يا وردة الوفاءِ
أهديكِ إلى
مُعَلِّمى
هذا الفنارُ فى ظلام العمر دلَّني
لشاطئ العلم الذى
ضخَّ ضياءَ الرأى بين أضلعى وفى دمى
لولاهُ ما هَلَّتْ بأمن خطوتى شمسُ المعارف النديّة
لولاه ما نفَّضْتُ عَنِّى سترةَ الجهْل الرديَّة
كان مَعِى حينَ خطوْتُ لا أعى
معنى الحياةِ بيد أن كفَّهُ الُمعِّلمَ شدَّ حَبْوتي
فقَمْتُ أجرى فى دروب العلْم أجتاز الصعابَ
وهو مرشدى وصْوتُهُ دليل فكرتى ونور مسمعي
كان معى فى كل محنةٍ دروسُهُ جسورٌ للحياة
فى كل عثرةٍ بيانهُ سفائنُ النجاة
كان شريكاً لى وللحمام فى حديثنا عن قدوةٍ
تعلو على كل الجباة
كان ملاذى حين عمَّ الغشُ
والجِهْلُ تسيَّدت خطاه
حين الذئابُ أُسِّدَتْ
والزْيفَ غنَّى فى المدى قُبْحُ هواه
ولم تزلُ خطوتُهُ تدبُّ فى ذاكرتى وكلنا يفرُّ من هيْبتهِ
ولم تزلْ رُدودهُ الحكيمةُ الأجوبةِ وكلنا ينهلُ من حكمتهِ
ولم يزل شعارُهُ يردِّدهُ فَمى وقلْبى مَنْ يعش بغير عِلْم صار لُعْبَة فى قبضة المواقفِ
فيا خُطى عمرى قفي
تحيةً له ومِن دَمى اقْطُفى
أجملَ وردةٍ
وفاءً
للمعلِّمِ النبيلِ الْمنْصِفِ
رابط دائم: