رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى..
سلاح المخابرات الأمريكية فى الحرب الأوكرانية

فايزة المصرى

فى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى آى إيه)، كما فى أجهزة المخابرات الأخرى، يجرى العرف على العمل بسرية فى جمع المعلومات وتحليلها وتداولها بين عدد محدود من المسئولين الموثوقين. وتبدو السرية ضرورية لأن الهدف هو رفع هذه البيانات لمتخذى القرار وصناع السياسات دون أن ينتبه الخصم لأن العدو سرق أسراره. ولكن مع تعيين «ويليام بيرنز» رئيسا جديدا لـ»سى آى إيه»، تغير النهج تماما وأصبح العلن لا السرية سلاح المخابرات الأمريكية ضد روسيا فى أوكرانيا.

بدأ استعداد الوكالة للتعامل مع الغزو الروسى لأوكرانيا فور تولى «بيرنز» المنصب فى مارس 2021. وقد استهل مهامه بطرد مئات من الموظفين العاملين بالسفارات الأمريكية فى أوروبا ممن اشتبه فى أنهم يعملون جواسيس لروسيا. وقبل اندلاع الصراع بشهور رفع السرية عن معلومات المخابرات ونشرها على الملأ. ومن ذلك نشر صور الأقمار الصناعية للقواات الروسية المحتشدة على طول الحدود الأوكرانية، والإفصاح عما يتوافر لدى المخابرات من تفاصيل عن تحركات القوات الروسية واستعدادات واشنطن للردع. ووفقًا لما ذكرته الإذاعة الوطنية الأمريكية العامة، فقد كان حجم المعلومات السرية التى تم الكشف عنها غير مسبوق، لدرجة أن الحلفاء الغربيين أنفسهم لم يدركوا أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت تقول الحقيقة إلا عندما بدأ الغزو الروسى لأوكرانيا فى الخامسة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم 24 فبراير الماضي. وبالنظر إلى سلسلة الإخفاقات التى مُنيت بها المخابرات الأمريكية لاسيما فى أفغانستان، فقد ساعدت سياسة المعلومات المفتوحة تلك فى استعادة الثقة بهذه المؤسسة وإيجاد رأى عام ضد الغزو، بل وتشجيع أكثر الدول الأوروبية حيادا، بما فى ذلك سويسرا، على اتخاذ موقف واضح. ويصف بعض المحللين المعلومات التى كشفت عنها «سى آى إيه» بأنها أكبر عمليات الحرب النفسية فعالية منذ الحرب العالمية الثانية. «بيرنز» هو أول دبلوماسى يتولى رئاسة «سى آى إيه». يعرف بمهاراته فى التعامل مع المواقف الشائكة. عمل لاثنين وثلاثين عاما بالسلك الدبلوماسي، وكان واحدا من أصغر من ترقوا لرتبة سفير محترف أى مايوازى رتبة جنرال أربع نجوم فى القوات المسلحة. يتمتع بذكاء دبلوماسى وقدرة على الاستماع والتعامل النفسى مع رؤساء الدول وغيرهم من صانعى القرار. يحظى بتقدير الجمهوريين والديمقراطيين. استعان به الرئيس الأسبق «بوش» الابن للتفاوض سرا مع الإيرانيين فى 2008. ويرى كثيرون أن اختيار الرئيس «بايدن» له لقيادة «سى آى إيه» كان موفقا للغاية، لاسيما وقد سبق لـ»بيرنز» أن عمل سفيرا لواشنطن لدى موسكو (من 2005 إلى 2008) حيث أمضى الكثير من الوقت فى دراسة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. وفى نوفمبر الماضى، أرسله «بايدن» إلى موسكو للقاء «بوتين»، وهى الزيارة التى وصفها «بيرنز» بأنها لم تكن مشجعة. يعرف عن «بيرنز» أنه لايميل كثيرا للظهور الإعلامي، لكنه أفصح مؤخرا عن اعتقاده بأن «بوتين» غير مستعد حاليا للتفاوض لاقتناعه بأن مضاعفة قوته ستمكنه من إحراز تقدم. يقول إنه لايوجد دليل عملى على تخطيط موسكو لنشر أو استخدام أسلحة نووية تكتيكية. ومع ذلك لاينبغى الاستخفاف بهذا الاحتمال لأنه حتى هذه اللحظة يصعب التكهن بالكيفية التى سينتهى بها هذا الصراع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق