حقق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية ووحدة لم الشمل التابعان لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية نجاحات مشهودة وانطلاقات بارزة فى جميع محافظات مصر، شملت المدن والقرى والنجوع، وذلك بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة وهيئاتها.
وقد سجلت وحدة لم الشمل أكثر من ٨٠ ألف نزاع أسرى، تصالح فيهم ٧٥ ألف حالة وعادت الحياة لطبيعتها فى هذه الأسر، كما تضمنت مشاركات ولقاءات وندوات برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية لقاءات دعوية وتوعوية بالجامعات والمدارس، ومراكز الشباب وقصور الثقافة، والرائدات الريفيات، والتجمعات البدوية، والشبابية، والمجلس القومى للمرأة.
وعقدت عدة لقاءات بالشباب من الجنسين، ونوقشت معهم العديد من القضايا التى تشغل أذهانهم، وكان من أهم تلك القضايا والمشكلات التى تواجههم مشكلات تتعلق بالخطبة واختيار الزوجة وإدارة الخلافات الزوجية.
ومن هنا ظهرت فكرة عقد دورات متخصصة لتأهيل المقبلين على الزواج لتثقيفهم وتوعيتهم توعية شاملة مكتملة، سواء دينية أو طبية أو نفسية أو تربوية، لتكون بمثابة وقاية لهم وللمجتمع من آثار هذه المشكلات.
الدكتور أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، يوضح انه تم الاستعداد لهذه الدورات استعدادًا جيدًأ، حيث تتم الاستعانة فيها بنخبة مختارة ومتميزة من علماء الأزهر الشريف، والطب النفسى، وعلوم الاجتماع، والعلوم التربوية والصحة الإنجابية.
وقال إن الهدف الأهم لعقد هذه الدورات هو تثقيف الشباب والفتيات المقبلين على الزواج وتدريبهم تدريبًا متكاملًا، لبناء أسرة سعيدة قائمة على أسس الاختيار السليم للزوجين، والتى من خلالها تتم مواجهة وتجاوز مشكلات الحياة وتحدياتها، وتعزيز القيم والمفاهيم الزوجية الصحيحة دينيًّا ونفسيًّا من خلال هذه الدورات، والعمل سويًا على إيجاد حلول لها حتى لا يصل الأمر للانفصال وتفكك الأسر، مما يسهم بشكل كبير وفعال فى بناء أسرة مستقرة قادرة على تخريج أبناء ورجال تقوم على أكتافهم أركان الوطن الحبيب، ويعملون على تقدمه وازدهاره، مشيرا إلى أن هذه الدورات تسهم أيضا فى تقليل حالات الطلاق بين المتزوجين حديثًا.
وأضاف الحديدى أن الدورات تهدف كذلك إلى اكتساب مهارات التعامل بين الزوجين وضوابط العلاقات الأسرية سواء بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء.
ويعد عقد هذه الدورات فى مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية نقلة نوعية فى النشاط التوعوى والتثقيفى الذى يقوم به المركز، والذى كان سبّاقًا فيه منذ أن أسس وحدة لم الشمل عام 2018، وتبعه إطلاق برنامج التوعية الأسرية، وقد استفاد من هذه الأنشطة حتى الآن مايقارب من 4 ملايين مستفيد، لتكتمل منظومة التوعية الأسرية الشاملة التى يعمل المركز جاهدًا على تحقيقها، كما سيقوم المركز بتوسيع هذه الدورات حتى تشمل جميع المحافظات.
جدير بالذكر أن المركز عقد عددًا من البروتوكولات مع العديد من مؤسسات الدولة وهيئاتها، منها على سبيل المثال وزارة الشباب والرياضة، والمجلس القومى للمرأة، والعديد من الجامعات، ويجرى العمل الآن بالمركز على التوسع فى هذه البروتوكولات حتى تشمل كل المؤسسات المعنية بالدولة المصرية ووزارتها وهيئاتها متخذًا شعار «أسرة مستقرة = مجتمع آمن»، بما يسهم فى تحقيق التنمية الشاملة التى تسعى الدولة المصرية لها فى ظل خطتها للتنمية المستديمة 2030.
رابط دائم: