينما لدى 38٪ من المشاركين، ثم ارتفاع سعر التذكرة لدى 36٪، ثم ارتداء كمامات الوقاية من فيروس «كورونا» لدى 33٪، ثم أفضلية مشاهدة الأفلام على وسائل الإعلام الأخرى لدى 26٪، وأخيراً عدم الاهتمام بالأفلام المعروضة لدى 23٪.
نتائج التحقيق انسحبت أيضا إلى عالم المسرح حيث بلغ حجم الحضور للعروض المسرحية 95.5 مليون متفرج فى عام 2021، بانخفاض نسبته 55٪ مقارنة بعام 2019، وذلك على الرغم من إغلاق دور السينما لمدة 300 يوم فى عامى 2020 و2021، والتأجيل المتتالى للإصدارات، خاصة الأفلام الأمريكية الكبيرة. هذا فضلا عن القيود المتعددة المرتبطة بالسياق الصحى كالمقياس وبطاقتى التطعيم والصحة.. إلخ.
ومع ذلك ، رغم البداية السيئة لعام 2022، إلا أن التحسن بدأ يتشكل منذ أبريل الماضى، علما بأن دوائر التوزيع الرئيسية تتأثر بشدة أكثر من دور السينما المستقلة، لا سيما دور السينما.
وبالطبع كان للفئات العمرية تأثير كبير على نتائج التحقيق، لكن بنسب متفاوتة، فالأصغر سنًا (15ــ24 عامًا)، على سبيل المثال، وجدوا طريقهم للعودة إلى المسارح بسرعة أكبر، وكذلك الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا، فى حين ثبت أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عامًا يعودون بنسبة أكثر من غيرهم، من حين لآخر، إلا أن معدلات عودتهم تسير بشكل بطيء.
فى السياق نفسه، سلطت دراسة على الإنترنت -فى الفترة من 2 إلى 6 مايو الماضى أجراها معهد «فرتيجو» مع 1176 فرنسياً- الضوء على تقسيم مجتمع المشاهدين فى فرنسا إلى فئات، الأولى يؤكد روادها أنهم عادوا بشكل أقل (34٪)، والثانية يؤكد أصحابها أنهم لم يعودوا على الإطلاق إلى السينما (14٪)، وذلك منذ إعادة افتتاح دور العرض فى 19 مايو 2021، وعلى العكس من ذلك، هناك من قالوا إنهم يذهبون إلى الدور بالقدر نفسه. (43٪)، وحتى أكثر من ذى قبل (9٪).
وبالطبع يختلف ترتيب العوائق الخمسة التى قدمها المستجيبون للبحث، ممن يذهبون إلى السينما بشكل أقل أو أكثر، وفقًا لأعمارهم، إذ يفضل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عامًا مشاهدة الأفلام على وسائل الإعلام الأخرى (36٪)؛ خاصة على شبكة «نتفليكس»، وجميع منصات البث الأخرى التى ازداد نموها فى أثناء الوباء، ووصلت أيضًا إلى جمهور أكبر سنًا.
من ناحية أخرى، أكد أشخاص تتراوح أعمارهم بين 35 و 59 عامًا، والذين ليس لديهم بطاقات مخفضة، ولا يحق لهم أى تخفيض فى دور السينما؛ أن سعر تذكرة الدخول أصبح مرتفعا جدا، وذلك بنسبة 46٪.
رابط دائم: