رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قريبا.. اختفاء «البدلة الرجالى»

كتبت ــ رحاب محسن
«صنعة» حياكة البدل.. تاريخ وفن تهددهما كورونا

عاد الجميع إلى المكاتب، ويفترض أنهم عادوا إلى أغلب عادتهم القديمة داخل مكاتب العمل. ولكن لا يعتقد أن كل العادات ستعود كاملة، فحتما سيكون لعهد «كورونا» الكثير من الآثار على عظيم الأمور وبسيطها. ولن يكون الزى المعتمد لساعات العمل وجلسات المكتب استثناء من متغيرات كورونا.

فحسب تقرير نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية، هناك مقدمات ترجح تراجع الإقبال على «البدلة»، حتى إن هناك اعتقادا فى إمكانة اختفائها قريبا من الدواليب حول العالم، خاصة بعد تراجع الاهتمام بتفصيل وحيازة بدل جديدة خلال فترة العزل التى فرضتها الجائحة.إشارات أزمة البدل، صدرت من أكبر الشركات العريقة لتصميم وحياكة البدل فى السوق البريطانية.

فنقل التقرير تأكيدات كوندى، أحد العاملين بمتاجر عائلته "هنرى بول" اللندنية، أن طرقات المتجر طالما شهدت استخدام أدوات الخياطة طوال أيام الأسبوع منذ تأسيس الشركة عام 1806، وحتى مارس 2020 عندما أمرت الحكومة أغلبية البريطانيين بالعمل من المنزل.

يؤكـد كوندى أن أزمة "الجائحة" تعتبر الأسوأ التى واجهتها "هنرى بول" على الإطلاق، وحتى أعظم من أزمات الكساد العظيم أو الحروب".

ويقارن كوندى بين ما جرى أيام الجائحة وأحوال تفصيل البدل فى بريطانيا فى زمن الحرب العالمية الثانية، حيث كانت قوات الحلفاء متواجدة فى بريطانيا، ويطلب بعض أفرادها حياكة البدل. ورغم أحوال الحرب وأهوالها، كان لا يزال يمكن لأسطوات الحياكة مقابلة العملاء وجها لوجه.

بعد تراجع الجائحة، وتعليمات الحكومة بالعودة الفعلية لأماكن العمل، يشير تقرير الـ"جارديان" إلى ما كان من عودة كوندى وزملائه للعمل بمقر المتجر فى 15 شارع "سافيل رو" المعروف بأنه موطن أرقى الملابس الرجالية المصممة حسب الطلب.

ولكن عودة أسطوات الحياكة فى لندن، لا تعنى عودة العملاء على غرار ما كان قبل الجائحة، بل أنها أقل مما كانت عليه قبل الأزمة المالية لعام 2008.

وحسب نيك باجيت، كبير محررى موضة الملابس الرجالية وخبير التنبؤ بالاتجاهات فى التفصيل، فإن الإقبال على استخدام البدل كان يتراجع قبل فترة طويلة من تفشى الجائحة. وأن اعتماد ارتداء ملابس رياضية داخل المنزل طوال فترات العزل المنزلى ساعد فى زيادة التراجع.

ويتوقع باجيت أن صفقات العودة التى تبرم حاليا فى كل مكان بخصوص العودة إلى المكاتب، ستضم بندا بخصوص ارتداء بدلات رسمية بمعدل أقل.

ودعما لتأكيدات باجيت، أشار التقرير إلى ما كشفته أبحاث السوق من تراجع الإنفاق على بدل الرجال من 460 مليون جنيه إسترلينى عام 2017، إلى 157 مليون جنيه إسترلينى عام 2020، قبل أن تتعافى بشكل طفيف إلى 279 مليون جنيه إسترلينى العام الماضى.

ولكن هذا التعافى متذبذب ولا يعد منقذا للجميع. فوفقا للجارديان، ستشهد الشهور القليلة المقبلة انهيارا مؤكدا لعدد من كبار حائكى الملابس الراقية والرسمية، فى مقدمتهم "جيفز و هوكس" من أشهر حائكى شارع "سافيل رو" والذى يعود تاريخه إلى عام 1771، ويملك 58 متجرًا فى 25 مدينة.

المؤكد أن البدلة ستظل نجمة المناسبات الرسمية وحفلات الزفاف، ولكن هذا وحده لا يضمن بقاءها على قيد الحياة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق