بعد عامين من القيود التى فرضتها جائحة كوفيد-19، تستعيد مدينة جنيف الدولية عافيتها وكامل نشاطها فى عدد من الأنشطة ومن بينها استكمال مبادرة جنيف – إفريقيا التى تقوم على توأمة بين مبدعين فى شكل مراسلات مكتوبة ولقاءات حية وحوارات ثقافية بين فنانين من جنيف السويسرية ونظرائهم من الأفارقة من الناطقين بالفرنسية بما فى ذلك هايتى ومنطقة البحر الكاريبي.
كانت البداية التجريبية قبل عامين فى لقاءات جنيف- كين 2020 التى جمعت بين اثنين من المبدعين من أبناء جنيف مع اثنين من نظرائهما من أبناء كينشاسا، عاصمة دولة الكونجو الديمقراطية، حيث التقى الأربعة فى عدة لقاءات نظمتها إحدى دور النشر السويسرية بحضور عدد من المهتمين بالثقافة الإفريقية. وبعد عامين من التوقف، تحتضن جنيف هذا العام النسخة الأولى المكتملة من المبادرة فى الفترة من 10-22 شهر مايو الجارى كنتيجة للتعاون المشترك بين مبادرة جنيف-إفريقيا التى تأسست عام 2019 على يد الكاتب السويسرى من أصل كاميرونى ماكس لوب، ومختبر الفنون المعاصرة الذى تأسس عام 2010 على يد سيلفانا مو-فيرشو، المنسقة والكوميسيرة الفنية بين سويسرا وفرنسا وإفريقيا، وذلك تحت عنوان جنيف- ويدا، حيث تعد ويدا ثانى أكبر مدن جمهورية بنين وميناءها الأول. تقوم المبادرة على الجمع والتنسيق بين عدد من الفنانين من البلدين (جنيف/سويسرا وويدا/بنين) مع تنظيم الأنشطة والفعاليات الفكرية والفنية الموازية فى عدد من الفضاءات كمعارض فنية تشكيلية وتنظيم قراءات وحفلات موسيقية وحوارات تحت شعار «امنح الكثير من وقتك لفهم الآخر» الذى أطلقه مقرر المبادرة ماكس لوب . تأتى الاحتفالية التى تستمر على مدار أسبوعين، بعد نحو خمسة أشهر من التنسيق والمراسلات بين اثنين من الكتاب السويسريين واثنين من مبدعى بنين وبالتحديد من أبناء مدينة ويدا الساحلية المشهورة بالسحر والشعوذة، حيث تمت مناقشة العديد من الموضوعات ومنها مناهضة القيود وتاريخ العبودية والسحر فى عاصمة العالم للشعوذة كما يصفها البعض. شهد شهر أكتوبر المنصرم، بدايات التفاعل بتبادل الرسائل بين الفنان التشكيلى ابن جنيف فابيان مينور, ومواطنته الروائية ماريون إيمونو، مع كاتبين من بنين، وهما الروائى والكاتب المسرحى جيروم توسافي، والشاعر الناقد جميل ماما جاو، على مدار عدة أشهر نتج عنها عشرات الرسائل الأقرب للمقالات. وفى يناير 2022، حصل الفنانان السويسريين على فرصة السفر والإقامة للكتابة والإبداع فى مدينتى ويدا وكونتونو، للاقتراب من الحياة اليومية فى بنين والتعرف إلى روحانية فلسفة الفودو وسحرها لاكتشافها والتعلم منها. فى بداية مارس 2022 ، خطط الكاتب السويسرى من أصل كاميرونى ماكس لوب للنسخة الأولى المكتملة من المبادرة، وذلك مع بالتعاون مع دار النشر نفسها والتى جمعت الرسائل المتبادلة لفهم الآخر فى كتاب يتم توقيع نسخه الأولى يوم 20 من مايو المقبل، فى إطار الفاعليات الموازية لمنح المبادرة أفقًا أكثر اتساعًا بحضور جيروم توسافى وجميل ماما جاو إلى جانب السويسريين ايمونو ومينور احتفاءً بمحاولاتهم لفهم الآخر.
رابط دائم: