عمره من عمر الأهرامات وأبى الهول والمعابد والمسلات، ومازال يعيش بيننا منذ آلاف السنين، إلا أنه يتميز عنهم بأنه يتجدد كل يوم .. يخرج من الفرن صبيحة يوم الخبيز يبتسم للجميع واعدا إياهم بوجبة شهية.. إنه العيش الشمسى أو "الرغفان" أجمل ما خبزته أفران وجه قبلي.
كبيرة البيت توصى بـ"تربية الخميرة" جيدا قبل العجن بوقت كاف ثم يقطع العجين على "المقارص" المستديرة التى تضمن لك أرغفة متساوية.. وهى نفسها المقاعد المريحة التى سيأخذ العجين حمام الشمس وهو مسترخ عليها.
وفى أكثر منطقة مشمسة قريبة ترص الأرغفة حتى تكتمل "التخميرة" وتقلب على الوجه الآخر استعدادا للخبيز فى نار الفرن البلدي، بل ويتم الاحتفاظ ب"فرك الماجور" للاستفادة منه كخميرة ناجحة لخبيز المرة القادمة.
الرغيف بخيره يفتح الشهية لأطباق الويكا والملوخية وصحون العدس والفول المدمس والجبنة القديمة، لكن لا جدال أن الأطفال هم أكبر مشجعى العيش الشمسى حيث يقفون أمام المشنة لرش رغيف منه بالسكر وهو ساخن فيصبح أحلى من "الجاتوه."
ولأنه قد لا يستطيع الفرد تناول الرغيف بمفرده خاصة الأطفال، يكون مصير البواقى التحميص ليصبح بذلك عندك أحلى "قراقيش" بجانب أكواب الشاى باللبن صباحاً.
هذا النوع من الخبز تحديداً لو بقى فى البيت لمدة عام لا يصيبه عطب أو عفن مادام أنه محفوظا بشكل جيد.
رابط دائم: