رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«دافوس» يبحث أكبر اختبار للاقتصاد العالمى منذ الحرب العالمية الثانية..
شواب: الحرب الأوكرانية نقطة تحول.. وبرنامج الغذاء يدعو لتدخل «الأباطرة»

عواصم عالمية ــ وكالات الأنباء
الرئيس الأوكرانى يتحدث أمام منتدى دافوس > أ.

«النقد» يطالب بتخفيف عبء الديون وإزالة الحواجز التجارية ومواجهة تغير المناخ

فى ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، انطلقت أعمال منتدى دافوس الاقتصادى أمس بمشاركة ٢٥٠٠ شخص من مسئولى السياسة والأعمال والمجتمع المدنى. وتتصدر الحرب فى أوكرانيا والمخاطر التى تمثلها على الاقتصاد العالمى جدول أعمال المنتدى، حيث ألقى الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الكلمة الافتتاحية للمنتدى عبر دوائر الفيديو كونفرانس. وقال زيلينسكى إن بلاده فى حاجة إلى ٥ مليارات دولار شهريا لإعادة الإعمار. وأضاف أن عشرات الآلاف من الناس كان يمكن إنقاذ حياتهم إذا كانت أوكرانيا قد حصلت على ١٠٠٪ من احتياجاتها فورا فى فبراير الماضى، فى إشارة إلى السلاح والتمويل والدعم السياسى والعقوبات ضد روسيا.

واتهم روسيا بمنع إمدادات الغذاء المهمة مثل القمح وزيت دوار الشمس من مغادرة الموانى، بينما تقوم بسرقة بعضها. ودعا زيلينسكى إلى توقيع «أقصي» عقوبات ضد روسيا لوقف العدوان الروسى، بحيث تتضمن حظرا على البترول، وعزل نظامها البنكى ووقف التجارة مع موسكو كليا. وأكد أن بلاده أبطأت التقدم الروسى وأن شجاعة شعبه حفزت الوحدة غير المرئية للعالم الديمقراطى. وطالب بانسحاب الشركات الأجنبية بالكامل من روسيا حتى لا تكون داعمة للحرب.

ويشارك فى المنتدى دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكرانى وفيتالى كليتشكو عمدة كييف وشقيقه فلاديمير.

وتعقد الاجتماعات على مدى ٤ أيام فى منطقة الألب السويسرية تحت شعار «التاريخ فى نقطة تحول: سياسات حكومية واستراتيجيات اقتصادية».

وسينصب تركيز المنتدى على الأزمات العالمية بما فى ذلك الحرب الأوكرانية وجائحة فيروس كورونا والتغيرات المناخية. ومن بين القضايا التى سيجرى مناقشتها خلال الحدث ستكون تبعات الحرب على سلاسل التوريد، وإمدادات الطاقة والأمن الغذائى. ومن المتوقع أن يلقى المستشار الألمانى أولاف شولتس كلمة فى المنتدى.

من جانبه، قال كلاوس شواب مؤسس المنتدى إن الحرب الأوكرانية تعد نقطة تحول للتاريخ، وإنها ستعيد تشكيل الأفق السياسى والاقتصادى خلال السنوات القادمة.

وأضاف أن تغير المناخ والحفاظ على الطبيعة أمر تجب معالجته بشكل عاجل، وأن المخاوف بشأن التضخم المرتفع ستؤثر على كيفية النظر إلى مستقبل الاقتصاد العالمى. وأشار إلى مخاوف من سقوط الناس فى براثن الفقر والموت من الجوع، معترفا بأن «شرائح متزايدة من سكان العالم تواجه خيارات وجودية، أو حتى باتت تحت خط الفقر المدقع». وأضاف:»علينا أن نواجه هذه المسائل فى دافوس، والأزمة الغذائية العالمية تستدعى اهتمامنا الفورى».

وفيما يدعو للتفاؤل، أكدت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولى أمس أن تأزم الأوضاع المالية وارتفاع الدولار وتباطؤ اقتصاد الصين كلها عوامل تؤثر على الاقتصاد العالمى، لكن صندوق النقد لا يتوقع ركودا عالميا.

وأوضحت أن الاقتصاد العالمى يواجه على الأرجح أكبر اختبار له منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى إمكان حدوث ركود فى بعض الدول. وأشارت إلى ٤ قضايا عاجلة هي: تكوين منصة رقمية عامة لخفض تكاليف نقل الأموال عبر الحدود، وإزالة الحواجز التجارية، وتحقيق تقدم فى تخفيف عبء الديون، وتسريع وتيرة العمل فى مواجهة التغير المناخى.

وشدّد مسئولو صندوق النقد الدولى على «تنامى خطر التفتت الجغرافي-الاقتصادي»، مشيرا فى المقابل إلى فوائد العولمة. ولفت مسئولو صندوق النقد الدولى فى مدونتهم إلى التغير فى تدفق رأس المال والسلع والخدمات على مدى العقود الثلاثة الماضية مدفوعا بانتشار التكنولوجيا الحديثة، مضيفين:«لقد عززت قوى التكامل هذه مستوى المعيشة والانتاجية وضاعفت حجم الاقتصاد العالمى ثلاث مرات وانتشلت ١‪٫‬٣ مليار شخص من الفقر المدقع.

إلا أن هذا التقدم مهدد اليوم بفعل الحرب فى أوكرانيا وما صاحبها من عقوبات وقيود، إذ تم فرض قيود على تجارة الأغذية والطاقة والمواد الخام الأخرى فى نحو ٣٠ بلدا، بحسب الصندوق.

ولفتت أنياس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية إلى أن المنتدى يُعقد وسط عاصفة من الأزمات المتعلقة بحقوق الإنسان، وأشارت إلى أن الأوضاع المناخية الطارئة لاتزال مهملة والفشل فى إمكان الحصول على لقاح كورونا فى العالم، فضلا عما يجرى فى أوكرانيا. ودعت كالامار المشاركين فى المنتدى إلى التحلى بـ«الواجب الأخلاقي»، معتبرة أن على الأثرياء استخدام ثرواتهم الطائلة ونفوذهم من أجل إنهاء الوضع القائم الحالى». من جانبه، دعا ديفيد بيسلى المدير التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمى المليارديرات حول العالم إلى التقدم وسط خطر انعدام الأمن الغذائى العالمى فى جميع أنحاء العالم. وقال إنه رأى علامات مشجعة على انخراط «أباطرة» مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس. وطالب بإعادة فتح الموانى فى أوكرانيا، قائلا إن المزارعين هناك قد زرعوا كميات من الغذاء تكفى لإطعام ٤٠٠ مليون شخص. وأضاف إذا تم قطع هذه الإمدادات عن السوق فإن العالم سيواجه مشكلة فى توافر الغذاء على مدى الـ ١٠ أو ١٢ شهرا القادمة، وقال «سيكون ذلك جحيما على الأرض». وفى سياق العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، استبعد المنتدى هذه السنة مشاركة موسكو التى ترسل عادة أكبر وفد إلى دافوس. وعوضا عن «البيت الروسي» الذى كانت النسخ السابقة من المنتدى تتضمنه، يُقام هذه السنة «بيت جرائم الحرب الروسية»، حيث ستنظم عدة أنشطة بمشاركة شخصيات أوكرانية دعما لكييف.

ويعود المنتدى الاقتصادى العالمى إلى منتجع التزلج فى الجبال السويسرية بعد عامين من تعليقه فى ظل تفشى وباء كوفيد-١٩، بعدما عقد لقاءه العام الماضى عبر الإنترنت، وتأجيل عقده هذه السنة من يناير إلى مايو بسبب الأوضاع الصحية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق