رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد تراجع سعره من 80 ألفًا إلى 7 آلاف للطن
خسائر فادحة لـ «نارنج» الغربية بسبب احتكار «الخاص»!

الغربية ــ أحمد أبو شنب
‎أحد المزارعين فى أثناء تجريف أرضه

أشجار النارنج، أو «اللارنجه، كما يطلق عليه المصريون، تشبه أشجار البرتقال، ولها زهور بيضاء زكية الرائحة، تستخلص منها زيوت تصدير للخارج، لتدخل فى صناعة العطور، والأدوية، ومستحضرات التجميل، وتعرف تلك الزهور فى تونس بـ «الذهب الأبيض»، وقد شهدت زراعة «النارنج»، فى السنوات الأخيرة، انتشارًا كبيرًا بمصر، فى عدد من المحافظات، خاصة الغربية، التى تشتهر بها، ولكنها، فى الوقت نفسه، تعانى احتكارًا من مصانع القطاع الخاص لصناعة الزيوت العطرية، المتحكمة فى سعر توريد زهور النارنج، حتى تراجع سعر الطن منها، من 80 ألفًا، إلى 7 آلاف جنيه، فقط، خلال الموسم الحالي، ما كبد زارعيه خسائر فادحة.

وعن تلك المعاناة، قال صادق حبيب رئيس الجمعية التعاونية لإنتاج، وتسويق النباتات العطرية بالغربية، إن أكثر من 5 آلاف مزارع نارنج بالغربية، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، عانوا، ومازالوا، احتكار، وتحكم مصانع القطاع الخاص، فى سعر توريد زهور النارنج، حتى انخفض سعرها انخفاضًا شديدَا، من 80 ألفًا، إلى 7 آلاف جنيه، خلال الموسم الحالي، ما كبَّد المزارعين خسائر فادحة، لدرجة أن بعضهم اضطر إلى اقتلاع الأشجار، وتبوير الأرض، فيما اكتفى آخرون بعدم جمع الزهور، حيث تزيد تكلفة جمعها، عن سعر توريدها، فى حين قام فريق ثالث بتفويض العمال لجمع الزهور، وتوريدها، وأخذ العائد منها.

وأضاف «صادق» أن الأمر الوحيد الذى سينقذ النباتات العطرية، والطبية، هو الإسراع فى إنشاء مصنع للنباتات العطرية والطبية، بدلا من تصديرها مواد خامًا، ما سيعود على الدولة بالعملة الصعبة، ويزيد من فرص العمل .

وكشف أيمن عبدالخالق سكرتير الجمعية التعاونية للنباتات العطرية عن أن الفدان من النارنج يستوعب زراعة 400 شجرة له، وتلك الأشجار لا تزهر إلا بعد 3 سنوات، وتصل تكلفة زراعة، ورعاية الفدان الواحد منه، خلال السنوات الثلاث، إلى أكثر من 100 ألف جنيه، ما بين تكاليف ري، وتسميد، ومقاومة حشائش، وخدمة الأرض، ومبيدات أورجانيك، بالإضافة إلى أن إيجار الفدان الواحد، خلال المدة نفسها، يبلغ نحو 45 ألف جنيه.

وأضاف «عبدالخالق» : «كما يكلف حصاد زهور الفدان الواحد منه، المزارع، آلاف الجنيهات، خلال فترة جمع الزهور، التى تستمر 45 يومًا، بدءًا من نهاية شهر مارس، لافتًا إلى أن متوسط إنتاج الفدان من الزهور، قد يصل إلى 6 أطنان فى الموسم الثانى له، أى بدءًا من السنة الخامسة لزراعته».

وتابع سكرتير الجمعية : «ثم فوجئنا بأن سعر توريد طن زهور النارنج بدأ فى هبوط خيالي، من 80 ألفًا، إلى 15 ألف جنيه الموسم الماضي، حتى صدمنا، خلال الموسم الحالي، بأن مصانع القطاع الخاص، التى تحتكر صناعة الزيوت العطرية فى مصر، قد وضعت تسعيرة، بقيمة 7 آلاف جنيه للطن، الأمر الذى تسبب فى تلك الخسائر لجميع مزارعى النارنج.

فيما قال أحد مزارعى النارنج بالغربية، واسمه داود، متحسرًا على وصل إليه حال زراعة النارنج بالمحافظة، : «بمجرد إعلان المصنع عن سعر توريد الكيلو من زهور النارنج، 7 جنيهات للكيلو، قمت على الفور بتقليع فدانين، وحرق أشجارهما، لأن هذا السعر لا يغطى تكلفة جمع الزهور، ناهيك عن تكلفة رعاية الأرض، على مدار عام كامل، وكلنا استعوضنا ربنا فى هذه الزرعة، التى تسببت فى تكبيدنا ديونًا».

وفور علم المحافظ الدكتور طارق رحمى بالأزمة، طمأن المزارعين، بأنه جارٍ تقديم الدعم اللازم لجميع المزارعين فى القرى المنتجة للنارنج بالمحافظة، ومن بينها قرية «شبرا بلولة» المشهورة بزراعة الياسمين، والنارنج، كاشفًا عن أنه قام بالتواصل مع الدكتورة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، لإنشاء 3 مصانع على أرض مملوكة للدولة، بالمحافظة، من بينها، مصنع لإنتاج الزيوت العطرية، على قطعة أرض، مساحتها 17 ألفًا، و500 متر، خلف البنك الزراعى بقطور، ويمتلكها بنوك: «الزراعى والأهلى ومصر»، وهيئة الإصلاح الزراعي، حيث تنتج قرى مركز قطور أكثر من 50% من الإنتاج العالمى للزيوت العطرية. 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق