تواكب جامعة الأزهر التحول الكبير الذى يحدث فى مصر والعالم فيما يخص استخدام الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة، وتسعى لتكون جامعة خضراء، جميع مبانيها تعمل بالطاقة النظيفة، لتحقيق الأمن والسلامة، والحفاظ على البيئة. وللتعرف أكثر على دور البحث العلمى فى تقديم مقترحات قابلة للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع لخدمة المجتمع، كان لقاء «الأهرام» مع الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، والمشرف على قطاع المستشفيات.
وكانت البداية بسؤاله عن دور الجامعة فى تنمية البيئة؟ فأوضح ان « جهود جامعة الأزهر فى تنمية البيئة، كبيرة، وشاملة، وكان آخرها اعداد مؤتمر تحضيرى لمؤتمر المناخ الذى سيعقد فى مصر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وقد ناقش المؤتمر أكثر من 80 بحثًا، اهتمت بدور مصر فى الحفاظ على الحياة البيئية السليمة، وأثر ذلك على البيئة فى كوكب الأرض، وقد قدمت جامعة الأزهر نموذجًا لمبنى تنمية مستدامة، وأنوه إلى أن مبنى جامعة الأزهر الإدارى، يعمل بالطاقة النظيفة، وهذا مشروع قامت به جامعة الأزهر، بالاشتراك مع مسئولى التنمية فى الأمم المتحدة، وتم افتتاحه منذ أكثر من 6 أشهر، ونحن فى طريقنا إلى أن تكون جامعة الأزهر جامعة خضراء تعمل جميع مبانيها بالطاقة النظيفة، لتحقيق الأمن والسلامة، وسلامة البيئة، وعندنا مشاريع كثيرة تخص الهيدروجين، والطاقة المتولدة منه، وأبحاث كثيرة فى مجال البيئة.»
ويضيف الدكتور محمود صديق: «قدمت جامعة الأزهر أربع ورقات بحثية، فى مجال الصناعة، والتنمية، إلى المجلس الأعلى للجامعات، بموافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمى، واتسمت بالتنوع بين الطب والصيدلة والعلوم، وعندنا 3 حاضنات، حاضنة الرواق فى هندسة قنا، والثانية فى كلية العلوم، والثالثة فى كلية الصيدلة، وقريبًا ستكون الرابعة فى أسيوط، كل هذا لأجل أن يكون البحث العلمى قابلا، للتطبيق والتنفيذ على أرض الواقع من خلال مشاريع، جادة وهادفة لخدمة المجتمع».
دكتور محمود صديق
وعن دور مستشفيات جامعة الأزهر فى خدمة المجتمع، أجاب: « مستشفيات جامعة الأزهر، تخدم القاهرة، وأسيوط، ودمياط، وقام مستشفى جامعة الأزهر فى دمياط بدور كبير أثناء مراحل العزل فى جائحة كورونا. وكذلك مستشفى جامعة الأزهر فى أسيوط قام بمجهود كبير على مدار أكثر من 10 شهور، وكان يشرف بطاقمه الطبى على العزل كاملا فى مستشفى أبو تيج، التابع لوزارة الصحة. أما فى القاهرة، فلدينا ثلاثة مستشفيات: الحسين الجامعى، وسيد جلال، والزهراء، وهى مزودة بأحدث الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى ان جميع مستشفيات الأزهر قامت بدور كبير فى جائحة كورونا، فقد كان منها أطباء العزل، بمستشفى الشيخ زايد ومستشفى العجوزة، وقدمت الدعم فى مصر، وخارج مصر أيضًا فى الدول الإفريقية. وذلك كله فضلا عن تسيير القوافل الطبية، التى يصاحبها أيضا علماء أجلاء بغرض التوعية ومقاومة الأفكار الهدامة، خصوصًا فى المناطق الحدودية، وإجمالا هناك تطوير عام لمستشفيات الأزهر من حيث البنية التحتية والأجهزة والمهارات العلمية.
وعن دور الجامعة ومستشفياتها فى خدمة ذوى الهمم من أبناء الوطن؟ يجيب الدكتور محمود صديق: « ذوو الهمم مدمجون فى التعليم الأزهرى منذ نشأته، ويوليهم الأزهر الشريف اهتماما كبيرًا، فمنهم بعض أعضاء هيئة كبار العلماء، ومنهم عمداء، ووكلاء لكليات فى الجامعة، ولا يخفى أن الدكتور طه حسين وقد تولى وزارة التعليم، كان تعليمه وتكوينه الفكرى أزهريًّا، فأصحاب الهمم لهم اهتمام وعناية خاصة داخل مستشفيات جامعة الأزهر، وبالطبع فى كل قطاعات الدولة.»
أما عن حملات التوعية التى تقوم بها الجامعة فأوضح: «عندنا مركز السكان، وهو مركز بحثى وخدمى، يقوم بدور كبير، منذ أكثر من 20 عامًا، فى التوعية، وخصوصًا فى قضايا الأسرة، ويقوم على مدار العام، بمعالجة الأفكار المغلوطة، فيقوم بتوعية الطلاب الجامعيين، بالحقائق العقلية والدينية، التى تبعد كل البعد عن التطرف والإرهاب، وأيضًا يقوم بدور توعوى كبير فيما يخص ختان الإناث، وزواج القاصرات، وتنظيم الأسرة، ولا يخفى على أحد أن الأزهر الشريف منذ أكثر من 1080 عامًا يحمل الفكر الوسطى المعتدل.
رابط دائم: