حفلت مائدة الدراما الرمضانية هذا العام بعشرات الأعمال الفنية لمختلف النجوم سواء فى مسلسلات التليفزيون أو عروض المسرح ذات الطابع الدينى أو الاحتفالى.. ولكن غيب الموت عنا
الدكتور أحمد حلاوة والفنان المبدع عهدى صادق اللذين جمع بينهما عشق المسرح وسعة الثقافة والقدرة الفائقة على جذب الانتباه واللمعان مهما يكن حجم الدور الذى يؤديانه.
الفنان الكوميدى المبدع الدكتور أحمد حلاوة تخرج فى معهد الفنون المسرحية بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة قسم الاتصالات، ثم درس الفنون الجميلة وحصل فيها على دبلوم من معهد ليوناردو دافنشى، ثم توج دراسته بالدكتوراه فى فلسفة الفنون من جامعة بوخارست برومانيا، وصار أستاذا للتمثيل والإخراج بجامعة حلوان وبأكاديمية الفنون.. ويشهد تلاميذه على بساطته وتواضعه وإيمانه الشديد بالقيم الأخلاقية وبضرورة أن يقدم الفن رسالة بجانب المتعة والإضحاك.
وقد بدأ تألقه فى مسرحية العسل عسل والبصل بصل التى أخرجها سمير العصفورى فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى، وتألق إلى جانبه زايد فؤاد ويوسف رجائى وسهير طه حسين وماهر سليم وآخرون، ولكنه كان هو الأكثر إضحاكا وبريقا على مسرح الطليعة فى شخصية المعجبانى التى صاغها شعرا بيرم التونسى فى مقاماته واستطاع بذكائه ودأبه أن يجعلها شخصية من لحم ودم..، وقدم عروضا أخرىمميزة مثل طرائيعو مع النجم محمد هنيدى الذى لم يكن يستطيع التوقف عن الضحك فى المشاهد التى تجمعهما، وحارة عم نجيب التى تجسد شخوصا من عالم استاذ الرواية العربية نجيب محفوظ، ومسرحية كلام فارغ للكاتب الساخر أحمد رجب، ومسرحية ايزيس لرائد المسرح المصرى توفيق الحكيم وإخراج كرم مطاوع.. ويتضح من المسرحيات التى قدمها حرصه على انتقاء الأعمال الأدبية الراقية ذات المضمون الجاد، وحتى فى أعماله بالقطاع الخاص استطاع أن يسمو بالكوميديا، فلم يقدم يوما إلا ما يجعله فخورا بفنه وإبداعه كممثل من طراز رفيع.
أما المبدع الثانى فهو الصديق عهدى صادق، نموذج الفنان المثقف العاشق للشعر بأنواعه، والحافظ لقصائد فؤاد حداد وصلاح جاهين، ويعد من المقربين لأسرة الشاعرين الكبيرين.. وعندما قدمت صالونا ثقافيا بعنوان مصر المبدعة فى دار الأوبرا المصرية، لم يفته عرض واحد مهما تكن ظروفه المهنية، وعلى الأخص الأمسيات الدينية فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أنه مسيحى، وكان دائم الجلوس فى آخر صف ولا يحب أن يتقدم الصفوف ضمن ضيوف الصالون، وعندما سألته عن ذلك أجاب بخفة ظله المعهودة: «أترك الصفوف الأولى لقصار القامة، والطويل يجلس فى آخر صف».

أحمد حلاوة وبثينة رشوان فى أحد العروض المسرحية
بدأ عهدى صادق مشواره الفنى بعرض بديع هو القاهرة فى ألف عام، والذى كتب أشعاره صلاح جاهين، وتعلق به منذ سن التاسعة عشرة حتى رحل الشاعر الكبير، كما قدم على خشبة المسرح القومى عرضا بديعا من أشعار فؤاد حداد بعنوان «حى على بلدنا» وشاركه البطولة النجم أشرف عبد الغفور والنجم مفيد عاشور وأحمد حداد حفيد الشاعر.. كما شارك فى أكثر من 240 عملا فنيا منها ليالى الحلمية وأرابيسك والشهد والدموع ورأفت الهجان وبوابة الحلوانى وزيزينيا وغيرها من روائع الدراما المصرية فى عصرها الذهبى، وآخر أعماله «السر» بطولة النجم حسين فهمى.
رحم الله أحمد حلاوة وعهدى صادق فقد كانا يستطيعان أن يحولا أى دور صغير إلى بطولة خاصة مميزة.
رابط دائم: