رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كيليان مبابى.. صراع أوروبى برائحة «ليالى الحلمية»!

بهاء الدين يوسف

حينما يأتى الحديث عن اللاعب الفرنسى الشاب كيليان مبابى لا يمكن إضافة الكثير من التفاصيل الخاصة بقراره الأخير بالبقاء فى باريس سان جيرمان والتخلى عن حلمه القديم فى ارتداء قميص ريال مدريد، ذلك أن قصة انتقاله أو بقائه شغلت كل وسائل الإعلام الرياضية فى العالم طوال ما يقرب من عام كامل، فحينما يغمز مبابى بعينه تتحدث صحف العالم مع خبراء فى علم الإشارات ليؤكدوا أن غمزته تعنى رغبته فى الاستمرار مع باريس سان جيرمان، وحينما يعطس مبابى يتبارى فريق آخر من الخبراء فى تفسير ان عطسته تعنى معاناته مع هواء باريس وهو ما يعنى عزمه التحول الى مدريد للاستمتاع بالميه والهوا مثل المطربة الراحلة ليلى مراد وغرامها بأجواء مصيف مرسى مطروح.


شخصيا لفت انتباهى فى مسلسل مبابى الطويل والممل، ذلك الصراع المشتعل فى خلفية المشهد بين ناصر الخليفى رئيس باريس سان جيرمان وفلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، وهو صراع يذكرنى الى حد كبير بلعبة المنافسة التى غزلها بقلمه الراحل العبقرى أسامة أنور عكاشة فى رائعته «ليالى الحلمية» بين سليم باشا البدرى والعمدة سليمان غانم، حيث تتراجع كل الخطط وتهون كل التضحيات مقابل ان ينتصر أحدهما على الآخر او يستطيع أى منهما ان «يلسع» خصمه قلما على وجهه «بلهجة سليمان غانم».

الخليفى قرر كما ذكرت تقارير غربية متعددة رقما خرافيا للاعب الذى لا يتعدى عمره 23 عاما، يصل الى 570 مليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة، مقسمة الى 300 مليون مكافأة تعاقد و90 مليونا راتبا صافى الضرائب سنويا طوال مدة العقد البالغة 3 سنوات، وهو رقم لم يحصل عليه لاعب كرة سابق فى تاريخ اللعبة بمن فيهم الاسطورتان ميسى ورونالدو، لكن من الواضح ان كله يهون فى سبيل الإبقاء على مبابى فى باريس وتوجيه صفعة على وجه الخصم العنيد بيريز، الذى كان واثقا بدوره فى التعاقد مع الفرنسى الشاب، وسمح لنفسه على طريقة سليمان غانم بالانسياق إلى المزاد «الفخ» الذى نصبه له الخليفى، دون أن يحسب أضراره ودون أن يضع أى خطط بديلة لأنه ببساطة لم يضع فى حسبانه الفشل، ليس لأنه مفاوض ناجح كما أثبت ذلك فى العديد من المرات السابقة، ولكن لأن صفقة مبابى بالنسبة له تحد شخصى وثأر لنفسه من الخليفى او سليم البدرى الذى صفعه من قبل فى موضوع دورى السوبر الأوروبى.

فقبل عام تقريبا كانت صفعة الخليفى الأولى لبيريز ومشروعه الطموح بإقامة بطولة عرفت وقتها باسم دورى السوبر الأوروبى، وتضم عددا من الأندية صاحبة الشعبية الأكبر فى أوروبا مثل ريال مدريد وبرشلونة وليفربول ويوفنتوس وغيرها، مع وعود بجوائز مالية مغرية للأندية المشاركة، وقيل كثيرا فى ذلك الوقت إن تلك البطولة تعد أهم أحلام رئيس مدريد الكروية، لكن بيريز ارتكب غلطة حمقاء وقتها على طريقة سليمان غانم حينما فكر فى التقليل من شأن «سليم باشا الخليفى» أو ناصر باشا البدرى باستبعاده وناديه الفرنسى من قائمة الأندية المدعوة للمشاركة فى البطولة.

رد الخليفى لم يتأخر وخلال أقل من شهرين نجح فى إجهاض المشروع بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبى لكرة القدم الذى رفض البطولة لأنها ستؤثر سلبا على بطولته الأهم دورى أبطال أوروبا، وبدلا من أن يوجه بيريز صفعة على وجه الخليفى، أعطاه دفعة قوية للأمام حيث تمكن القطرى من بلوغ رئاسة اتحاد أو «رابطة» الأندية الأوروبية خلفا للإيطالى اندريا انييلى مالك نادى يوفنتوس الذى أطاح به موقفه المؤيد لدورى السوبر الأوروبى من مكانه فى رابطة الأندية، وصار ناصر الخليفى منذ تلك الأزمة متحدثا رسميا دون تكليف باسم الاتحاد الأوروبى لكرة القدم وكل ما له علاقة بكرة القدم الأوروبية، بينما تراجع نفوذ بيريز الأوروبى كثيرا بعد ذلك.

تستطيع كمتابع أن تقف فى طابور الباكين على مخالفة باريس سان جيرمان لقواعد اللعب النظيف الذى يتصدره خافيير تيباس رئيس رابطة الدورى الإسبانى، لكن اذا كنت منصفا لن تستطيع سوى التصفيق إعجابا بالقدرة التى أظهرها ناصر الخليفى فى ملف اللاعب الفرنسى، ونجاحه فى الإبقاء عليه بعدما ظلت كل التقارير والتسريبات تؤكد أن مبابى حسم أمره بالانتقال الى ريال مدريد «حلم الطفولة»، لكن الخليفى نجح فى تحويل الأمر من مجرد لاعب يحقق رغبته فى الانتقال للنادى الذى يشجعه منذ الطفولة حسبما قال فى أكثر من مناسبة الى صفقة تجارية مسموح فيها كل الممارسات المشروعة وغير المشروعة، وكانت المفاجأة انسياق بيريز الخبير فى سوق المفاوضات وصاحب الحكمة الاقتصادية المتباهى بنفسه دائما الى ذلك الفخ.

الخليفى فيما يبدو أدار معركته بدهاء سليم البدرى المثير للإعجاب ونجح فى جر فلورنتينو غانم أو سليمان بيريز «أيهما شئت» الى معركة العند والكبرياء، ثم نجح ليس فقط فى الإطاحة بكبرياء بيريز ولكن ربما بمشروع ريال مدريد المستقبلى كما كتبت أغلب الصحف الإسبانية القريبة من بطل الدورى الاسبانى، حيث تخلى بيريز عن كل الصفقات المحتملة لفريقه مثل النرويجى هالاند والفرنسيين بوجبا وتشوامينى، لكى يضع كل ما يملكه فى الرهان على التعاقد مع مبابى، صحيح أن اللاعب مشروع نجم وقائد يمكن أن يكون عمود أساس لفريق كبير مثل ريال مدريد، لكن الواضح أن القصة تحولت عند بيريز فى أشواطها الاخيرة الى مكابرة مع نده اللدود ناصر الخليفى، لدرجة قبول بيريز أن يجعل ناديا بحجم وقيمة ريال مدريد يضع يده على خده مثل السيدات المغلوبات على أمرهن فى انتظار أن يعلن اللاعب «المفعوص» قراره النهائى، وسمح كذلك لمبابى بالتلاعب به طوال عام كامل وهو ما يراه كثير من مشجعى الريال حول العالم إهانة كبيرة للنادى الأكثر تتويجا بالبطولات فى العالم.

هل سيندم مبابى على استجابته للإغراءات مثلما حدث مع نازك هانم السلحدار التى اكتشفت خطأ قرارها بالزواج من سليمان غانم بعد طلاقها من سليم البدري؟! ربما يحدث ذلك أو لا يحدث لكن المؤكد أن الصفعات المتتالية التى تلقاها فلورنتينو بيريز من ناصر الخليفى ستقلل ما تبقى من هيبته ليس فقط امام نظرائه من رؤساء الأندية الأوروبية الكبرى ولكن أيضا أمام اعضاء الجمعية العمومية لنادى ريال مدريد فى الانتخابات المقرر أن تجرى فى عام 2025 وهو بالمصادفة «او ربما بالقصد» العام الأخير فى عقد مبابى الجديد مع باريس سان جيرمان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق