حضور ثرى ومهم للسينما السعودية شهده مؤخرا أهم مهرجانات العالم، حيث تتجه لأن تحتل موقعا مميزا على الخريطة العالمية.
فقد جددت السينما السعودية مشاركتها فى الدورة الجارية حاليا لمهرجان «كان» السينمائى، لتكون مشاركتها الثانية بتاريخ «كان» ومن منطلق أكثر قوة وتأثيرا.
وقبلها كانت ضيف شرف مهرجان «مالمو للسينما العربية» فى الفترة من 4 إلى 9 مايو الحالى وذلك عبر برنامج حافل ألقى الضوء على صناعة السينما فى المملكة بمختلف روافدها.
فيلم «تمزق».. من نجاحات السينما السعودية أخيرا
فاعلية ضيف الشرف فى «مالمو» تضمنت عرض خمسة أفلام روائية طويلة، وسبعة أفلام قصيرة تمثّل أبرز الاتجاهات فى السينما السعودية، إلى جانب ندوة بعنوان "تقديم هيئة الأفلام السعودية"، ومعرض صور فوتوغرافية من أنحاء المملكة. ويضاف إلى ذلك كله، برنامج تدريبى مكثف بعنوان "جسر المواهب".
وتواصل السينما السعودية حضورها على الساحة العالمية مع انطلاق الدورة الثامنة لمهرجان " أفلام السعودية" بالظهران فى الثانى من شهر يونيو المقبل.
المهرجان المنتظر من تنظيم جمعية السينما، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافى العالمي"إثراء". وينال دعم هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة. ومن المقرر أن يتضمن المهرجان حزمة من الورش التدريبية المتخصصة فى مجال السينما ضمن جهود إدارة مهرجان "الأفلام السعودية" لدعم وصقل المواهب السعودية فى مختلف المجالات السينمائية.
ومن ضمن ما تشتمل عليه الورش المقرر عقدها على هامش المهرجان، معمل تطوير السيناريو الذى صمم بغرض تطوير ومناقشة عدد من المشاريع السينمائية السعودية، وتهيئتها عمليا لسوق الإنتاج.
ومن الورش التى تشهد مشاركة مصرية للاستفادة من خبرة مصر العريقة فى مجال الإبداع السينمائى، ورشة يقدمها السينمائى المصرى حسام علوان بعنوان «تطوير وإنتاج وتوزيع الفيلم السينمائي» وتمتد الى ستة أيام بواقع ثلاث ساعات يوميا.
علوان الحاصل على درجة الماجستير فى السينما من جامعة سان فرانسيسكو، درس الإنتاج فى برنامج المنتجين الرواد الأوروبيين، كما عمل فى تدريس علوم وفنون السينما ستة أعوام فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقام بإنتاج عدة أفلام مستقلة، مصرية وعربية، وتعد جميعها إنتاجا مشتركا، وعرضت فى العديد من المهرجانات العالمية والعربية.
ومن أبرز الأفلام التى شارك علوان فى إنتاجها أخيرا، فيلم «ستموت فى العشرين».
وسيشهد المهرجان الذى سيمتد حتى التاسع من يونيو المقبل مشاركة 69 فيلما فى جميع المُسابقات، كما تم ترشيح 33 فيلماً ضمن برنامج العروض الموازية. وتضم لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة، المخرج المصرى أحمد فوزى صالح، والممثلة والكاتبة السعودية الكندية عائشة كاى، والمنتج العراقى البريطانى قتيبة الجنابي.
أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فتتألف من المخرج والكاتب المغربى حكيم بلعباس، والممثلة السعودية إلهام على، والمخرجة السويسرية آيتن متلو سراي.
وتتنافس الأفلام المشاركة لأول مرة فى المسابقة، على جوائز "النخلة الذهبية" فى مختلف الفئات، كما تشهد هذه الدورة استحداث المهرجان فئات جديدة من الجوائز، منها "النخلة الذهبية" لأفضل فيلم خليجي. وجائزة "غازى القصيبي" لأفضل نصّ عن رواية سعودية، بالإضافة إلى جائزة "عبدالله المحيسن" للفيلم الأول.
وتتضمن فعاليات المهرجان، تكريم السينمائى السعودى خليل بن إبراهيم الرواف، والمخرج الكويتى خالد الصدّيق، الذى يُعد أحد أهم رواد الحركة السينمائية الكويتية. فيما اختار المهرجان محوره "السينما الشعرية"، لمناقشة تاريخ وتطور دور السينما الشعرية فى صناعة الأفلام.
ذلك كله بالإضافة إلى وجود حزمة من البرامج الثقافية والندوات، وتوفير منصة لشركات الإنتاج، وصنّاع الأفلام، لتمكين مشاريعهم من خلال سوق الإنتاج، بالإضافة إلى إصدار وترجمة 14 كتاباً ضمن السلسلة المعرفية التى يصدرها "الظهران السينمائي" سنويا.
وفى تصريحات لـ «الأهرام»، أوضح السينمائى أحمد الملا، مدير ومؤسس "مهرجان أفلام السعودية" أن المهرجان يتطور من دورة إلى أخرى، بتصاعد مواز لحجم وجودة الإنتاج السينمائى فى السعودية.
أحمد الملا
وتأتى الدورة الثامنة بنقلة جديدة وبأكثر من 120 برنامجا ثقافيا وفنيا، بالإضافة إلى مشاركة ثرية من الخبرات العربية والعالمية، مشيرا الى ان كل ذلك هدفه تطوير المهرجان ليكون منصة رئيسية فى مجتمع صناعة الفيلم السعودى، ومحركا لتشجيع المواهب وتطوير المشاريع منذ بداياتها.
رابط دائم: