بعد سنوات طويلة من العشوائية والفوضى عاشها سكان حدائق الأهرام فى معاناة لا تنتهى من مخالفات بناء وإشغالات ثم ظاهرة انتشار «التكاتك» الأكثر خطرا، بدأت المنطقة فى استعادة وجهها الحضارى، والتى تعد إحدى أقدم المدن السكنية التى نشأت ضمن مخطط تعمير منطقة صحراء الأهرام فى ثمانينات القرن الماضى.
وتمثلت الخطوة المهمة فى التخلص من العشوائية فى قرار اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، الصادر فى ٧ مايو الحالى بحظر وجود «التكاتك» على مداخل بوابات الحدائق، وحظر سيرها فى الداخل تدريجيا، وإحلال سيارات ملاكى ميكروباص صغيرة بديلة عنها كوسيلة مواصلات داخل المنطقة. وتضمن قرار المحافظ تكليف حى الهرم وقطاع هضبة الأهرام وجهاز «السرفيس» والإدارة العامة لمرور الجيزة، بتكثيف الحملات المرورية واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال المخالفين، مع عرض تقرير يومى بما تم من مجهودات تلك الحملات.
وتم التعاقد مع شركة أمن جديدة محترفة على بوابات الحدائق التى يتم تطويرها وتحديثها، فضلا عن منع وجود أو سير» التكاتك» نهائيا.
ووصف العديد من سكان حدائق الأهرام القرار بأنه يمثل خطوة طال انتظارها، ونقلة نوعية للمنطقة، وتخفيفا من حدة المشكلات التى تعانيها المدينة، باعتبار أن ظاهرة انتشار «التكاتك» هى الأخطر والأكثر ضررا، بما تسببه من حوادث وجرائم قتل وسرقة وخطف وغيرها، إضافة إلى مظهرها السيئ وغير الحضارى فى منطقة تطل على أقدم المناطق الأثرية فى العالم أمام أهرامات الجيزة.
ويقول أحد سكان المنطقة إن «التكاتك» حولتها إلى عشوائية وفوضى لا نظير لها، وهى المنطقة التى كانت هادئة فى يوم من الأيام، وتعد إحدى أقدم المدن السكنية التى نشأت ضمن مخطط تعمير منطقة صحراء الأهرام، على مساحة ١٤٠٠ فدان تقريبا.
وأضاف أن ما حدث يؤكد المثل القائل «رب ضارة نافعة»، فقبل صدور القرار بيومين وتحديدا فى ٦ مايو الحالى شب حريق فى جراج بالمنطقة (أ) وهو جراج «التكاتك» بسبب وضع بنزين فى جراكن داخل الجراج، مشيرا إلى أن الحريق تسببب فى خسائر مادية كبيرة، وموضحا أنه ليس الجراج الوحيد، وإنما كانت هناك جراجات أخرى داخل المدينة لأن» التكاتك» بلغت نحو ٢٠٠٠ توك توك.
وفى السياق ذاته، طالب عدد من السكان من خلال الصفحة الرسمية للمنطقه بضرورة المتابعة من قبل أجهزة المحافظة بعد العشوائية والفوضى وحالات البلطجة التى تشهدها.
كما اقترح آخرون انتشار السيارات الجديدة فى أكثر من مكان عند البوابات الرئيسية وبعض الشوارع، وتخصيص رقم تليفون ونشره على الجروبات الخاصة بسكان المدينة لمتابعة حركة السيارات. وقد صاحب قرار محافظ الجيزة مبادرات من الأهالى من بينها إنشاء شركة مساهمة للنقل الداخلى، وهو ما لاقى ترحيبا من الكثيرين. كما تم إطلاق مبادرة «الجار للجار»، حيث نزل عدد كبير من الأهالى بسياراتهم الخاصة لسد عجز السيارات ونقل الطلاب والموظفين من داخل المدينة لخارجها، حتى لا يشعر البعض بفقدان التوك توك.
رابط دائم: