رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

٣ مصانع تحقق الحلم
تدوير القمامة.. تجربة رائدة فى بنى سويف

بنى سويف ــ سيد صالح
عمليات تدوير وفرز المخلفات

  • المحافظ : تسهم فى توفير السماد وتساعد على التخلص الآمن من النفايات
  • إنتاج ٢٣ طنا من السماد العضوى والوقود البديل يوميا من القمامة بمصنع سمسطا

 

 

لا خلاف مطلقا على أن المخلفات أوالنفايات أوالقمامة بمسمياتها المختلفة، لا تشكل خطرا على البيئة فحسب بما تسببه من تلوث، لكنها أيضا ذات تأثير خطير على البشر ، إذ أنها قد تكون سببا فى الإصابة بالأمراض المختلفة، فما بالنا إذا تخلصنا بطريقة صحية وآمنة، من خلال مدافن نموذجية أعدت بهدف التخلص الآمن منها، وكذلك استثمرناها من خلال إعادة تدويرها، والاستفادة منها فى الصناعة ومن ذلك إنتاج السماد العضوى والوقود البديل « البيوجاز»، وإنتاج البلاستيك، ومن ثم فهى تحقق أرباحا كثيرة وتوفر فرص عمل جديدة، وتحافظ فى نفس الوقت على البيئة من التلوث، فضلا عن حماية الإنسان من الأمراض ومخاطر التلوث .

تلك المصانع سواء التى أقيمت بالمحافظة أو التى أنشئت بالمحافظات الأخرى، جاءت بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، للحكومة، لرفع كفاءة منظومة المخلفات البلدية والتغلب على مشكلاتها، وبما يتوافق مع رؤية مصر ٢٠٣٠، التى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة.

وهذه الأفكار الطموحة لإعادة استثمار النفايات، تحققت بالفعل على أرض الواقع فى محافظة بنى سويف من خلال ٣ مصانع لإعادة التدوير بالمحافظة، فى مناطق الواسطى ، وسنور، وسمسطا ، وتحظى بمتابعة مستمرة، من جانب الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف، حيث يجرى العمل باستمرار على إعادة تأهيلها ورفع كفاءتها .

وبشكل عام، تتمثل أهمية هذه المشروعات كما يقول الدكتور محمد هانى غنيم محافظ بنى سويف ــ فى دعم جهود الدولة فى الفترة الحالية فى إطار اهتمام القيادة السياسية بتوجيه بوصلة التنمية نحو صعيد مصر، وهو ما تجنى ثماره كل قرية ومدينة بالصعيد فى الفترة الحالية،

عن طريق تنفيذ مشروعات قومية وخدمية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن مشروعات تدوير المخلفات ستسهم فى توفير السماد العضوى اللازم للزراعة، وبما يخدم العديد من المشروعات الصناعية والزراعية التى تشهدها المحافظة حاليا، ومن بينها المنطقة الاستثمارية للتصنيع الزراعى والنباتات الطبية والعطرية، وبما يؤكد حرص المحافظة على تحقيق الاستثمار الأمثل للمقومات الزراعية والميزات النسبية للمحافظة . وتأتى أهمية هذه المصانع وفقا لمحافظ بنى سويف ــ فى إطار تنفيذ خطة المحافظة بشأن تحسين قطاع النظافة ، وتنفيذ خطة الدولة للتعامل مع المخلفات، والتخلص الآمن منها، واستثمارها بالشكل الأمثل، وتعظيم العائد منها ، فضلا عن توفير بيئة صحية وآمنة للمواطنين مما يسهم فى سلامتهم وصحتهم، مشيدا بدعم البنية التحتية للمحافظة بـ ٤ محطات وسيطة «ثابتة ومتحركة»، و3 مدافن صحية، ورفع ٦مقالب عشوائية، إلى جانب إنشاء محطة وسيطة ثابتة بمركز ناصر على مساحة ٤٢٠٠ متر، بالإضافة إلى إنشاء مدفن صحى «خلية واحدة» بمركز سمسطا على مساحة ٥ أفدنة، وخلية أخرى بمركز بنى سويف على مساحة ٥ أفدنة، بما يعكس سعى المحافظة لتحسين مستوى منظومة النظافة بشكل متكامل يشمل جميع مكونات المنظومة بداية من المنبع وحتى المخرجات النهائية لها، وتحقيق كامل عوائدها البيئية والاجتماعية والاقتصادية والتى تصب فى نهاية الأمر لمصلحة المواطن فى القرية والمدينة.

وتأتى فكرة التوسع فى إنشاء المدافن الصحية للنفايات أو استخدامها فى مناحى الإنتاج المختلفة، كتصنيع المنتجات البلاستيكية، أو السماد العضوى أو الوقود البديل « البيوجاز»، ضمن خطة وزارة التنمية المحلية ووزارة البيئة للتخلص الآمن من مخلفات التدوير بعد أخذ المفروزات من البلاستيك والكارتون والسماد العضوى، حيث يتم التخلص من هذه المفروزات فى خلية الدفن بالمدفن الصحى الآمن للنفايات، ضمن خطة رفع كفاءة وتطوير مدفن مركز الواسطى شمال المحافظة، ومصنع سنور، ومركز سمسطا، مشيرا إلى أن المخلفات التى يرفضها المصنع ــ بسبب عدم صلاحيتها لعملية التدوير ــ، فيتم دفنها فى خلية الدفن وتتحلل بمرور الوقت ويزرع عليها أشجار فى المستقبل لإنتاج الأخشاب، بينما لا يتم زراعة نباتات للاستهلاك الآدمى، بينما يقوم مصنع الأسمنت المستأجر للمصنع تدوير المخلفات بتصنيع المنتجات البلاستيكية من هذه المخلفات، فضلاً عن استخراج الوقود البديل «البيوجاز» ، والذى يجرى استخدامه كوقود لمصانع الأسمنت، بالإضافة إلى الاستخدامات آخرى .

أحد هذه المصانع، هو مصنع تدوير القمامة بالظهير الصحراوى لمركزسمسطا، والذى يقع على طريق الخريجين تقاطع طريق قرية سمسطا الجديدة زمام ناحية عزبة الشنطور، بمساحة ٦ أفدنة، ضمن مساحة ٤٠ فدانا للمدفن الصحى، ومصنع إعادة التدوير، ويعمل المصنع على التخلص من القمامة، وتدويرها، وتحويلها لإنتاج سماد عضوى لخدمة الأرض الزراعية، ويضم المصنع ــ كما يقول ناصر سيف النصر رئيس مركز ومدينة سمسطا ــ خط فرز وخط إنتاج السماد، ومنطقة تجميع القمامة، ونقطة تجميع السماد، إلى جانب المعدات، والمبانى الإدارية، والمخازن، وميزان بسكول، وتقدرالطاقة الانتاجية للمصنع حاليا بنحو ١٢ طنا من الوقود البديل، و١١ طنا من السماد العضوى يوميا، ويتم يوميا تسلم ما بين ١٦٠ إلى ١٧٠ طنا، وبالنسبة للمخلفات التى يتم الاستغناء عنها، يجرى التعامل معها ودفنها بالطرق الصحية والآمنة حفاظا على البيئة المحيطة من التلوث، مشيرا إلى أن عشرين عاما مرت على إنشاء مصنع تدوير المخلفات بسمسطا، حيث تم إنشاؤه عام ٢٠٠٢، كما، وتم تطويره ورفع كفاءته فى عام ٢٠٠٩، جنوب غرب محافظة بنى سويف، مشيرا إلى أن المصنع يخدم مراكز سمسطا، وببا، والفشن، وأهناسيا المدينة .

ولتعظيم الاستفادة من المصنع،كما يقول رئيس مدينة سمسطا ــ تم تأجير المصنع لأحد مصانع الاسمنت ببنى سويف ، وحيث يستهدف المصنع من عملية التأجير الحصول على الوقود البديل، ، وقد تم ادراجه بخطة العام المالى ٢٠٢١ــ ٢٠٢٢، بهدف إجراء عمليات تطوير شامل له بقيم مالية بلغت ١٣٢مليون جنيه ، حيث تشمل عملية التطويرتوريد وتركيب خطوط فرز وانتاج وموازين بسكول حديثة ، وتوريد معدات تحميل ونقل وفرز المخلفات، وتطوير المخازن، فضلا عن تطويروحدات التجميع والمظلات، وتطوير المبانى الادارية، وانشاء سورخارجى للمبانى بدلا من الأسلاك . وبشكل عام، فإن التخلص الآمن من القمامة عبر إنشاء المدافن الصحية وبناء مصانع إعادة التدويرــ كما يقول د. عماد فاروق محيلبة طبيب الكبد والجهاز الهضمى ومقيم بمدينة سمسطا ــ له فوائد صحية عديدة، لاسيما أن الطرق التقليدية للتخلص من النفايات والمخلفات كانت تسبب العديد من المشكلات الصحية ، ومن ذلك مثلا حرق المخلفات والقمامة مما يزيد من نسبة ثانى اكسيد الكربون فى الهواء، أودفنها فى باطن الارض مما قد يؤدى إلى تلوث المياه الجوفية الموجودة فى باطن الارض وموت النباتات، وأحيانا يلجأ البعض إلى التخلص من القمامة بإلقائها فى مياه الترع والانهار مما يؤدى الى تلوث مياه الشرب وانتشار الامراض .

وهكذا، فإن مخلفات المنازل الصناعية والبلاستيكية وبواقى الطعام تعد من أكثر انواع المخلفات تداولا وأكثرها خطورة وخصيصا وسط تجمعات الاحياء السكنية الكبيرة، لذا عملت أجهزة الإدارة المحلية ممثلة فى المحافظات والمراكز والمدن على تلافى هذه الأخطار من خلال توفيرمراكز لتجميع القمامة فى الاحياء السكنية و وضع حاويات تجميع القمامة بالقرب من المراكز التجارية والزام المطاعم والفنادق بإرسال هذه المواد مفروزة لأقرب مركز تجميع للقمامة ، وكما هو معروف، فإن عملية التخلص من المخلفات بالحرق تؤدى إلى تلوث الهواء بالغازات الضارة المنبعثة فى أثناء الحرق والجسيمات العالقة فيها مما قد يسبب أمراض الرئة التى تشمل الربو، والانسداد الرئوى المزمن، والتهاب الشعب الهوائية وضعف وظائف الرئة، وسرطان الرئه، والحساسية المزمنة، بينما يؤدى تلوث المياه الناجم عن إلقاء القمامة والنفايات فى الترع والأنهار إلى إلحاق الضرر بالانسان،. وقد عانت الكثير من المناطق فى الريف ــ على حد قول المهندس محمد أمين أحد أبناء مركز سمسطا ــ من مشكلة تراكم المخلفات، وعدم الاستفادة منها، إلى جانب ما تسببه من تلوث بيئى يشكل خطورة على صحة المواطنين، حتى توجهت الدولة إلى إنشاء المدافن الصحية للتخلص الآمن من النفايات ، فضلا عن إنشاء مصانع تدوير المخلفات سواء فى سمسطا أو فى منطقة سنور ببنى سويف، أو بمدينة الواسطى، والتى تحقق العديد من الفوائد .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق