في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ يصهل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة، وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة ، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد كان الحصان مشغولاً بهز ظهره، فكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض، ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان، فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى، إلى أن اقترب الحصان للأعلى و قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئر بسلام .
هذه الحكاية وصلتني قبل بضعة أيام من أحد الأصدقاء على بريدي الإلكتروني، حكاية شعرت بأنها تعطينا عبرة نحتاجها هذه الأيام العصيبة التي تشهد حالات الغلاء والوباء، وبعض الجرائم الفردية التي تستهدف النيل من الوحدة الوطنية، وأن هناك من يحاولون رمي التراب علينا، لكننا سنتشبه بذاك الحصان وسننفض التراب عن ظهرنا، وسنرتفع خطوة نحو الأعلى ،ولن نتوقف ولن نستسلم مهما حدث !!
يوسف القاضي
مدير مدرسة ديروط الثانوية الصناعية العسكرية بنين سابقا
رابط دائم: