بعد حضور الرئيس السيسى مراسم توقيع التعاقد مع «سيمنز» لإنشاء منظومة القطار الكهربائى السريع
المستشار الألمانى: تحويل مصر إلى دولة رائدة فى تكنولوجيا السكك الحديدية بالمنطقة

بعد أن شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس مراسم توقيع التعاقد مع شركة «سيمنز» الألمانية لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائى السريع، أكد المستشار الألمانى أولاف شولتز أن قطارات مصر الحديثة فى القرن الحادى والعشرين ستكون مختلفة الشكل تماما، حيث لن تكون هناك كتل ضخمة من الدخان ولن يشعر الركاب أن القطارات مرهقة، مؤكدا أن السفر بالقطارات فى مصر سيكون سريعا ونظيفا ومريحا وآمنا وأيضا غير مكلف، كما سيسهل كثيرا عملية نقل البضائع.

وأضاف خلال كلمته المسجلة أنه قبل ١١٠ أعوام سافر الكاتب الألمانى المعروف توماس مان إلى مدينة دافوس بالقطار وقد وصف هذه الرحلة فى روايته «الجبل السحري» التى اقتبس منها هذه الفقرة : «تطلع إلى الخارج..شق القطار طريقه على طول الممر الضيق..كان بوسعه رؤية العربات الأمامية والمحرك المرهق يلفظ كتلا ضخمة من الدخان البني، الأسود، المخضر».

وأوضح أن الحكومة المصرية تتخذ عبر هذا الاستثمار الضخم قرارا جريئا له بعد نظر، قرارا رائدا سواء بالنسبة للشعب المصرى أو لمصر كموقع تجارى وهو قرار من شأنه أن يحدث تحولا فى مصر، مضيفا أنه أيضا يمثل أحد معالم العلاقات الاقتصادية الألمانية المصرية.

وتابع المستشار الألمانى أن شركة سيمنز تعد شريكا قويا يجسد المعنى الحقيقى لشعار «صنع فى ألمانيا»، حيث تحتفل الشركة خلال العام الجارى بـ١٧٥ عاما من الابتكارات والاختراعات والثورات التكنولوجية

وأشار قائلا: «اليوم نضيف فصلا جديدا لهذه الرواية..فصلا من شأنه أن يعود بالفائدة على بلدينا».

وأضاف «شولتز» قائلا: «إنكم تقومون عبر هذه الخطوة بإرساء معايير عالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ وهذا تزامنا مع اقتراب موعد مؤتمر تغير المناخ فى دورته رقم ٢٧ المقامة فى شرم الشيخ».

واختتم شولتز معلقا على مراسم التوقيع مع شركة سيمنز ، بقوله إن توقيع هذه العقود سيشهد إحلال القطارات محل الملايين من الرحلات بالسيارات والناقلات والحافلات وهو ما يعنى تقليل انبعاثات الدخان والكربون وتحسين جودة الهواء، مؤكدا أنه يوم جيد للعلاقات الاقتصادية بين مصر وألمانيا ويوم جيد للتقليل من آثار تغير المناخ.

وأكد «شولتز» أن مصر الآن قيد التحول لرائدة فى تكنولوجيا السكك الحديدية فى القارة الإفريقية، معربا عن أمله فى أن تحذو دول أخرى حذوها فى ذلك، موجها الشكر لمصر على ثقتها فى ألمانيا ومهندسيها، وراجيا لجميع المنخرطين فى هذا المشروع الضخم كل النجاح ، قائلا: «لعلنا نقرأ بعد بضعة أعوام رواية لكاتب مصرى يقص فيها عن مروره بالمناظر الطبيعية بانسيابية بينما يجلس فى القطار المتوجه من القاهرة لأسوان».