رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأهرام فى زيارة ميدانية له
«مشروع مستقبل مصر» قاطرة زراعية.. وبوابة الأمن الغذائى

قام بالجولة ـــ عـماد الـديـن صـابـر
مستقبل مصر

تحقيق رؤية الرئيس فى تقليل الاستيراد وإنجاز أهداف التنمية المستدامة

 

 

  •  مدير المشروع : نستخدم أحدث المعدات والتقنيات فى الزراعة بجودة وسرعة
  • شبكة طرق داخلية وخارجية لنقل المنتجات إلى موانى الإسكندرية وبرج العرب وسفنكس
  • منطقة صناعية للتعبئة والتغليف وتصدير فائض الإنتاج الزراعى للخارج

 

 

هنا فى صحراء مصر الغربية التى تحولت من أرض جرداء إلى آلاف الأفدنة والزراعات والأشجار والخضراوات، حيث «مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي»، ترى على امتداد بصرك عزيمة الرجال التى جعلت من تلك الصحراء مترامية الأطراف جنة لا يقطع خضرتها إلا سماء لايوجد مثيل لصفائها وشمسها الساطعة فى بقعة أخرى من العالم. ولاتستطيع على امتداد بصرك أن تدرك نهاية المساحات الشاسعة التى تحتوى على زراعات متنوعة كالقمح والذرة والبنجر والخضراوات وأشجار الموالح والنباتات العطرية، فى أحد أهم المشروعات القومية التى دشنتها الدولة لتعظيم فرص الإنتاج، وتوفير منتجات زراعية بجودة عالية وأسعار مناسبة للمواطنين وسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية.

 


أحد العاملين بالمشروع يتحدث لمندوب الأهرام

وفى بداية الجولة التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تعرفت «الأهرام»، على مراحل المشروع التنفيذية، خلال العام الحالى، والمرحلة المستقبلية، والتحديات التى واجهت القائمين عليه، وفرص العمل التى يوفرها، والمعدات المستخدمة والخدمات والزراعات الموجودة، واستمعنا إلى شهادات المشرف على المشروع والعاملين به والمشرفين على عملية الزراعة والحصاد الموسمى للمحاصيل والخضراوات المختلفة، وجهود الوزارات ومؤسسات الدولة لتحقيق أعلى درجات النجاح وتقديم أفضل إنتاجية بأقل كمية مياه وتكلفة ممكنة، واستخدام أحدث المعدات والميكنة الزراعية الحديثة، فضلًا عن تيسير حاجة المشروع للطرق والمحاور والكهرباء، والمرافق ومحطات الرفع وشبكة الترع والمصارف تقوم بتنفيذها الدولة، لتحقيق رؤية القيادة السياسية ليصبح وبحق خلال سنوات قليلة أحد أهم المشروعات القومية التى ستضاف إلى الرقعة الزراعية فى بر مصر، بما يعزز من استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضى الزراعية من الرقعة الجغرافية، خاصةً أنه يقع ضمن المشروع الزراعى العملاق «الدلتا الجديدة».

 

سنوات الإنجاز

ويقول المقدم طيار بهاء محمد الغنام، مدير مشروع «مستقبل مصر»، إن المشروع يهدف إلى التنوع الزراعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من جميع المحاصيل الزراعية للمواطن والقضاء على تفاوت الأسعار وتحقيق الاستقرار فى أسواق المنتجات الزراعية، وبدأ العمل فى المشروع فى إبريل عام ٢٠١٧، عندما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبدء الفورى فى التنفيذ لـتوفير منتجـات زراعيـة ذات جـودة عاليـة بأسعار مناسـبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج ممـا يسهم فى تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق التنمية المستدامة.

 

موقع فريد

وأوضح الغنام أن المشروع يحظى بموقع فريد يتيح له العديد من المزايا الاستراتيجية من خلال توفيرالأيدى العاملة، وسهولة نقل مستلزمات الإنتاج من بذور ومعدات ومبيدات وأسمدة، وسرعة توصيل المنتج النهائى إلى الأسواق، بهدف تحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن توافر الأيدى العاملة يرجع لقربه من محافظات الجيزة والبحيرة ومطروح، وسهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالبذور والأسمدة والمبيدات والمعدات وتوصيل المنتجات النهائية للأسواق الرئيسية وموانى التصدير البرية والجوية، فالمشروع بالقرب من مطار «سفنكس»، ويجرى حاليًا إنشاء محاور جديدة للوصول إلى طريق مصر إسكندرية الزراعى للتسهيل على المستثمرين القادمين من الدلتا القديمةـ بالإضافة إلى قربه من مطار برج العرب وميناء الإسكندرية، مما يسهم فى تحقيق النمو الاقتصادى ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل.

 

دعم رئاسي

وأشار مدير مشروع مستقبل مصر إلى التحديات التى تواجه الإدارة ومنها الحفاظ على التنمية المستدامة فى عملية التوسع والسرعة فى التنفيذ، منوهاً إلى متابعة الرئيس عبدالفتاح السيسى المستمرة لهذه المشروعات والتى تكاد تكون بصفه يومية، موضحاً أنه بدون وجود دعم قوى لتنفيذ هذه المشروعات فى أسرع وقت لم نكن لنصل إلى ما تم انجازه حتى الآن .

تنوع زراعي

واستعرض المقدم طيار بهاء الغنام الزراعات الموجودة داخل المشروع والتى تتضمن القمح والذرة وبنجر السكر وفول الصويا وعباد الشمس والبصل وجميع الخضراوات، مشيرًا إلى أن المشروع يساهم فى زراعات الفواكه بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وأنه عند زيادة الأراضى الزراعية نعطى الأولوية للزراعات الإستراتيجية ثم الذى يليها، منوهاً إلى تعاون المشروع مع معهد البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة لإدارة إنتاج التقاوي، واختيار أحسن الأصناف وهو خطة وزارة الزراعة التى تنفذها من خلال رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التوسع للرقعة الزراعية للعام التالى للوصول إلى الكمية المستهدفة وتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح.

استخدام أقل للمياه

وأوضح مدير المشروع أن الزراعات الشتوية يمكن من خلالها استخدام مساحة الأراضى كلها فى زراعتها، أما الزراعات الصيفية فيتم استخدام جزء من المساحة لتحقيق التنمية المستدامة واستخدام المياه بشكل أمثل وهو ما يتضح فى نوعية المحاصيل التى تتم زراعتها فى المشروع.


 

  التوسع فى زراعة الذرة   

  

وأشارالمقدم بهاء محمد الغنام إلى أن الذرة من المحاصيل الرئيسية ونبحث الآن إمكان إدخال الذرة البيضاء أو الصفراء فى صناعة الدقيق لتتوافر لدينا بدائل عديدة يمكن من خلالها تحقيق الأمن الغذائي، وذلك بالتعاون بين إدارة المشروع وشركات القطاع الخاص ووزارة الزراعة فى عملية إنتاج التقاوي، فضلاً عن أن التوسع فى زراعة الذرة تستهدف إنتاج الحبوب وإدخالها فى علف المواشى.

 

صوب زراعية بالفيوم

وأوضح المقدم بهاء الغنام أن مشروع مستقبل مصر يقوم بالإشراف على تنفيذ الصوب الزراعية بمنطقة «اللاهون» بمحافظة الفيوم بإنتاج صوب «أسبانى ــ مصرى» لزارعة محاصيل الخضر و«نباتات طبية وعطرية، والفاكهة، بالإضافة إلى زهورالقطف لغرض التصدير، كما يقوم مشروع مستقبل مصر بالإشراف على تنفيذ مشروع المنيا وبنى سويف لاستصلاح الأراضى المخطط لها زراعة قصب السكر والقمح والذرة الصفراء والفول البلدى والبرسيم الحجازي.

 

شبكة طرق داخلية وخارجية

ويقول المقدم بهاء الغنام إن مشـروع مـسـتقبل مصـر قام بالتعـاون مـع الشـركات الكبـرى لتنفيـذ البينة الأساسية للمشروع والتى تشمل تمهيد الطرق الداخلية وحـفـر آبـار ميـاه جوفيـة، وإقامة محطتـين للكهربـاء وشبكة كهرباء داخلى جار ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة، وكذلك إقامة مخازن لمستلزمات الإنتاج وعدد من المبانى الإدارية والسكنية.

 

توافر مياه الري

وأوضح المقدم بهاء الغنام أن هناك ترعتين قادمتين بالمياه السطحية للدخول فى مشروعات الدلتا الجديدة ومشروع مستقبل مصر الذى يعد باكورة الدلتا الجديدة، كما يسهم المشروع فى زراعات تحقق جزءا من إنتاج السكر فى مصر مما يخفف من وارداتنا بالعملة الصعبة.

 

  محطات التحلية  

وأضاف إن المرحلة الثالثة من المشروع تتضمن مياه صرف زراعى وهو من التحديات الكبيرة من اتجاه «المكس» وعند «زاوية عبدالقادر» من اتجاه الشمال وذلك بإجراء عمليات الصرف الزراعى التى وجه الرئيس السيسى بتنفيذها، حيث كانت المياه تصب فى «البوغازى» يومياً، وحالياً يتم إعادة تحليتها وتدويرها للاستفادة منها حتى لا يتم الضغط على مخزون المياه الجوفية لتحقيق التنمية المستدامة.

 

  خزانات مياه جوفية  

وأشارالمقدم بهاء الغنام، إلى أن المشروع يقوم بالاستفادة من خزانات المياه الجوفية وهى 3 خزانات «الأيوسين ــ المايوسين ــ المغرة» وهى امتداد لمنطقة وادى النطرون وذلك بحفر الآبار الجوفية مع الوضع فى الاعتبار المسافة البينية بين الآبار للحفاظ على الخزانات الجوفيـة وعـدم السحب الجـائر منها وتحقيق معايير التنمية المستدامة، وجار دخول مصدر مياه سطحى بمد ترعة مستقبل مصر، ويعد معالجة مياه الصرف الزراعى وإعادة تدويرها واستخدامها للرى مـن أكبر التحديات فى مشروع الدلتا الجديدة، ويتم داخل المشروع إجراء تحاليل دورية لقياس درجة ملوحة المياه بما يتناسب مع نوعية المحاصيل.


  ميكنة زراعية حديثة  

وأكد توافر واستخدام الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية بجودة وسرعة عالية، وأن إدارة المشروع تتعاون مع شركات القطاع الخاص.

 

  منطقة صناعية  

كما أوضح مدير مشروع مستقبل مصر أنه طبقًا لخطة تطويرالمشروع والتوسعات الاقتصادية التى من شأنها تحقيق النمو الاقتصادى والتنمية المستدامة تم البدء فى إنشاء منطقة صناعية على ثلاث مراحل طبقا لأولويات التصنيع، المرحلة الأولى وتشتمل على: «ثلاجات البطاطس، ومحطات الفرز والتعبئة، وصوامع تخزين الغلال، ومحطات غربلة وإنتاج التقاوي، ومعامل تحليل التربة وأمراض النباتات»، وتم حالياً الانتهاء من بناء وتشغيل ثلاجـات بطـاطس ومحطـات الفـرز والتعبئـة وصوامع تخزين غلال. أما المرحلة الثانية فتشتمل على: أنفاق تجميد خضراوات وفاكهة، ومصنع سناكس، ومصنع بصل وثوم مجفف، ومصنع تعبئة وتغليف بقوليات، ومصنع تعبئة وتكرير الزيوت، ومصنع أعلاف الماشية، ومزرعة أغنام وماشية. بينما تتضمن المرحلة الثالثة من المنطقة الصناعية بالمشروع، إنشاء مصنع سكر، ومصنع إنتاج زيوت، ومحطة فرز وتعبئة برتقال.

 

  برامج تدريب وفرص عمل  

يوفر المشروع فرص عمـل مباشـرة وغير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمالة خلال المواسم القادمة، حيث تراعى إدارة المشروع تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، كما تقدم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع. وسيتم عمـل بـرامج تدريبيـة لأوائل خريجى كليات: الزراعة، والهندسة لتثقيف العناصر البشرية لزيادة الأيدى العاملة، وتحقيق المستهدف من خطة الدولة فى إنهاء مشروع الدلتا الجديدة.

 

  تحقيق الاكتفاء الذاتي  

ولفت إلى أن رؤية المشروع هى الحفاظ الـدائم على تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهوريـة لتحقيق الأمن الغذائى وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي، والحرص التام على المساعدة فى القضاء على البطالة وايجاد فرص عمل فى تخصصات مختلفة حتـى يستشعر المواطن حجم العمل المبذول، وتنفيذ خطة رئيس الجمهوريـة فى التوسعات الاقتصادية التى من شأنها تحقيق النموالاقتصادى والتنمية المستدامة، والعمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجـادين بمحـددات وضـوابط وخبـرات فى التعامل مع هذا النوع من اقتصادات تعظيم العائد، وتحقيـق أعظـم أسـلوب بالنظـام الموجـه بالوقـت لتقليـل التكلف فى المشاريع القومية الاقتصادية والإنتاجية.

 

  شهادات العاملين  

كما استمعنا خلال جولتنا إلى شهادات عدد من العاملين بالمشروع، حيث عبر عبدالحليم عبدالنبى بالقول: «نفسنا كل المشاريع الزراعية تكون بنفس الشكل»، مشيرًا إلى فرص العمل المتوافرة، وأن هناك عمالا تذهب يوميًا إلى منازلها لقرب موقع المشروع من محل إقامتها. كما التقط أطراف الحديث أحد العمال ويدعى كرم فيليب، الذى أوضح أن المشروع يستخدم كافة أساليب الرى الحديثة فى الزراعة وحصاد الإنتاج، وأن هناك تحديا وعزيمة لإنجاز المشروع والانتهاء منه فى وقته المحدد.

وفى ختام الجولة تم تقديم عرض «بريزنتيشن» يشرح معدل تطورالأيدى العاملة فى مشروع مستقبل مصر، وشاهدنا خلال الجولة أيضًا رصدا للأقمار الصناعية للمشروع يوضح المشروع على مراحله المختلفة، كما تم عرض المراحل المستقبلية التى ستتم زراعتها بالمياه السطحية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق